تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل المخرج السوري، حاتم علي، حيث  توفي في 29  ديسمبر 2020، لكنه مازال باقيا بأثره الفني المهم في الدراما العربية، حيث يعد من أبرز الوجوه الإخراجية والمتميزة في العالم العربي في العقود الأخيرة، وخاصة أنه اشتهر بتقديم  المسلسلات التاريخية. 

بداية الرحلة 

درس حاتم الفلسفة ثم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وتخرج منه عام 1986، ولكن رغم ذلك فقد توجه إلى الإخراج التلفزيوني في منتصف التسعينيات.

وعمل حاتم علي ممثلاً في العديد من المسلسلات في بداية رحلته الفنية ثم اتجه للإخراج في منتصف تسعينيات القرن العشرين وقدم عددا كبيرا من الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة، وعددا من الثلاثيات والسباعيات.

نشاط درامي تاريخي متفرد 

وبعد ذلك  قدم حاتم علي مجموعة مهمة من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية، كمخرج منها: فارس في المدينة، مرايا 98، مرايا 99، الفصول الأربعة، صلاح الدين الأيوبي، التغريبة الفلسطينية.

ومن أشهر أعمال المخرج حاتم علي مسلسلات "قلم حمرة" و"عمر"، "أحلام كبيرة"، " و"أهو دا اللي صار"، و"كأنه إمبارح"، و"أهل الغرام"، و"تحت الأرض"، و"حجر جهنم"

ومن أهم ما قدمه مسلسل "الزير سالم" الذي يُعد نقطة تحول في مسيرته وشارك في بطولته العديد من نجوم الفن  منسوريا والوطن العربي .

وكتب حاتم علي كتب سيناريو فيلم (آخر الليل) ثم قام بإخراجه، وقد حصل الفيلم على ذهبية مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون ،و قدم للسينما ثلاثة أفلام  مهمة  ومتميزة  وهي (العشاق، سيلينا، الليل الطويل) ، وأسس شركةإنتاج فني حملت اسم (صورة) قدم من خلالها عدد من الأعمال التلفزيونية.

ومن أبرز الجوائز التي حاز عليها  حاتم علي في مسيرته الفنية، حصوله على جائزة أفضل مخرج من مهرجان القاهرة للإعلام العربي، عن مسلسل الملك فاروق، بجانب فوزه بجائزة أفضل مخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، عن فيلم آخر الليل 1996، وكذلك حصوله علي جائزة أفضل مخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عن مسلسل سفر 1997.

بعد الرحيل وجود فني 

 وبعد رحيل حاتم علي عرض ضمن فعاليات الدورة الـ 43 بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الشهر الماضي، فيلم "السلام عن طريق الشوكولاته"، ضمن قسم العروض الخاصة، لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي شارك فيه للمخرج السينمائي الكندي "جوناثان كايزر".

ويعد "سلام عبر الشوكولاتة" هو آخر فيلم شارك في بطولته  الفنان والمخرج السوري الراحل حاتم علي،  قبل وفاته ورحيله .

ويتناول  الفيلم رحلة نجاح عائلة "هدهد" السورية وشهرتها في صناعة الشوكولا منذ افتتاح أول مصنع لها في أحد ضواحي دمشق عام 1986 وتصدير منتجاته إلى ألمانيا والسويد ولبنان وتركيا والعراق والأردن قبل سنوات الحرب وتوقف المصنع أواخر 2012 بعد تعرضه لغارة جوية، وصولاً إلى البدء من الصفر بعد لجوء العائلة إلى كندا والتكيف مع الحياة في بلدة "نوفا سكوشا" الصغيرة أثناء إعادة بناء إرث العائلة في بلد جديد وأصداء نجاح التجربة بدعم من المجتمع الكندي رغم أنهم لم يكونوا يملكون سوى خبرتهم وهمتهم وإكسير الأمل الذي يعتمل في دواخل أفرادها.