رأت مجلة ”فورين بوليسي“ أن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي في عام 2022، يمكن أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن.
وقالت المجلة، في تحليل إخباري ”بينما لن يكون الرئيس بايدن منافساً في صناديق الاقتراع خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، ستكون أمام الديمقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب في الولايات الحاسمة، مهمة لا يمكن الهروب منها“.
وأضافت: ”تتمثل المهمة الصعبة التي تنتظر الديمقراطيين، في الدفاع عن سجل الرئيس في السياسة الخارجية، مع التحول الحاد في استطلاعات الرأي ضد بايدن في الشهور الأخيرة“.
وأوضحت المجلة أن ”السياسة الخارجية لا تمثل عادة القضية الرئيسية في الانتخابات الأمريكية، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أنها لم تكن ضمن العناصر الأربعة الرئيسية التي كانت في أذهان الناخبين خلال الانتخابات عامي 2018 و2020“. واستدركت: ”لكن بايدن، الذي وصل إلى البيت الأبيض بعد أن وعد بإصلاح الأضرار التي تسبب بها الرئيس السابق دونالد ترامب على مدار 4 سنوات، تعثر في خطوات سياساته الخارجية مراراً وتكراراً“. وتابعت المجلة: ”يمكن أن تكون النهاية العشوائية والانسحاب المتسرع للولايات المتحدة من أفغانستان، بعد 20 عاماً من الحرب هناك، عبئاً ثقيلاً على الديمقراطيين، كما أنها يمكن أن تؤدي أيضاً إلى اضطراب بقع ساخنة في مناطق أخرى مثل تايوان وأوكرانيا“. وأشارت المجلة الأمريكية إلى ”وجود أمور أخرى وعد بايدن خلال حملته الانتخابية أن يحقق فيها تقدماً كبيراً، مثل إنعاش الاتفاق النووي الإيراني، وتعزيز الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي“.
وتوقعت أن ”يؤدي الاستياء المتصاعد من الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة، إلى جانب السجل الباهت في السياسة الخارجية، إلى إعطاء الجمهوريين زخماً إضافياً، في مسعاهم لاستعادة السيطرة على الكونجرس بمجلسيه، الشيوخ والنواب“.
واستطردت ”فورين بوليسي“ ”ولكن، إذا كانت السياسة الخارجية يمكنها التأثير على نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، فإن الانتخابات نفسها يمكن أن تؤثر على السياسة الخارجية طوال ما تبقى من ولاية بايدن“.
ففي الوقت الحالي، بحسب المجلة، من الصعب على الإدارة الأمريكية الحالية تطبيق رؤيتها نتيجة نواب جمهوريين في مجلس الشيوخ مثل تيد كروز وجوش هاولي، حيث يعطلون العديد من كبار المرشحين للأمن الوطني الأمريكي، وهو ما يجعل إدارة بايدن عاجزة.
وأشارت إلى أن الأمور ستكون أكثر صعوبة، إذا سيطر الجمهوريون على لجان الشؤون الخارجية والدفاع في الكونجرس، خلال انتخابات نوفمبر 2022، وهو ما يمكن أن يعزز الضغوط على الإدارة الأمريكية في ملفات أفغانستان وروسيا والصين، وأزمة الطاقة العالمية، بالإضافة إلى أمور أخرى“.