رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مواقف للإمام الأكبر في عيد ميلاه الـ 76

6-1-2022 | 23:33


صفوت عمارة

تمكنتُ من رؤية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيّب شيخ الأزهر الشريف، بعد نحو شهر من تعييني، أثناء حضوري بعزاء عضو هيئة كبار العلماء، دخل علينا فضيلة الإمام ولم يكن معه سوى الحارس الشخصي، وتوجهت مع الشيخ عبدالمنعم الطاهر لمصافحته؛ فارتكز على كتفى لمدة دقايق شعرت خلالها بأنني في حضرة عالمٍ رباني له وقارٌ يكسوه تواضع، وهيبةٌ واتزانٌ يخالطهما انبساط، تحتار حين تفكر في وصفه، وتطمئن حين تشعر بوجوده، لقد تجمّعتْ في شخصه الكريم نقاء القلب وجمال الروح؛ فتذكرت قول النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «إنَّ من خياركم أحسنكم أخلاقًا» [رواه البخاري ومسلم].

ساهم الإمام الأكبر في تنفيذ خطة إخلاء منطقة القرنة المشهورة ببواطنها الأثرية، التي ظلت لسنوات نقطة توتر استمر لمدة سبعين عامًا في مدينة الأقصر، وتعد ثاني أكبر عملية تهجير للسكان في تاريخ مصر الحديثة بعد النوبة، وذلك بنقل 3200 أسرة، حيث خرج على رأس أربع أسر تمثل نجوع القرية كمقدمة لإخلاء آلاف الأسر الأخرى إلى مدينة الطارف الجديدة تمهيدًا لقيام رجال الآثار باعمال البحث والتنقيب عن الآثار الموجودة في تلك المنطقة التاريخية المهمة.

حرص فضيلة الإمام الأكبر في زياراته الخارجية على نشر السلام والتعليم وترسيخ القيم الإنسانية وتغير المناخ، كما حرص على تمكين المرأة المصرية من القيام بأدوار مجتمعية ودينية مؤثرة، ومن ذلك: استحداث «قسم فتاوى النساء» بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لتقوم عليه نخبة متميزة من المفتيات المتخصصات للرد على التساؤلات الشرعية للمرأة المسلمة في مصر والعالم، بالإضافة لتعيين واعظات ومفتيات يتبعن مجمع البحوث الإسلامية، وينتشرن في جميع أنحاء الجمهورية للتواصل المباشر والبنَّاء مع سيدات مصر الفُضليات بشكلٍ واعٍ وفعَّال، وأسس «بيت العائلة المصرية» من أجل الحفاظ على وحدة النسيج الوطني لأبناء مصر؛ مسلمين ومسيحيين، والتأكيد على القيم العليا والقواسم الإنسانية المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات، وتبرُّع فضيلة الإمام بقيمة «جائزة الأخوة الإنسانية» لدعم المحتاجين، وسداد ديون الغارمين والغارمات، وأولى فضيلة الإمام الأكبر أهمية خاصة لدعم قضايا اللاجئين، حيث أكد خلال لقاءاته بالعديد من القيادات الغربية والمسؤولين الأمميين على ضرورة الاهتمام بقضايا اللاجئين، وتكفل بسفر بعض الطلاب الوافدين إلى بلدانهم، وتحمّل تكاليف تعليم بعض الأطفال غير القادرين، أو أصحاب الإنجاز الكبير من محدودي الدّخل، وتكفّل بتعليم أبناء الأطباء الذين كانوا في صفوف المواجهة الأولى ضد فيروس كورونا المستجد، وكانوا ضمن ضحاياه، وغير ذلك من جهود فضيلة الإمام الأكبر في تعزيز دور الأزهر الإنساني، ومن المعلوم أن الإمام الأكبر لا يتقاضى راتبًا على عمله شيخًا للأزهر دعمًا للاقتصاد المصري..