رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المعضلة الرئيسية للزراعة في مصر

25-12-2021 | 14:11


مهندس محمد صلاح الدين الدهراوي

مهندس محمد صلاح الدين الدهراوي

شهد القطاع الزراعي عددا من التطورات خلال السبعة أعوام الماضية في ظل رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي لجمهورية مصر العربية، حيث أطلق الرئيس المشروع القومي لاستصلاح المليون ونصف المليون فدان لبناء مجتمعات عمرانية جديدة قائمة على الزراعة من واحة الفرافرة في ديسمبر 2015.

كما شنت الدولة حربا على المعتدين على أراضي الدولة، خاصة الزراعية منها، إلى جانب مراجعة جميع القوانين الزراعية القديمة التي عفا عليها الزمن.

واجهت النهضة الزراعية في مصر على مدار عقود العديد من العوائق والتحديات، حيث كان الفيضان يغمر كل الدلتا ويترسب الطمي وبه كل العناصر السمادية اللازمة للنباتات؛ وبهذا السد العالي تم حجز الطمي فكان التعويض بالأسمدة الكيماوية.

ومع تواجد أسمدة كيماوية غالية الثمن، كانت النتيجة ضعف مناعة النبات، فأصيبت النباتات بالأمراض الفطرية والحشرية والفيروسية.

وظهر بعد ذلك الاعتماد على المبيدات الحشرية والفطرية والمكلفة للغالية، فأصبح علاج للنبات مكلف جدا للمزارع ثم للمواطن الذى يتناول هذا الغذاء مكلف كثمن ثم صحيا.

كما كان من العوائد الخطيرة أمام تنمية زراعية حقيقية هو ضعف البحث العلمي الزراعي سواء في كليات الزراعة أو مراكز البحوث  بدليل أن مصر تستورد كل تقاوى البطاطس وتقاوي الهجن مثل الطماطم والخيار والفلفل والبطيخ.. إلخ،  بل وأصبحنا نستورد كثيرا جدا من المستلزمات مثل المبيدات والمخصبات والأسمدة والآلات الزراعية مما يعكس ضعف جدوي البحث العلمي الزراعي في مصر بصورة كبيرة خاصة في السنوات الأخيرة.

كذلك عدم وجود هدف محدد زراعيا توضع له خطة على سنوات لتوطين تكنولوجيا الزراعة الحديثة الإبداعية مثلما فعلت مصر في الصناعة في الستينيات.

وارتباطًا بما سبق من عوائق ومعوقات، يظهر عدم الربط بين الإنتاج والتوزيع مما جعل فجوة سعرية كبيرة بين سعر المنتج في الحقل وسعر الشراء للمواطن.

مما سبق ولكي تتواجد تنمية زراعية حقيقية لا بد من العديد من الحلول العاجلة ومنها، وضع خطة بحثية محددة تماما في خلال خمس سنوات تنتج مصر كل تقاوي الهجن وخلال عشر سنوات تنتج كل تقاوي البطاطس.

 كذلك ضرورة توافر خطة بحثية محددة في خلال خمس سنوات تنتج مصر كل المستلزمات من أسمدة ومخصبات وأغلب المبيدات.

كذلك تظهر الحاجة ملحة للاهتمام بالقيمة المضافة، بمعنى ألا يتم تقريبا تصدير أي سلعة خام بحيث يتم تصدير عصير برتقال وباقي منتجات البرتقال وليس ثمرة البرتقال وأيضا معجون الطماطم والطماطم المجففة وليس الطماطم الطازجة وهكذا عن المانجو والبلح.. إلخ.

ولا بد أن تكون هناك صناعات قائمة على الزراعة تماما بشكل غير تقليدي مثال بمصر أراضي ملحية كثيرة سواء التربة أو المياه ويتم محاولات علاج الملوحة بمبالغ كبيرة لماذا لا تقوم بزراعة البامبو وهو يجود تماما بها وتقوم عليه صناعة أثاث من البامبو للمنشآت السياحية بمصر والعالم كله.

ستظل مشكلة الزراعة في مصر قائمة دون أي جدوى إن تركنا الوضع للاستيراد، فلا بد أن يكون هناك إنتاج من مستلزمات وتصنيع للمنتجات وربط بين المنتج والمستهلك مباشرة هنا يحدث الرخاء كما هو فى الدول المتقدمة زراعيا وتصنيفا زراعيا.

وهنا لن يكون هناك تعارض بين هدف الدولة في منتج زراعي رخيص للمواطن، وبين هدف المزارع في عائد مجزي، فالمزارع في نفس الوقت مواطن يستحق الرعاية.