رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إطلاق موقع وتطبيق إلكتروني يتيح الترجمة الإنجليزية لـ«خواطر الشعراوي»

5-1-2022 | 22:50


جانب من اللقاء

دار الهلال

قال رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب الدكتور علي جمعة، إن إطلاق موقع وتطبيق إلكتروني يتيح الترجمة الإنجليزية لـ"خواطر الشعراوي" يعد امتدادا للفكر الأكاديمي والديني للشيخ محمد متولي الشعراوي، وفرصة للتعبير عن التسامح والمفاهيم الوسطية لمعاني الدين الإسلامي الحنيف.

جاء ذلك - خلال احتفالية إطلاق التطبيق الإلكتروني المترجم لخواطر الشعراوي، والتي أقيمت مساء اليوم /الأربعاء/ بالقاهرة تحت رعاية الشيخة عفراء بنت زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك للمرة الأولى في 27 مجلدًا مطبوعًا ورقميًا على موقع وتطبيقات إلكترونية تتيح الخواطر باللغتين العربية والإنجليزية.

وأكد جمعة أن أهمية هذا التفسير تأتي من كونه يحتوي على كثير من المصادر التراثية التي أعلن عنها الشيخ الشعراوي في ثنايا تفسيره، وأفصح عن أسماء مؤلفيها بين تعابيره، كما أنه كان مرآة صادقة لحوادث زماننا، وعلاجًا نافعًا لفتن أيامنا، وخلاصة تجارب عاشها الشيخ الشعراوي –رحمه الله- بين مصر والسعودية والجزائر وأمريكا وأوروبا، فقد أتاحت كل هذه الرحلات أن يلتقي الشيخ بالعديد من العلماء المسلمين والمستشرقين، فكانت إفادته من علماء عصره، واجتهاده في رد الشبهات عن القرآن الكريم، وظهرت سمات تفسيره وخصائصه في رد شكوك الملحدين والطاعنين في عظمة كتاب الله وإعجازه.

من جانبه، أكد الدكتور عبدالحميد عبدالحي، المنسق العام للفاعلية، إن مشروع ترجمة "خواطر الشيخ الشعراوي" إلى اللغة الإنجليزية، سيعمل على شرح مفاهيم وتعاليم الدين الإسلامي الوسطيّ وسيساهم في الاستزادة من علوم القرآن الكريم وفهمٍ لتعاليمه فهمًا سليمًا سمحًا.. كما سيساهم التطبيق في انتشار ووصول هذا العلم إلى المسلمين غير الناطقين بالعربيّة أو الباحثين في المجالات الإسلامية، حيث أن المشروع بأكمله وقف خيريّ وموقعه وتطبيقاته الإلكترونية مجانية ومتاحة للجميع.

بدوره، أكد الشيخ سامي متولي الشعراوي نجل الإمام الراحل أن مشروع الترجمة ونشرها من خلال التطبيق يعتبر امتدادًا لسيرة والده العطرة، والتي يشهد بها الجميع، من خلال خواطره وتفسيره لكتاب الله ودستور المسلمين، مشيرًا إلى أن التفسير يحتوي على جواهر التراث العربي وكنوزه، وأقوال السلف الصالح من فصيح المنثور، وما ورد فيه من قصص تراثية نثرية، وأمثال عربية حِكَمِيَّة، اختصرت كثيرًا من كتب التراث، وقربتها بعبارة دقيقة، وألفاظ سهلة رقيقة، وقول محكم، وأسلوب عذب جذاب، مما جعل كلام الشعراوي – رحمه الله- قريب المأخذ، سهل الفهم، يجد فيه البليغ غايته، من ألوان الفصاحة وضروب البلاغة وفنونها المنشودة، ويستمتع فيه الأُمِّيُّ بمعرفة أحكام دينه المطلوبة.

جدير بالذكر أن الشيخة عفراء بنت زايد آل نهيان كانت قد قررت قبل 17 عاما أن ترعى وتتكفل بهذا المشروع لإثراء المكتبة الإسلامية - وقد أهدته إلى روح المغفور لهما والدها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وشقيقها الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان ليكون صدقة جارية على روحيهما.

كما أوكلت المشروع إلى جماعة من أهل الفكر والاختصاص حيث تم اختيار مجموعة من العلماء من مؤسسة علمية متخصصة في علوم الترجمة بإشراف الدكتور حسن عباس زكي رحمه الله، والدكتور علي جمعة، والدكتور محمد بدوي لاختيار فريق من العلماء وأساتذة الجامعات المصرية والعربية ومجموعة من المترجمين لإتمام المشروع.

وتم إنجاز المشروع في سبعة عشر عامًا بمشاركة فريق علمي وإداري مكون من المدير التنفيذي للمشروع المرحوم محمد عبداللطيف والاستشاري الدكتور محمد حسني واللجنة المشرفة المكونة من المستشار الدكتور عبدالحميد عبد الحي وتامر الغرباوي ونورهان نور والدكتور عبدالكريم القدومي وجهاد إبراهيم وحمد مصطفى الذين قاموا بالإشراف الإداري على المشروع.

ويعمل التطبيق على تسهيل الوصول إلى خواطر الشيخ الشعراوي عن طريق خاصية البحث بخواطر آية معينة في أي سورة من سور القرآن، كما أن لديه خاصية متاحة أيضًا في حلقات خواطر الشيخ الشعراوي المرئية، مما يوفر على المستخدمين والباحثين سرعة التعلّم والوصول إلى خواطر أي آية من آيات القرآن الكريم.. كما يوفر التطبيق نسخة كاملة من القرآن الكريم للقراءة أو الاستماع بأصوات مجموعة من المقرئين، مع وجود شرح لمعاني الكلمات، وتفسير للآيات باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مجموعة من مستلزمات المسلم في حياته اليوميّة من خاصية التسبيح، ومواقيت الصلاة واتجاه القبلة، ليكون بهذا تطبيقًا إسلاميًا شاملًا.

وقد استلهمت الشيخة عفراء بنت زايد آل نهيان تصميم التطبيق لـ "خواطر الشعراوي" من تصميمات جامع الشيخ زايد، ذلك الصرح الإسلامي البارز في دولة الإمارات، الذي يتميز بأسلوبه الاستثنائيّ والمبتكر في العمارة الإسلامية.. ويقع المسجد في مدينة أبوظبي ويعرف محليًا بمسجد الشيخ زايد أو المسجد الكبير، ويعد سادس أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية.

يذكر أن الشيخ محمد متولي الشعراوي قد شغل منصب وزير الأوقاف سابقًا، كما أنه يعد من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث؛ حيث عمل على تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة والذي جعل كثيرًا من أهل الإسلام يجدون في هذا التفسير ما يشبع نهمهم، ويروي ظمأهم، فاستطاع بفضله أن يتسلل إلى قلوب الناس أجمعين، حتى أجمع الصالحون من أهل زماننا أنه إمام عصره ولقّبوه بـ"إمام الدعاة".