كان في العقود الماضية يسمى بـ "صعيد" الإهمال والتهميش والنسيان.. وتحول في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى "صعيد الخير" الذي يشهد اهتماماً غير مسبوقً من القيادة السياسية.. حركة البناء والتنمية في الوجه القبلي، صعيد مصر جنوبها الحضاري.. صعيد الرجال والفرسان غير مسبوقة، انطلقت مع فجر عهد الرئيس السيسي لتمسح دموع المعاناة بتوفير حياة كريمة راقية تتوافر فيها الخدمات الأفضل.. مَن كان يتخيل أن الدولة تنفق على الصعيد 1.1 تريليون جنيه وتستحوذ قراه على نصيب الأسد من مبادرة "حياة كريمة" لتطوير وتنمية الريف المصري.
في افتتاحات الأمس كان المصريون على موعد جديد من المشروعات العملاقة.. شمس التنمية تضيء صعيد مصر.. صعيد الخير.. ومنه انطلقت رسائل عن تحدياتنا ومشاعل بناء الوعي الحقيقي والفهم الصحيح، وأهمية أن نكون جميعاً "واحد".. والتأكيد على أن الصدق دائماً يدحض الزيف والأكاذيب والمزاعم، وأن "الواقع" دائماً وما يعج به من إنجازات أقوى سلاح في مواجهة الباطل والشائعات.. فمصر أصبحت تتنفس إنجازات ونجاحات و"حياة كريمة".
رسائل «مهمة» جاءت من «قلب الجنوب» تتحدث عن التحديات والحقائق والإنجازات بعد عقود من التهميش والحرمان والنسيان.. شهادة ميلاد جديد لـ«صعيد الخير» بتوقيع السيسي.
العودة للحياة
بكل المقاييس.. وبمنتهى الموضوعية، ما يحدث في مصر هو معجزة حقيقية سواء في زمن وتوقيتات ومواصفات ومعايير الإنجازات والمشروعات، وما تشهده كل ربوع البلاد من بناء وتنمية، أو حجم الإنفاق، الذي يؤكد ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه توفيق وفضل من اللَّه سبحانه وتعالي.. لكن ما هو تفسير هذه الملحمة التي تحدث على أرض مصر، وما أسبابها.. ولماذا تقترب من المعجزة؟ الحقيقة أن الإجابة هي إرادة المولى عزَّ وجَلَّ، ورعايته وحفظه لمصر، ساق لها القائد الوطني الشريف النبيل الذي امتلك الرؤية والنبل والإخلاص، والإرادة والنوايا الطيبة لأهل وطنه.. والرغبة الشريفة في إصلاح ما أتلفته عقود النسيان والإهمال، وغياب الرؤية والإرادة، تجسيداً لقول المولى عز وجل: "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله" فطالما أن نوايا الخير ولإصلاح والبناء والعمران وإسعاد الناس، فإن النتيجة هي التوفيق والنجاح من عند اللَّه.
مَن يرى أحوال مصر على مدار أكثر من سبع سنوات.. ومَن شهد بالأمس الرئيس عبد الفتاح السيسي يفتتح مجموعة من المشروعات التنموية في الصعيد، وتحديداً من أسيوط، وسوف تشهد الساعات القادمة المزيد من المشروعات العملاقة التي تدخل الخدمة لتحقيق آمال وتطلعات الناس في الصعيد، الذين طالما حلموا وتطلعوا إلى رؤية هذا العهد.. لا يملك مَن يرى كل هذه المعجزات التنموية إلا الانبهار والتحية لهذا القائد الذي غيَّر وجه الحياة في كل ربوع البلاد.
الحقيقة.. من حق المصريين أن يفرحوا ويفخروا بما تم إنجازه خلال الـ 7 سنوات الماضية، وهو يحقق معجزة اقتصادية وتنموية، تؤكد أن اللي اتعمل في هذه السنوات ميتعملش إلا بتوفيق من اللَّه.. لكننا نرى السعادة تغمر أهالينا في الصعيد، الذين قال عنهم الرئيس السيسي حتى قبل توليه أمانة المسئولية الوطنية في قيادة البلاد إنهم أهل كفاح وعمل وعزة نفس، ويُعتمد عليهم، ورجال بالمعنى الحقيقي للكلمة، لذلك فالرئيس الذي قال إنه يتابع أحوال وظروف مصر ومعاناة شعبها على مدار 25 عاماً ماضية، يعلم جيداً حجم الإهمال والمعاناة والتهميش الذي قال عنه الرئيس إن نصيب الصعيد من التنمية كان أقل من باقي المحافظات.
