أكد متخصصون بمجال العمل التكنولوجي أهمية استخدام التكنولوجيا لتقوية البنية التحتية، حيث إن ضعف البنية التحتية يؤدي لمشكلات مركبة منها ارتفاع تكلفة بعض الموارد الحيوية؛ وهو مما يؤدي إلى تضخم أسعار الغذاء والسكن، وتضاؤل فرص استثمار القطاع الخاص، خاصة في دول أفريقيا التي تعاني من تسارع النمو السكني وندرة بعض الموارد الحيوية.

جاء ذلك خلال ورشة عمل تحضيرية عقدت اليوم الأحد تحت عنوان (مستقبل التكنولوجيا والتحول الرقمي ما بعد الجائحة)؛ قبيل الانطلاق الرسمي لمنتدى شباب العالم في مدينة شرم الشيخ المقررة له غدا.

وناقشت الورشة التحضيرية عدة موضوعات حول استغلال وسائل التكنولوجيا المُختلفة بمجالات الحياة اليومية لمواجهة التحديات الناتجة عن جائحة فيروس كورونا، بمشاركة عدد من المتخصصين في مجال العمل التكنولوجي ورواد المجال على المستويين العلمي والعملي.

وأعربت الدكتورة يمني عبد الله مدرس مساعد بإحدى الجامعات الألمانية والمتخصصة في مجال تكنولوجيا التصوير الحراري، عن بالغ سعادتها بعودة منتدى شباب العالم إلى الانعقاد بعد ظروف جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على الدول، مُستعرضةً دور التكنولوجيا في مواجهة التحديات وحل المشكلات في مختلف أنشطة الحياة اليومية، ومجالات العمل المختلفة مثل مجال الصحة والصناعة والزراعة والأمن وغيرها.

بدوره، أوضح قدم براين بوسير رائد أعمال في مجال إنترنت الأشياء من دولة كينيا، أهمية تطبيقات التكنولوجيا في مجال الزراعة، مستعرضا تجربته في إنشاء تطبيق لتحسين الإنتاج الزراعي عن طريق استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لمعرفة خواص التربة، وتحديد الأوقات المناسبة للري وكمية المياه المطلوبة، وتحديد أنسب أنواع الأسمدة لتحقيق الفاعلية الناجعة لاستخدام الموارد المتاحة، خاصةً مياه الري مما يحقق تعظيم الإنتاج وجودته.

من جانبه، قال الدكتور عماد نجيب المتخصص بمجال تحسين الاستشعار، إن التكنولوجيا - الآن - تعتمد على حجم هائل من سلاسل البيانات، وفي المقابل توجد عدد تحديات أخرى مرتبطة بتضخم البيانات وخصوصيتها وأمنها.

وخلال الورشة، شارك الحضور - عبر مجموعات - في عدد من الأنشطة التفاعلية، شملت اختيار تحدي مُحدد يواجه بلدانهم، واقتراح أفكار لحلول تكنولوجيا مُبتكرة لمواجهته هذه التحديات، مع وضع خطة للتنفيذ ومراقبة التقدم المحرز في تحقيق النتائج. 

من ناحيتهم، أجمع المتحدثون على أن جميع مكونات النظام البيئي الرقمي مهمة جدا بالنسبة للاقتصاديات النامية، خصوصًا في دول القارة الإفريقية، وبالتالي أهمية إدراك أن التحول الرقمي والتطبيقات التكنولوجية الناجحة؛ ستؤدي إلى أرباح في العديد من القطاعات الاقتصادية، فضلًا عن تحقيق الاستفادة القصوى من استخدام الموارد المتاحة وتعظيم الإنتاج. 

يشار إلى أن النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم تنطلق غدا /الإثنين/، وتستمر حتى 13 يناير في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء تحت رعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ومنتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، تحت رعاية الرئيس السيسي، وقد انطلق المنتدى عبر ثلاث نسخ بالأعوام الماضية 2017 و2018 و2019. ويهدف المنتدى لجمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم. وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.