كنت انتظر من المجلس القومى للمرأة احتفاءً أو تكريماً ورعاية واهتماماً ودعماً لسيدة «الشهامة» أو السيدة بشرى.. التى ألقت بنفسها أمام «موتوسيكل» يقوده لص خطف تليفون طفلتين كانتا فى طريقهما إلى أحد مراكز الدروس الخصوصية وتعرضتا للسحل.. لكن سيدة حلوان لم تفكر فى خوف ولم تتردد فى نجدة الطفلتين وبسبب ذلك تعرضت للسحل وكسر فى إحدى فقرات الظهر وهو ما استلزم جراحة عاجلة بمعهد ناصر.
السيدة بشرى نموذج وقدوة.. منحتنا التفاؤل والقدرة على دحض الاتهامات الموجهة إلى مجتمعنا بالسلبية.. وبناء على موقف «سيدة الشهامة» هناك رسائل كثيرة تأخذنا إلى مواجهة أنفسنا وضرورة التصدى لبعض الظواهر الخطيرة التى تسكن شوارعنا ولا بد من الاتجاه إلى إعادة الانضباط الكامل للشارع المصرى وفى القلب منه الأحياء والمناطق الشعبية بإجراءات حازمة وحاسمة.
رسائل مهمة من الموقف النبيل والمشرف والشجاع لسيدة الشهامة.. امرأة مصرية فاضلة تدعى «بشرى» نموذج مضيء للمرأة المصرية والمجتمع.. ورمز للمروءة والإنسانية
فى الوقت الذى نشكو فيه سلبية المواطنين تجاه بعض الجرائم التى تحدث فى الشارع المصري.. والحديث عن غياب المروءة والشهامة لدى البعض.. والوقوف مكتوفى الأيدى تجاه ما يحدث أو الاكتفاء بالتصوير بواسطة التليفون المحمول فى مشاهد تتنافى مع الشهامة المصرية.. وتجسد حالة من التبلد.. تطل علينا سيدة مصرية فاضلة تدعى بشرى سرور على حسن.. لتضرب المثل فى المروءة والشهامة والشجاعة وتؤكد لنا أن المواطن المصرى بخير وأن النخوة المصرية مازالت متوهجة.. وأن المرأة المصرية بــ«100 راجل».. وأنها صمام الأمان.
السيدة بشرى أو«سيدة الشهامة» كانت موجودة فى الشارع عندما قام «لص يقود دراجة بخارية موتوسيكل.. بخطف تليفون محمول من الطفلتين آلاء وأسماء عند توجههما لأحد مراكز الدروس الخصوصية.. وقام المتهم بسحل الطفلتين خلال عملية السرقة.. وهو الأمر الذى أفزع السيدة بشرى ورأت فيهما ابنتيها وتحركت على الفور وألقت بنفسها أمام «موتوسيكل» المتهم حتى يترك الطفلتين وهو الأمر الذى تسبب فى دهسها واصابتها بكسور وجروح.. لكنها اتخذت قبل ذلك قرارها الشجاع والنبيل دون النظر لأى اعتبارات سواء الخوف أو الضرر لتمنحنا نموذجاً يضرب كل أقاويل واتهامات للمواطنين المصريين بالسلبية فالخير.. فى هذا الشعب سيظل راسخاً وحاضراً لانه شعب أصيل.
الحقيقة أن موقف السيدة بشرى يستحق التحية والشكر لاعتبارات كثيرة..
الاعتبارالأول أنها امرأة فاضلة شجاعة رغم بساطتها ولم تسمح للخوف أو التردد أن يبعداها عن نجدة طفلتين فى عمر بناتها وتدخلت على الفور لتقف أمام موتوسيكل المتهم حتى يترك الفتاتين.
الاعتبار الثانى لم يدر فى خلدها توابع سلوك أو رد فعل المتهم.. وتحملت أى نتيجة لكن الله عزوجل أراد لها السلامة رغم تعرضها لكسر فى إحدى فقرات العمود الفقرى دخلت على إثره المستشفى لإجراء جراحة خطيرة تكللت بالنجاح.