الحقيقة أن الصعيد شماله ووسطه وجنوبه، يشهد طفرة وقفزة تنموية غير مسبوقة عبَّر عنها الرئيس السيسي بالأمس بأنها لتعويض ما فات الصعيد، ليس فقط الصعيد، ولكن تعويض ما فات مصر خاصة أن حجم الجهد المبذول الذي تم إنجازه خلال الـ 7 سنوات الماضية دون مبالغة، يتعدى سنوات طويلة من العمل والإنفاق، فهناك أرقام ضخمة تم ضخها لتحقيق أحلامنا في التنمية والبنية الأساسية، والتعليم والصحة وغيرها من المجالات بهدف النهوض بجودة الحياة ورفع مستوى المعيشة للمواطنين في صعيد مصر.
الإهمال والتهميش الذي تعرضت له محافظات الصعيد قبل 2014 أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر وتدنى الخدمات، وتفشى الأمراض، فقد كانت محافظة الفيوم هي الأولى على مستوى مصر في معدلات الإصابة بفيروس "سي" بالإضافة إلى عدم إتاحة فرص العمل، وهو ما نتج عنه اختلال ديموغرافي لسفر شباب هذه المحافظات إلى المحافظات الأخرى، وانتشار العشوائيات، أو السفر للخارج بحثاً عن مصدر رزق وفرصة عمل.. ومع بداية عهد الرئيس السيسى في يونيو 2014 وضع خطة متكاملة للنهوض بالصعيد وتحسين الوضع تدريجياً.. والآن الدولة لديها الرؤية والخطة المتكاملة من خلال مبادرة "حياة كريمة" لتنمية الريف المصري، والتي تستهدف جميع قرى مصر، وفى القلب منها جميع قرى الصعيد، التي لها الأولوية على أجندة العمل بالمبادرة لتغيير وجه الحياة بها خلال 3 سنوات، ليتمتع أهلها بجودة حياة لائقة، وبكل مستويات الخدمات المطلوبة.
الدولة على مدار الـ 7 سنوات الماضية كثفت العمل بمحافظات الصعيد، حيث نفذت وجار تنفيذ استثمارات بقيمة 1.1 تريليون جنيه.. نفذت منها الحكومة 750 مليار جنيه بنسبة 69٪ من إجمالي الاستثمارات، وجار تنفيذ النسبة المتبقية تباعاً منها 180 مليار جنيه استثمارات تخص الصعيد في المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة".
هذا التنوع والتعدد ظهر واضحاً في المشروعات التي افتتحها الرئيس السيسي أمس بمحافظات الصعيد، وهناك المزيد منها خلال الأيام القليلة المقبلة، بل في الأسبوع القادم، تحديداً تؤكد اهتمام الدولة غير المسبوق بالصعيد.. وأيضاً توفير الحياة الكريمة والخدمات اللائقة لأهالينا في كافة المجالات والقطاعات.
رغم أن افتتاحات الأمس شهدت زخماً وتنوعاً كبيراً وخطوة غير مسبوقة على طريق تنمية الصعيد إلا أن كلمات ومداخلات الرئيس السيسي جاءت حافلة بالرسائل المهمة التي تكشف حجم التحديات التي تواجه مصر، وحتمية التصدي لها من خلال الوعى الحقيقي والفهم الصحيح وبناء السياق المتكامل، خاصة أن هذه التحديات مرتبطة ببعضها البعض، ثم أيضاً عبقرية الرئيس السيسي في بناء الوعى الحقيقي الشامل لدى المواطنين في مواجهة محاولات بناء وتشكيل وعى مزيف من المزايدين والمتربصين بمصر.
