رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قطاع الطيران العالمي يواجه أسوأ تحد في تاريخه بسبب (كورونا)

29-12-2021 | 11:52


رحلات طيران

دار الهلال

قالت صحيفة "الاقتصادية" السعودية إن قطاع الطيران منذ بداية 2020 يواجه معركة شرسة أمام تحديات هي الأسوأ على مدار تاريخ صناعة النقل الجوي وهو تداعيات جائحة فيروس كورونا) على كل المجالات عقب توقف معظم الرحلات إلى مطارات ومحطات العالم ما تسبب في خسائر فادحة وجسيمة تكبدها هذا القطاع الذي يعد من أكبر القطاعات التجارية التي تضررت من انتشار الجائحة، كما نلاحظ أنه مازال يرمم جراح خسائر هذه التداعيات الضخمة التي تحتاج إلى وقت طويل للتعويض.

وأضافت الصحيفة -في افتتاحيتها اليوم الأربعاء بعنوان (شركات الطيران .. تداعيات وتعثر)- أنه خلال العام الحالي استمرت صناعة الطيران تسجل تراجعا جذريا بعد سلسلة من الأرباح انفرط عقدها بمجرد بدء عمليات الإغلاق التي تلت تفشي فيروس كورونا والآن تعيد الشركات ترتيب أوراقها للعام الجديد 2022 في محاولة للحفاظ على وظائف القطاع وفق استراتيجية الأسعار المنخفضة على أمل عودة العملاء، ويعلم الجميع أن الانتعاش الاقتصادي لشركات الطيران وغيرها من الصناعات يتوقف على التعافي الصحي، وكل محاولة لوضع الأخير قبل الأول تهدد كليهما في النهاية.

وأوضحت أنه عندما بدأت مطارات العالم تنفض غبار التوقف عن أنشطتها حول العالم، مع استئناف صناعة السفر العالمي خلال 2021، بعد تعطل شبه كامل للرحلات المدنية خلال الربع الثاني من العام الماضي، ظهر فجأة فيروس أوميكرون المتحور الخامس لكورونا، ويأتي هذا الوضع بعد أن شهد عام الجائحة تحديا غير مسبوق لهذه الصناعة بفعل قيود صارمة وضوابط سفر أضعفتها كثيرا لمنع تفشي الفيروس والحد من انتشاره، وتراجع عدد المسافرين عالميا خلال العام الماضي، بنسبة نحو 66 في المائة مقارنة بـ2019.

ولفتت إلى أن الضغوط على القطاع تتجدد حيث يتعرض القطاع لمزيد من الأزمات بسبب أوميكرون الذي دفع الحكومات إلى اتخاذ قرارات لا يرغب فيها أحد، لكنها ضرورية لتوفير أعلى درجة للحماية من هذا المتحور الجديد.

وأكدت أن قطاع الطيران كان أول المتضررين مع تفشي وباء (كورونا) أواخر 2019، وكان أيضا أول قطاع سارعت السلطات المالية في أغلب الدول لتوفير حزم الدعم له، ولذلك لم يكن غريبا أن يشهد الشهر الجاري إلغاء أكثر من سبعة آلاف رحلة جوية حول العالم في عطلة يوم الميلاد التي تشهد في الأوقات الطبيعية أعلى مستوى لحركة الطيران والعطلات والسياحية، وعلى الرغم من أن نسبة هذه الرحلات التي ألغيت جاءت لأسباب تتعلق برداءة الطقس، لكن القسم الأكبر منها كان بسبب الحد من الانتشار السريع لأوميكرون الذي أعاد للأذهان مشاهد الإغلاقات الأولى في العام الماضي.

وأكدت "الاقتصادية" أنه لا يمكن لشركات الطيران تحمل أي اضطراب في حراكها في هذا الوقت بالذات، لماذا؟ لأن الخسائر المتراكمة للطيران التجاري في الفترة بين 2020 و2022 نتيجة الوباء ستبلغ أكثر من 201 مليار دولار، وفق اتحاد النقل الجوي الدولي "آياتا" فقد بلغت الخسائر في العام الجاري 52 مليار دولار، بينما وصلت في 2020 إلى 138 مليارا، باختصار تجاوزت خسائر قطاع الطيران العالمي مجموع خسائره خلال الأزمة الاقتصادية العالمية وأحداث (11 سبتمبر).

ورأت الصحيفة السعودية، أن المشكلة الراهنة الناجمة عن إلغاء هذا العدد الكبير من الرحلات الجوية، هي في الواقع امتداد لأزمة خطيرة أصابت القطاع في اليوم الأول لانتشار كورونا، وليس أمام شركات الطيران خيارات على الإطلاق إذا ما استمرت ضغوط أوميكرون سوى اللجوء إلى الأداة التقليدية، أي أن تنتظر دعما حكوميا جديدا.

ونوهت إلى أنه إذا استفحلت الأزمة في الفترة المقبلة، فإن الأضرار لن تتوقف على الجوانب المادية فقط، بل النفسية أيضا بالنسبة إلى المسافرين، حتى إن حصلوا في أغلب الدول على تعويضات مالية أو تأمينية، والنقطة الأخيرة تسبب أيضا إرباكا، لأن شركات التأمين رفعت منذ انتشار جائحة كورونا من التكاليف على الشركات والأفراد في آن معا.

وتعرضت بالفعل شركات التأمين لضغوط كبيرة في الفترة الماضية نتيجة تسديد بوالص التأمين وسط إلغاء الرحلات التي أصابت كل المناطق حول العالم تقريبا، خصوصا في الولايات المتحدة، حيث بلغت نسبة الإلغاء هذه أكثر من 25 % من المجموع الكلي لهذه الرحلات. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول "إن الإغلاقات أصبحت السمة الرئيسة حاليا في القارة الأوروبية، وعدد من دول آسيا، كل شيء بات مرتبطا بمدى قوة أوميكرون واستدامته، مؤكده أنه مع انفجار كورونا خرجت شركات طيران بالعشرات من السوق، وظلت الأخرى باقية بدعم حكومي، والشركات الحالية ليست محصنة من الانهيار بالتأكيد".