الاعتبار الثالث أن موقف هذه السيدة الفاضلة فى محاولة انقاذ الفتاتين وسعيها لإجبار المتهم لتركهما يحمل رسائل عديدة لكل مواطن سلبى لا يتدخل لنجدة وانقاذ الأبرياء والأطفال والسيدات وكبار السن.. ولعل أضعف الإيمان هو الإقدام على أى سلوك من شأنه حشد الناس أو الإبلاغ الفورى للشرطة لكننا نرى البعض يكتفى بالتصوير والمشاهدة دون أن يحرك ساكنا لكن (سيدة الشهامة) ضربت لنا المثل والقدوة فى العطاء والتضحية بوقوفها أمام الموتوسيكل الخاص بالمتهم وقررت أن تتحمل جميع التبعات والعواقب.
رغم استحسانى لموقف الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بزيارته للسيدة بشرى بالمستشفى وصرف 10 آلاف جنيه لها من باب البر.. إلا أنه كان أولى بالدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة أن تولى اهتماماً ورعاية «بسيدة الشهامة المصرية» على موقفها النبيل والشجاع الذى زينت به صفحات المرأة المصرية وسجلها الفاخر وأنها رمز للشهامة والشجاعة والمروءة وأنها ليست صفات ذكورية على الاطلاق.. فالمرأة لها رصيد غير محدود منها.
لكن أشد على يد الدكتورة مايا مرسى تحت شعار «مالا يدرك كله لايترك كله».. وتستطيع أن تتواصل مع هذه السيدة المصرية الفاضلة التى تحلت بالشجاعة والنبل وتحيطها بالرعاية والتكريم.. وتجعلها نموذجاً وقدوة للمواطن المصري.. والمرأة المصرية بل هى نموذج مصرى مشرف يصلح لأن يقدم للخارج.. فالمرأة المصرية ليست فقط من كانت ومازالت فى «ضهر» هذا الوطن.. خاضت معارك الكفاح الوطنى وعبرت بمصر إلى بر الأمان.. وكانت فى مقدمة الصفوف خلال الاستحقاقات الانتخابية التى أعادت الدولة إلى هيبتها.
المجلس القومى للمرأة مطالب بالبحث والاجتهاد فى اكتشاف النماذج المشرفة والمكافحة للمرأة المصرية فهناك نماذج تمثل لنا القدوة فى الشرف والحرص على الرزق الحلال.. والكفاح من أجل إعالة وتربية الأبناء.. تمسكن بطريق النبل ويسهرن على توفير متطلبات الأبناء والأسرة.. وقدمن للمجتمع أجيالاً صالحة وفى تعليم جامعي.
نموذج السيدة بشرى أو سيدة حلوان هو قطرة فى بحر عطاء المرأة المصرية والنماذج المشرفة من عظيمات مصر.. والتى حظيت بمكانة مرموقة ومتميزة وغير مسبوقة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وأحاطها بالتكريم والرعاية والحقوق التاريخية فأصبحت هى الوزيرة والمحافظة والنائب فى البرلمان وفى جميع مواقع المسئولية حتى أصبحت تعتلى منصة القضاء.. ولا يتوانى الرئيس السيسى عن تقديم الدعم للمرأة البسيطة من الفئات الأكثر احتياجاً.. ولعل أكثر النماذج التى حظيت بلقاء الرئيس السيسى داخل القصر الجمهورى والفوز بالتكريم الرئاسى هى المرأة المصرية رغم أنهن من بسطاء المصريين من «فتاة العربة» بالإسكندرية أو التروسيكل بالأقصر وغيرهما من سائقة «الميكروباص».. والرئيس دائم السؤال والمتابعة لمثل هذه النماذج المكافحة بشرف.. ويتوقف بسيارته للحديث معهن والاستجابة لمطالبهن.. والتى تحقق رسائل مهمة ونماذج مضيئة فى تقديم الإعلام لمثل هذه النماذج القدوة للمجتمع لتعيد لنا زمن القدوة وما أكثرها فى المجتمع المصري.
موقف السيدة بشرى الشهم والشجاع والنبيل مع المتهم سائق «الموتوسيكل» يضع ايادينا على بعض الأمور والنقاط المهمة والظواهر التى يجب التصدى لها فى الشارع المصري.