التحدي الكبير والأخطر الذي تحدث عنه الرئيس السيسي بالأمس، هو البناء العشوائي والتعديات على الأراضي الزراعية على مدار أكثر من 60 عاماً.. كبدت مصر خسائر فادحة من ثروتها الزراعية.. ونهش الرقعة الزراعية.. وفقدان فرص عمل وإنتاج زراعي من خلال أراض على ضفاف النيل مجهزة بكافة الخدمات ولا تحتاج تكلفة بالمليارات لزراعتها على غرار استصلاح وزراعة أراض جديدة، خاصة أن تكلفة استصلاح وزراعة الفدان الواحد تتراوح ما بين 250 إلى 300 ألف جنيه.. وأن صعوبة وتكلفة الاستصلاح والزراعة في الظهير الصحراوي على مسافات تزيد على 60 كيلو متراً.. فالدولة تبذل جهوداً غير مسبوقة في مجال الاستصلاح الزراعي، وزيادة الرقعة الزراعية لتوفير احتياجات المصريين الأساسية باعتبارها قضية أمن قومي في ظل محدودية موارد المياه، خاصة أن الدولة أنفقت خلال السنوات الماضية 300 مليار جنيه على إنشاء محطات جديدة لمعالجة المياه.
> التحدي المهم والأخطر أيضاً هو قضية النمو السكاني المنفلت، الذي إذا استمر بهذه المعدلات مع غياب الوعي بأهمية المواجهة، فإنه سوف يؤثر على مردود التنمية وعدم استشعار المواطن بالتحسن وعدم بلوغ جودة الحياة، فالرئيس ساق مجموعة من الأمثلة تتعلق بالخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، فربما يكون المستشفى موجوداً، لكن جودة الخدمة الصحية تحتاج إنفاقًا وقدرات، وذلك ينطبق على المدرسة والجامعة.. جودة التعليم المقدم تحتاج إنفاقًا وقدرات.. وهنا لابد أن نعيد حساباتنا ونصل لبناء وعى حقيقي وفهم صحيح وتغيير أنماط مكانتنا وإدراك خطورة التمادي كمجتمع في الاستهتار والاستهانة بخطورة الزيادة السكانية العشوائية.. كما أن الزيادة السكانية بنفس المعدلات والمؤشرات الحالية تمثل خطراً على مشروع "حياة كريمة" وتحتاج أرقاماً ضخمة للتوسع فيها في ظل النمو السكاني المنفلت.
> بناء المدن الجديدة والتوسع في إنشائها يأتي لجذب الناس للحياة فيها وتوفير فرص العمل لهم، وفرص استثمارية أيضاً وبناء المدن الصناعية لتوفير فرص تستوعب المزيد من الأيدي العاملة.. كل هذه الجهود التي تبذلها الدولة ستذهب هدراً إذا لم نتصد كمجتمع لظاهرة النمو السكاني العشوائي والمنفلت، ولابد من وجود رؤية تستطيع الوصول إلى إقناع الناس وتوعيتهم بخطورة هذه الظاهرة على حياتهم ومستقبلهم ومستقبل التنمية والدولة أيضاً.
ليس معقولاً أو مقبولاً أن نحرث في الماء، الدولة تبذل جهوداً غير مسبوقة في البناء والتنمية وتصلح ما أتلفته وأهملته العقود الماضية بمئات المليارات وفى ظل كل هذا تزيد في 15 شهراً فقط 700 ألف مواطن جديد، يحتاجون إلى سُبل الحياة والخدمات والاحتياجات الأساسية، بما يضغط على ميزانية الدولة ومواردها ويؤثر على جودة الحياة.. ويودى بجهود التنمية والبناء وخلق الحياة الكريمة للناس.
> يقيناً ما قاله الرئيس السيسي عن مساهمة القطاع الخاص الوطني في بناء الدولة ومشروعاتها هي رسائل عبقرية مستفيضة مدعومة بالأرقام والإحصائيات وتبنى وعياً حقيقياً وفهماً صحيحاً لدى المواطن.. وتبطل مفعول الادعاءات والمزاعم التي يطلقها البعض.
الرئيس السيسي كشف الحقيقة بكل تفاصيلها وأبعادها، فعدد الشركات الوطنية التي تعمل في المشروعات القومية العملاقة 4500 شركة تعمل في مجال البنية الأساسية والإسكان والطرق والكباري والموانئ والنقل.. أقل شركة عملت في حجم أعمال يساوى مليار جنيه، وأكبر شركة عملت في حجم أعمال 75 مليار جنيه من 1100 مليار جنيه.
