رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الإهمال ينسج شباكه علي الاستراحات الخديوية بالمطاعنة

26-12-2021 | 21:12


زهران جلال

عندما تضيع المسئولية وينسج إهمال المسؤولين شباكه، وتنشر اللامبالاة جيوشها الشريرة، فيضرب المواطن كفا بكف، ليقود حرمانه خطاه، ويقف بالباب منتظرا، ليتساءل وهو مطوقا بأحزانه هل من مجيب؟  

وعندما يكون  حال استراحات تاريخية هو الثمن وتتغلغل في أعماق بعضنا صفات القسوة والإهمال وغياب الرؤية عند بعض المسئولين وتستسهل التجاهل  والضياع والخراب ، ونشاهد علي منشآت تاريخية   وهم  يتهاونون في ظلمات المجهول والفناء ، حينها بالضبط فأنت تتحدث عن ثلاثة استراحات أنشئت عهد الخديوي إسماعيل عام ١٨٨١.

سجلت وزارة الآثار اثنين منهم كتراث ويقعا بمنطقة وابورات المطاعنة ، تحت مسمى مبان تاريخية ذات قيمية حضارية، أحدهما  تخضع للآثار فقط ، وأخري  تخضع لهيئة البحوث الزراعية، أما الثالثة فموضع نزاع بين الزراعة والآثار.

وبينما تبذل الدولة مساع حثيثة  تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالعمل على إحياء مختلف المباني والمناطق  التاريخية، وإعادة رونقها الحضاري، والاستفادة بما تمتلكه من مقومات تجعلها مقصداً سياحياً متميزاً ، وتنفيذ تعليمات رئيس مجلس الوزراء  بعدم وجود أية مخالفات في المناطق التاريخية والعمل علي  تطويرها حفاظا علي هذا  التراث لتصبح مزارات سياحية ، إلا أن هذه التحف المعمارية الثلاثة التي ترتبط تاريخها من تاريخ مصر تظل أماكن تاريخية وتراثية في طي الإهمال ، هنا تعرف أننا نتحدث عن استراحات المطاعنة المسماة بقصور الملك فاروق  مبان تاريخية من الدرجة الأولى، استغلت كاستراحة لكبار زوار هيئة الإصلاح الزراعي  بوابورات المطاعنة بمركز  إسنا، وهو أحد الاستراحات الثلاثة، يقع على نهر النيل عبارة عن بدروم وطابقين، أصبح حاليًا لا يحوي إلا على بعض الأسرة والمقاعد وحمام مصمم على الطراز الملكي يشبه في طرازه حمام قصر عابدين الحالي.

يقول  محمد محيي، مفتش آثار، مؤلف كتاب ”إسنا.. حضارة وتاريخ”  إن القصر “استراحة الملك فاروق” لم يطلق عليه هذا الاسم  لأنه أنشئ في عهد فاروق، إلا أنه اسم مجازي، إذ إنه أنشئ في فترة حكم الخديوي إسماعيل عام ١٨٨١، ثم استخدمها الخديوي عباس حلمي الثاني، وتوارثها حكام مصر من الأسرة العلوية حتى الملك فاروق.

ويشير محيي إلى أن الملك فاروق لم يزر هذه الاستراحات سوى مرة واحدة، وكانت بمناسبة تعلية خزان إسنا عام 1945 في شهر نوفمبر وكان معه النقراشي باشا، و ان  القصر مازال يخضع في تبعيته لمنطقة الإصلاح الزراعي، رغم النزاعات الطويلة  بين وزارة الدولة لشؤون الآثار والإصلاح الزراعي، إلا إنه لم يسلم لوزارة الآثار حتى الآن.

كانت هناك اقتراحات باستغلال القصر وتحويله إلى  متحف إقليمي، يضم كافة المقتنيات والآثار الخاصة بالاستراحات، إلى جانب عرض محتويات مخزن أبو سعيد، كمعرض متحفي بدلًا من إهماله.

 ويعتبر القصر مسجل ضمن الآثار الإسلامية والقبطية ، وكان ملئ بالمقتنيات الموجودة بداخله خلال فترة سيطرة  الإصلاح الزراعي عليه  ومن هذه المقتنيات   " الأثاث الفريد ، ووحدات الإضاءة ، ومجموعة من المدفئات التاريخية، والذي  استغل  كاستراحة لكبار زوار هيئة الإصلاح الزراعي على حد قوله.

استراحة فاروق بوابورات المطاعنة

وهي استراحة من الدرجة الثانية، تقع أيضا بقرية وابورات المطاعنة علي الشاطئ الغربي لنهر النيل، أنشئت عام 1881 ،  استخدمت كاستراحة للحاشية الخاصة بالملك، وصدر لتلك المنطقة قرار رقم 776 لسنة 2001 لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983

و إن استراحة الوابورات كان بها مجموعة أثاث ومقتنيات، لكن حين تسلمت الآثار الاستراحة سلمت المتعلقات الخاصة بها إلى هيئة الأموال المُستردة في 2007-2008

و لم يتبق سوى مجموعة من المدفئات الموجودة بالقصر منذ إنشائه، بالإضافة إلى بعض الأعمال الخشبية، وتنظم رحلات مدرسية لزيارة الاستراحة كأثر معماري فريد.

أما الاستراحة الثالثة تسمي باستراحة البساتين وتقع  بقرية طفنيس المطاعنة وتخضع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة الذي يمتلك أكثر من ٨١٤ فدان منهم أكثر م ٧٠ فدان تحيط بالاستراحة مزروعة من الأنواع النادرة لأشجار الفاكهة والنخيل .

وأنشئت ضمن الاستراحات الملكية الخاصة باستراحات الخديوي إسماعيل، التي انتشرت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي على شواطئ النيل و لم تخضع هذه الاستراحة ذات الطراز الأثري والمعماري  إلى آثار إسنا، بل تظل خاصعة لمركز البحوث الزراعية بقرية طفنيس المطاعنة ، و استغلتها مركز  البحوث الزراعة لصالحها ولم  تستطيع الآثار أن تضع يدها عليها، وبالتالي فإن الحفاظ على مقتنياتها  يقع على عاتق مسؤولية الزراعة.

 كافة استراحات الملك فاروق كان بها مقتنيات ذهبية وأثاث تاريخي ، إلا أن هذه القيم الفنية النادرة لم تعد موجوده ، فقد  تعرضت للنهب علي مر التاريخ  وخاصة استراحة وابورات المطاعنة، المهددة جدرانها بالانهيار وتساقطت الدهانات الخاصة بها وباقي الاستراحات أيضا بالإضافة إلى تآكل أبوابها

واستراحة طفنيس المطاعنة  المسماة حتي الآن في الدفاتر الرسمية بالقلعة  لم يعد يهتم بها أحد.

ويصبح  الإهمال الذي باتت تشهده الاستراحتين والقصر ، والذي من شأنه أن يهدر ثروة أثرية عظيمة  لو تم الاهتمام به وتنفيذ تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالحفاظ علي المنشآت والمناطق التاريخية والاستغلال الأمثل لمئات الأفدنة المملوكة لوزارة الزراعة بمنطقة المطاعنة  عامة الغير مستغلة ويتم تأجيرها بثمن بخس،  لأصبحت هذه المناطق كسابق عهدها ومزارات سياحية تتوسط خريطة مقصد السياحة العالمية المتمثلة في محافظة الأقصر.