أولاً: انتشار ظاهرة «الموتوسيكلات» غير المرخصة وأحياناً كثيرة تزيد معدلات الخطف والسرقة بواسطة هذه «الموتوسيكلات».. لذلك لا بد من اتخاذ إجراءات رادعة وحازمة تجاه سائقى الدراجات غير المرخصة أبرزها «المصادرة الكاملة».. ففى كثير من الشوارع تجد أن اللوحة المعدنية للموتوسيكل تجدها صورة أو شكلاً معيناً.
ثانياً: تشكل ظاهرة «الموتوسيكلات» غير المرخصة التى يقودها فى الكثير من الأحيان الحرامية والمسجلون خطر مع التوك توك آفة خطيرة على أمن الناس والمجتمع وتجد معظمهم من المشبوهين والسوابق ومدمنى المخدرات لذلك لاتأمن على ابنتك أو ابنك أو زوجتك.. ودائماً نطالب أبناءنا بعدم الحديث فى التليفون فى الشارع أو حتى إظهاره أو الحديث فيه بجوار شباك السيارة فقد تجد أن هناك من يختطفه مثل سرعة البرق.. وتكتشف أن هذا السارق يقود موتوسيكل.
ثالثاً: أن الكثير من الجرائم والحوادث تأتى من الدراجات غير المرخصة و«التوك توك» بسبب تعاطى أصحابها المخدرات أو أنهم أصحاب سوابق وأنه يريد الحصول على المال بأى طريقة لشراء المخدرات وقد تقع كوارث بسبب هذه السلوكيات المنحرفة.
رابعاً: ربما يتطلب الأمر دوريات أمنية أو نقاط ارتكاز أو سيارات متحركة تجوب الشوارع كبديل لـ «عسكرى الدرك».. وأيضاً حملات للتفتيش.. ومصادرة مثل هذه الوسائل غير الشرعية وغير المرخصة التى تشكل إحدى ادوات المنحرفين والمجرمين وأصحاب السوابق ومدمنى المخدرات.
خامساً: أيضا على الأسر عدم التكاسل فى الاطمئنان على الأبناء والصغار والذهاب معهم إلى الأماكن التى يريدونها فى ظل وجود منحرفين ومدمنين وأصحاب سوابق فى الشارع خاصة بعض المناطق الشعبية.
أنا شخصياً لى واقعة تتعلق بابنى كان فى طريقه لزيارة أحد زملائه فى المدرسة فقرر أن يستقل «توك توك».. وإذا بشخصين يقودان موتوسيكل يستوقفان «التوك توك».. ويضعان «مطواة» على رقبة سائق «التوك توك» للاستيلاء على «الفلوس» التى معه.. وهنا قرر ابنى مفزوعا الفرار جرياً.. وعاد مضطرباً إلى المنزل وحكى ما حدث.. وهنا قررت ان اوصله بنفسى.. لكن توابع هذه الواقعة النفسية على ابنى كانت شديدة الوطأة والقسوة.
لابد أيضاً من تخصيص عام للقضاء على كافة انواع المخدرات وتشديد الرقابة على الصيدليات بالأخص وأيضاً التفتيش فى المقاهى والنوادى ودوريات أمنية مكثفة تجوب الشوارع والحوارى وتسائل المتسكعين والمشبوهين على النواصى وربما أطالب بإجراء تحاليل مخدرات مفاجئة عليهم.
لا يجب أن نترك الأمور فلدينا أمران مهمان أن نعلى من قيمة ومكانة وما فعلته السيدة بشرى وموقفها الشجاع وتصديره للإعلام ليكون قدوة أمام الناس وأيضا لا بد أن يقوم المجلس القومى للمرأة بزيارة والاحتفاء والتكريم والدعم لهذه السيدة الفاضلة.. وكذلك ضرورة التصدى بحسم لبعض الفوضى الموجودة فى الشارع والقضاء على ظاهرة الموتوسيكلات غير المرخصة وأيضا لا بد من حسم ملف «التوك توك».. فالتوقف عن استيراد قطع غياره ليس كافياً.. فهناك التفاف من خلال الاستعانة بورش تحت بير السلم التى توفر البدائل.. لا بد من تشريع حاسم وتوفير بدائل مثل «التوناية» شكلها حضارى وتُرخص ونطمئن على سلامة السائق العقلية والنفسية والأمنية لنتخلص من بعض الظواهر السلبية التى تهدد الناس فى الشارع.
تحيا مصر