الرئيس السيسي قال إن الدولة ترحب وتتبنى وتشجع وتدعم القطاع الخاص للعمل فى كل المجالات والقطاعات خاصة أن حجم العمالة في المشروعات القومية العملاقة وصل من 4 إلى 5 ملايين مواطن بما يعنى أننا أمام 3 إلى 4 ملايين أسرة على مدار أكثر من 7 سنوات، تعمل لتحقيق ما نعيشه الآن من إنجازات.
في المشروعات العملاقة مثل ميناء السخنة تعمل 14 شركة وطنية، وكذلك مشروع المونوريل.. شركات وطنية من القطاع الخاص.. والمترو الخط الرابع "أكتوبر ــ الرحاب" 5 شركات وطنية قطاع خاص.. وموانئ دمياط والإسكندرية جميعها شركات قطاع خاص وطنية.
طالب الرئيس السيسي شركات القطاع الخاص بالدخول في مجالات أخرى ومرحب بهم بما لديهم من أرصدة وقوائم مالية.. وطالب الرئيس القطاع الخاص بالدخول بالمشاركة في مشروعات الاستصلاح والزراعة.. فالفدان يتكلف من 200 ألف إلى 300 ألف جنيه، وهذه مشروعات تم تنفيذها، وجاهزة "زي ما الكتاب بيقول " سواء في مجال دراسات الجدوى والإجراءات التنفيذية والمناقصات المالية وشبكات المياه والكهرباء والطرق.. فالدولة ترحب بمشاركة القطاع الخاص الوطني للاستفادة من خبراته وقدراته، وهو ما يدحض ادعاءات ومزاعم البعض بالمزاحمة أو الرفض.. فحتى مشروعات جهاز الخدمة الوطنية متاحة في البورصة، والمشاركة.
لكن الرئيس السيسي أكد على نقطة وبُعد مهمين، أن الدولة تدخل في مشروعات لا تكون منها جدوى اقتصادية، لكنها تمثل قضية أمن قومي.. لابد أن يتم توفير احتياجات الشعب والدولة، مثل القمح، فالمليون فدان تعطينى إنتاجية 3.5 مليون طن، نستورد قمحاً بـ2.1 مليار دولار.. فهنا أستطيع توفير هذا المبلغ الكبير، وبالجنيه المصري، وأضمن وجوده في مصر لأنه ربما لا يكون متاحاً في الخارج.. أو وجود تحديات أخري.. فإتاحة مثل هذه المنتجات في مصر أمر مهم للغاية وأمن قومي.. وأن 2 مليون فدان تتم إضافتها إلى الرقعة الزراعية ستؤدى إلى زيادة معدل النمو وفرص العمل، ومصدر دخل للدولة.
الرئيس جدد التأكيد على معنى عظيم هو أن كلنا واحد والبلد دى هتقوم بينا كلنا، و"إيدينا في إيدين بعض".
الحقيقة المهمة أن مداخلات الرئيس خلال افتتاح مجموعة كبيرة من المشروعات القومية في الصعيد كشفت عن وجود مشروعات قومية عملاقة في توشكى وشرق العوينات سواء طرقاً جديدة أو مساحات زراعية شاسعة تصل إلى 1.5 مليون فدن وطرقاً بين توشكى شرق العوينات أو العوينات ــ الفرافرة و14 محوراً على النيل تربط الغرب بالشرق وتوفر سهولة الانتقال وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية والبناء والنهضة الزراعية والصناعية في مصر، جميعها وفى القلب منها الصعيد، الذى تحول من الحرمان والنسيان، إلى صعيد الخير والبناء والتنمية والحياة الكريمة.. انتظروا الأسبوع القادم هناك مفاجآت ومشروعات عملاقة تدخل الخدمة لتعيد حياة أهالينا في الصعيد بعد عقود التهميش والمعاناة، يحظون الآن باهتمام غير مسبوق وملحمة تنموية تاريخية في عهد الرئيس السيسي.
تحيا مصر