أولت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما كبيرا بقطاع الزراعة والتوسع وزيادة مساحة الرقعة الزراعية، وذلك بهدف تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الفجوة الغذائية، وهو ما يسهم فيه مشروع توشكى الذي افتتحه الرئيس السيسي اليوم، ضمن فعاليات أسبوع الصعيد وتحقيق التنمية الشاملة في صعيد مصر.

ويأتي المشروع في إطار خطة الدولة لتوسيع رقعة المساحة المعمورة من 5% إلى 25% من مساحة مصر بكل ما يترتب عليه من آثار ديموجرافية واقتصادية واجتماعية والخروج من الوادي الضيق، فبعد أن ظل المشروع معطلا طوال السنوات الماضية نجحت الدولة بقيادة الرئيس السيسي في إعادة المشروع للحياة وإتمامه حتى افتتاحه اليوم.

يهدف المشروع استصلاح واستزراع حوالى 600 ألف فدان حول منخفضات توشكى، كما يهدف إلى خلق مجتمعات جديدة حيث أن غالبية العاملين فيه من الصعيد، ويتضمن عدة مشروعات حيث تبلغ مساحة مزرعة توشكي حوالي 60 ألف فدان، حيث تعد أكبر مزرعة على مستوي الجمهورية، وتعتمد في الري على ترعة توشكي من خلال محطة رفع تضم 7 طلمبات للإمداد بنحو 7 آلاف متر مكعب مياه في الساعة.

كما تم تخصيص مساحة 20 ألف فدان من مزرعة توشكي لزراعة المحاصيل الاستراتيجية كالذرة والقمح، بالإضافة إلى 200 فدان خصصت لمزرعة العنب، وذلك من إجمالي مساحة 300 ألف فدان قامت بزراعتهم الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي علي مستوي الجمهورية، وذلك فضلًا عن تعظيم القيمة الاستثمارية لمزرعة توشكي عن طريق تربية وإنتاج آلاف الرؤوس من الثروة الحيوانية من الأغنام.

وبالنسبة لمشروع مزرعة التمور توشكي، فقد تم تخصيص مساحة 40 ألف فدان لزراعة نخيل التمور الفاخرة ذات الجودة العالية بإجمالي عدد 2.5 مليون نخلة، وذلك بهدف وضع مصر على الخريطة العالمية لإنتاج وتصدير التمور.

3 مشروعات زراعية تمثل سلة غذاء مصر

وفي هذا السياق، يقول الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن مشروع توشكى مخطط له في المرحلة الأولى زراعة 540 ألف فدان عبر ترعة الشيخ زايد الممتدة من بحيرة ناصر في أبو سمبل، وبها أكبر محطة رفع في العالم لتغطية هذه المساحة عبر 4 فروع، بزمامات متساوية مجموعة من 120-140 ألف فدان لكل فرع الترعة.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه عند وضع أساس هذا المشروع في عام 1997 كانت المنطقة كاملة يبلغ إجمالي مساحتها 3.3 مليون فدان، وكان المستهدف أن تكون المرحلة الأولى الـ540 ألف فدان نواة لزراعة القطن قصير التيلة لتسيطر على البورصة العالمية للقطن في العالم لكن بدأت خلافات متعددة بعد مطالبات بزراعة المحاصيل الأساسية مثل القمح والذرة والمشروع يزرع حاليا به مساحات من التمر والنخيل والعنب.

وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم خلال افتتاحه المشروع أوضح أسباب فشل المشروع في الماضي منها الخلافات بين الوزارات وأولوية الزراعات هل المحاصيل الاقتصادية أو التصدير أو القطن، مضيفا أن الدولة الآن حددت أفضل تركيبة محصولية لزراعة أراضي توشكى لسد جزء من الفجوة الغذائية ونحقق جزء كبير من الأمن الغذائي.

وأكد نور الدين أن المرحلة الأولى وهي 540 ألف فدان بدأت بإزالة بعض العوائق والتي كان منها 9 كيلومتر على فرع 3 من ترعة الشيخ زايد كانت عبارة عن صخور من الجرانيت استلزم الأمر نسفها بالديناميت لوصول المياه للمساحة المطلوب زراعتها، واستطاعت القوات المسلحة إزالة هذه العوائق، والمشروع الآن في طريقه لزراعات اقتصادية تضيف للرقعة الزراعية.

وأضاف أن الرئيس السيسي وجه بعدم زراعة نباتات زينة أو أشجار للزينة والاهتمام بالمحاصيل الاستراتيجية الأساسية التي تعاني مصر من فجوة منها وتستورد منها تقريبا 65% من احتياجاتنا بإجمالي تقريبا 15 مليار دولار، مؤكدا أن نصف مليون فدان في توشكى ونصف مليون فدان في سيناء ومليون فدان في محور الضبعة الساحل الشمالي الغربي من الإسكندرية لمطروح سيكونوا سلة غذاء مصر في المستقبل القريب ويحققوا لها جزء كبير من الأمن الغذائي وسد الفجوة الغذائية.

زيادة المساحة المنزرعة إلى 700 ألف فدان

ومن جانبه، قال الدكتور سيد جاب الرب، مدير هيئة التعمير والتنمية الزراعية في توشكى، إن مشروع توشكى من المشروعات القومية التي تنفذها الدولة في إطار استراتيجيتها لزراعة المحاصيل الإستراتيجية وسد الفجوة الغذائية، موضحا أن المشروع مكون من ترعة رئيسية و4 فروع، موضحا أن المساحات المزروعة حاليا حتى الآن تتجاوز 220 ألف فدان.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه من المتوقع في نوفمبر المقبل الوصول لـ500 ألف فدان في نوفمبر المقبل، ليبلغ إجمالي المساحات المنزرعة حوالي 700 ألف فدان، مضيفا أن أهم المحاصيل المنزرعة حاليا في توشكى هي القمح والشعير والفول والبرسيم مع بعض الزراعات التكميلية.

وأشار إلى أن مشروع توشكى يضم حاليا أكبر مزرعة تمور والمتوقع زراعة 2 مليون نخلة وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمنزرع حتى الآن مليون و250 ألف نخلة، مضيفا أنه المتوقع الانتهاء من بقية المستهدف في نوفمبر المقبل.

وأكد أن المشروع يتم زراعته من مياه بحيرة ناصر طبقا للمعايير القياسية بوزارة الري، وتعد هيئة التعمير والتنمية الزراعية الجهة المشرفة على تصنيف التربة وتحديد نوعية الزراعات وكميات المياه المستخدمة في المشروع، مضيفا أنه من المتوقع في 2022 قد زراعة 700 ألف فدان ضمن نطاق المشروع.