رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وكيل الأزهر: عقد الزواج له قدسية خاصة لضمان الاستقرار والاستمرار للأسرة والمجتمع

3-1-2022 | 16:28


وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني

دار الهلال

أكد وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني، أن عقد الزواج ميثاق غليظ، أضفى عليه الإسلام قدسية خاصة لضمان الاستقرار والاستمرار للأسرة والمجتمع.
وقال وكيل الأزهر - في أولى فعاليات الدورات المتخصصة في "الأحوال الشخصية" للحد من ظاهرة الطلاق، والتي بدأت اليوم /الاثنين/، وتقام بالتعاون بين الأزهر والأوقاف والإفتاء - إن معالجة قضية الحد من الطلاق والعمل على استقرار الأسرة والمجتمع تحتاج إلى تكاتف كافة المؤسسات والجهود لمواجهة مخاطرها وأضرارها، مبينًا أن الهدف من الدورة هو النقاش مع متخصصين لديهم إدراك بحجم المشكلة، ولهم دور فاعل ومؤثر للتعاون مع جميع مؤسسات الدولة، وعلى قدر كامل لتحمل المسئولية مع أجهزة الدولة لمواجهة ظاهرة الطلاق والتي ينفك بها رباط أسرة كل دقيقة أو دقيقتين، فالأسرة حين نشأت نشأت بحكم شرعي وحين تنتهي تنتهي أيضًا بحكم شرعي، ذلك أن سنة الله (عز وجل) قد اقتضت أن يكون لدى الإنسان غريزة الميل إلى الجنس الآخر ليحقق عمارة الكون وليستمر الجنس البشرى ويتحقق وعد الله للإنسان.
وتابع "ومن هنا كانت هناك مقدمات ضرورية لعقد الزواج دون غيره من العقود، ومن هذه المقدمات الضرورية الخِطبة حيث إن الزواج عقد أبدي إذا أُقِّت بمدة بطل وهذا نموذج يرفضه الإسلام، ومن هنا كانت فترة الخطبة للاختبار ضمانًا لاستمرارية عقد الزواج، ومن هنا وضع الإسلام للأسرة من الأحكام ما يساندها ويضمن لها الاستقرار والاستمرار بدءًا من تنظيم أحكام الخطبة وعقد النكاح وصولا إلى التوارث بين أفرادها".
وأوضح وكيل الأزهر أن الخِطبة وعد بالعقد يترتب عليه ألفة بين الطرفين يتمكن بها كل من الطرفين من مراقبة سلوكيات الآخر ليتواءم معه، وقد قال سيدنا جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) لرسول الله (صلى الله عليه وسلم): "يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي حَديثُ عَهْدٍ بعُرْسٍ، قَالَ: أتَزَوَّجْتَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قَالَ: أبِكْرًا أمْ ثَيِّبًا؟ قَالَ: قُلتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ: فَهَلَّا بكْرًا تُلَاعِبُهَا وتُلَاعِبُكَ قلت يا رسول الله: توفي والدي أو استشهد، ولي أخوات صغار، فكرهت أن أتزوج مثلهن فلا تؤدبهن، ولا تقوم عليهن، فتزوجت ثيبًا لتقوم عليهن وتؤدبهن"، وهذا فهم دقيق لمفهوم الأسرة والواجبات القائمة فيها، ومراعاة جميع جوانبها لتمتد الأسرة بما يضمن استقرارها واستمرارها، قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، فقد ربط القرآن الكريم بين حق الرجل والمرأة في مكان واحد ولم يفصل بينهما ليسأل كل واحد نفسه هل وفَّى بما عليه أم لا؟
وأشار إلى أن الإمام أو الواعظ أو الواعظة لابد أن يكون دقيقًا في فتواه، معتمدًا على النصح لضبط العلاقة بين الزوجين حيث إن العلاقة بين الزوجين تستقيم إذا ما أُحسن الإجابة على أسئلة المجتمع وأُحسن التوجيه أصبحت هناك القدرة على حل مشكلات المجتمع، محذرًا من تلاعب أحد الزوجين بالحقوق للتضييق على الآخر، حيث إن ذلك مما حذرت منه شريعة الإسلام ضمانًا لاستقرار الحياة، وعدم نشوب دواعي الخلاف، وإذا ما التزمنا التوجيهات الشرعية تيسَّر حل المشكلات، لافتا إلى أن الطلاق شرعه الله (تبارك وتعالى) حلًّا للمشكلات وأننا قد حولناه بسوء فهمنا لمقاصد الشرع من تشريع لحل المشكلة إلى بوابة للمشكلات.