باستضافة 80 ألف شاب من دول العالم.. انطلاق النسخة الرابعة لـ«منتدى الشباب»
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسميًا، افتتاح النسخة الرابعة من منتدي شباب العالم، اليوم الإثنين، بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة عددًا كبيرًا من الشباب وأصحاب الرؤى والمبادرات من 196 دولة.
وشارك في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى كل من: «الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي وقرينته، وولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، كما شاركت السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية»
وفي بداية الجلسة، استعرض عددًا من الشباب تجربتهم مع منتدى شباب العالم، خلال السنوات الماضية، منهم سارة بدر من مصر، رحاب العياش من تونس، وايزيك بواما من غانا.
ورحب الشباب بالرئيس السيسي، مشيرين إلى أن فكرة المنتدى بدأت في عام 2017، عندما قررت مصر وجود حوار عالمي بين شباب العالم، أكدت على قيم التواجد الإنساني، والدعوة إلى السلام والحفاظ على التنوع والتنمية والسلام والإبداع.
ونوه الشباب بأن المنتدى قام باستضافة 80 ألف شاب من دول العالم، ويستضيف أكثر من 63 جلسة، معربين عن سعادتهم باستضافة منصة الأمم المتحدة لتمكين الشباب، ولما توصل إليه المنتدى من إنجازات في مجال حقوق الإنسان.
وعقب ذلك، أكد رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيريسوس، أن منتدى شباب العالم يمثل فرصة هائلة لتقديم الكثير من أفكار الشباب من أجل مستقبل أكثر أمنًا وصحة، مشددًا على ضرورة أن تعمل الحكومات على بناء الشباب من أجل أن يلعبوا دورًا محوريًا في مجتمعاتهم.
ووجه رئيس منظمة الصحة العالمية كلمة عبر تقنية «الفيديو كونفرانس» قائلًا: «إن طاقات الشباب وأفكارهم ومواهبهم أساسية من أجل مواجهة التحديات، وعلى رأسها قضية التغير المناخي».
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الشباب إلى إيجاد الحلول وتقديم الأفكار لبناء مستقبل أفضل، قائلًا: «إن أفكار الشباب وحلولهم المبتكرة لا تنضب»، مطالبًا بإيلاء احتياجاتهم الأولوية في المناقشات المتعلقة بالسياسات والاستثمار في منتدى شباب العالم.
وأعرب «جوتيريش» - مخاطبًا المشاركين عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»-، عن تطلعه إلى الاستماع لنتائج المنتدى، والعمل مع المشاركين لبناء مستقبل أفضل.
من جانبها، أكدت مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب، جاياثما ويكاماناياكي، أن منتدى شباب العالم يهدف إلى نشر السلام والتناغم وسط الشباب كافة.
وأعربت المبعوثة الأممية ـ في كلمة لها عبر تقنية الفيديو كونفرانس خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية للمنتدى ـ عن سعادتها للمشاركة في هذا المنتدى، مضيفة أن جزءًا من عملها أن تجعل الأمم المتحدة أكثر قربًا للشباب والعكس أيضًا.
وأشارت إلى أن استراتيجية 2030 الخاصة بحقوق الشباب، تعد أول منظومة للأمم المتحدة بهذا الصدد، بحيث يكون لدينا عالم يضمن قدرة كل شاب على تحقيق أحلامه من أجل التغيير نحو الأفضل.
وأوضحت أن تحقيق التقدم في المجتمعات يأتي من خلال ضمان تمثيل ومشاركة أفضل للشباب في المناحي كافة، مشيرة إلى أن الشباب هم من يتصدون للتحديات، لاسيما في ظل الظروف العصيبة كجائحة كورونا وأزمة تغير المناخ.
وأضافت «ويكاماناياكي» أن أكثر من نصف سكان العالم دون سن الثلاثين، وهم يمثلون أكبر وأعظم فرصة يمكن أن يتحقق من خلالها أهداف التنمية المستدامة.
بدوره، أكد رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد ملباس، التزام البنك بخلق مساحات لتبادل الأفكار مع الشباب، خاصة في الموضوعات الملحة التي تواجه الجيل الجديد، منوهًا بدور الشباب في القضاء على الفقر وتعزيز المساواة بين الجنسين وقيادة التنمية.
