حرص نجوم الفن في الزمن الجميل على الاحتفاء برأس السنة، وكانت تلك الليالي تشهد قفشاتهم ومقالبهم والمواقف الطريفة التي تحدث لبعضهم، وحرصت "دار الهلال" من خلال مجلة الكواكب ومجلة الإثنين على رصد سهرات نجوم الفن، وأيضا تسجيل ذكرياتهم في تلك الليلة، ونحن في الساعة الأخيرة من عام 2021 ونقترب من العام الجديد، نروي لكم مواقفهم وطرائفهم كما جاء في عدد الكواكب بتاريخ 26 ديسمبر 1961.
فشل تصوير مشهد "غريبة"
لم تكن الفنانة نجاة الصغيرة تعرف معنى الكريسماس ولماذا يحتفي الناس به حتى أصبحت في مطلع الشباب، وبدأت في تصوير فيلم "غريبة"، وكان المخرج أحمد بدرخان قد أعد لتصوير أحد مشاهد الفيلم ليلة رأس السنة، وطلب العمال من مساعد المخرج الانتهاء من العمل قبل الحادية عشرة مساء ليتمكنوا من الإحتفال بالعيد، ولما جاء الموعد لم يكن المشهد قد تم تصويره، وأصر بدرخان على استمرار العمل طوال الليل، ولاحظ مدير الإنتاج أن العمال يكظمون غيظهم وأسرع إلى سيارته فانطلق بها ليعود بعد قليل ومعه مجموعة من اللفافات التي تحتوي على السندويتشات مع مائة زجاجة نبيذ ووافق بدرخان بعد جهد على الاحتفال بالكريسماس في الأستوديو على أن يستكملوا العمل بعد العشاء، ولم يتم تصوير المشهد في تلك الليلة، فقد لعب النبيذ برؤوس العمال ولم يتمكنوا من العمل، وليلتها غنت لهم نجاة حتى الفجر.
كهل يطلب يدي
وروت الفنانة هدى سلطان ذكرياتها مع ليلة رأس السنة، قائلة: عندما جئت إلى القاهرة طلبا للمجد والشهرة لم يكن أخي محمد فوزي غير راضٍ عن ذلك، وحاربني حرب شعواء وطلب من أصدقاءه المنتجين والمخرجين عدم توفير أي فرصة عمل لي، وتأزمت أموري ولم أعد قادرة على تسديد إيجار الشقة التي استأجرتها فأشفقت علي إحدى الجارات ودعتني لقضاء رأس السنة عندها، وإذ بها تفاجئني هي تعلن للحضور أنني سأغني، وحاولت الإعتذار دون جدوى، فقدمت بعض أغاني أم كلثوم، ولمحت بين الحاضرين المخرج نيازي مصطفى وزوجته الفنانة كوكا، فاجتهدت في الغناء والتعبير بالإنفعالات، وبعد الغناء أخذتني صديقتي إلى غرفة لتقول لي خبر سر، وفرحت، فقد اعتقد أن نيازي طلب منها أن تكلمني للعمل معه في أحد أفلامه ولكن كانت المفاجأة مؤلمة عندما أخبرتني أن عمدة بلدها العجوز صاحب السبعين عاما يريد أن يتزوجني، فرفضت وانصرفت غاضبة وفي اليوم التالي حدثت المفاجأة .. فقد اتصل نيازي مصطفى بجارتي وطلب منها مقابلتي وعرض علي العمل معه في أول فيلم في حياتي "ست الحسن".
عايز زقـة
أما رشدي أباظة فقد قضى رأس السنة مع بعض أصدقائه في الصحراء مرغمين، وحكي ذكرياته، فقال: اتفقت مع بعض أحبائي على قضاء رأس السنة في الإسكندرية، وغادرنا القاهرة في سيارتي في الثامنة مساء، وعند منتصف الطريق توقفت السيارة، وفشلنا في إصلاحها، وهبت عاصفة رملية جعلتنا نقبع داخل السيارة نلتمس الدفء، ولمحنا أشباحا في الصحراء ولما اقتربوا عرفنا أنهم رجال الحدود، وحاولوا مساعدتنا في إصلاح السيارة وفشلوا أيضا وبعد فترة مرت بنا سيارة فطلبنا من قائدها أن يعود بنا إلى القاهرة، وعدنا بعد فوات رأس السنة.
رأس السنة في الظلام
أكد الفنان عبد الحليم حافظ أنه منذ ثلاث سنوات كان قد اتفق مع بعض الأصدقاء على الاحتفال بليلة رأس السنة في منزله، وكان في تلك الليلة على موعد للغناء في إحدى الحفلات العامة، فقرر أن يذهب إلى الحفلة مبكرا ليعود مبكرا، لكنه ما كاد يصل إلى الحفل حتى انقطع التيار الكهربائي، فبقي في الظلام وراء الكواليس نحو أربع ساعات حتى عاد التيار، وبدأ في الغناء ولكنه لم يعد إلى أصدقاءه إلا في الرابعة صباحا وقد تجمدت أطرافه من البرد.