وقال «ملباس» - مخاطبًا المشاركين عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»- إن جائحة كورونا أدت إلى تعطل غير مسبوق في الحياة وبيئة الأعمال، معددًا مظاهر التأثر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تحظى بحضور طاغ للشباب، حيث شملت هذه المظاهر فرص العمل، وحجم المشاركة في سوق الأعمال، وكذلك الشمول الاجتماعي، فضلًا عن البرامج التعليمية.
فيلم تسجيلي
ثم جرى عرض فيلم تسجيلي عن كورونا والعالم، حيث استعرض ما شهده العالم خلال العامين السابقين من القلق والعزلة، وتزايد الأعداد المصابة بفيروس كورونا ومتحوراته ومن أودى بحياتهم، حيث بدأ الإبلاغ عن آلاف الحالات المصابة بالفيروس في عدد من دول العالم في مارس 2020، وتم تصنيفه وباء (كوفيد 19).
وأشار الفيلم إلى أنه جرى اكتشاف أول حالة في الولايات المتحدة، وأبرز إعلان منظمة الصحة العالمية اعتبار فيروس كورونا «وباءً عالميًا»، لافتًا إلى أن الدول أخذت تحصى إصابتها اليومية بفيروس كورونا، وأرقام الوفيات تتزايد، وأصبح الأمر خارجًا عن السيطرة، وبدأ عالم التعامل بجدية وحزم مع الوباء وتقييد حركة السفر، وفرض الحجر الصحي، وتقييد حركة التنقل ومنع التجمعات وحظر التجوال، وقامت الأطقم الطبية بإنقاذ المصابين، وأصبحت أعداد الضحايا تتجاوز نصف مليون حالة، وأصبح الرعب مسيطرًا على الجميع، وكان لإجراءات الغلق تكلفة باهظة على الاقتصاد العالمي».
عرض فني
وعقب الفيلم التسجيلي، بدأ عرض فني بمشاركة مجموعة من الفنانين، والذي أظهر أهمية تغيير طريقة التفكير للوصول إلى نتائج مختلفة، فضلًا عن أهمية التكاتف مع بعضنا البعض.
وأبرز الاستعراض ضرورة التعلم من أخطاء المحن والأزمات من خلال التكاتف، والبعد عن الصراعات العرقية والخلافات الأيدلوجية وأهمية الرجوع عن «الهيمنة الاقتصادية والسياسية والفكرية» في كل شيء حتى في العلاقات الإنسانية، كما أظهر الاستعراض ضرورة رسم مستقبل جديد مليء بالخير للإنسانية.
وعقب ذلك، أعربت الفنانة الأسبانية إيتزيار إيتونو، التي شاركت في مسلسل «لا كاسا دي بابيل»، والتي يعني بالعربية «بيت من ورق»، عن سعادتها بحضور منتدى شباب العالم، مؤكدة أهمية الثقافة ودورها في ظل جائحة كورونا وضرورة العمل لبناء مستقبل أفضل.
ثم جرى عرض الأغنية الرسمية لمنتدى شباب العالم «بحلم بمكان»، وهو أول أوبريت غنائي من مجموعة من شباب العالم بلغات ولكنات مختلفة «العربية - الإيطالية - اليونانية - الجزائرية - البرازيلية - الروسية - الهندية - الكورية - الكينية»، ويبعث برسالة أساسية وهي نشر السلام في كل بقاع العالم.
وروى أبطال الأوبريت الغنائي تجربتهم خلال فترة العزل التي فرضت جائحة كورونا على العالم، حيث قال الفنان محمد الشرنوبي: «ذهبت لعائلتي خلال فترة انتشار الجائحة لشعوري بالخوف واكتشفت في تلك الفترة العديد من الأشياء المسلية حتى أتجنب الشعور بالملل».
فيما أكدت الفنانة الروسية نيكول كنوس، أن الوباء غير حياتنا بشكل رهيب وأجبرنا على تغيير حياتنا بشكل كبير، وكان الوقت يمر ببطء وتصادف وجودنا في الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة، وامتدت إقامتنا هناك لفترة طويلة بسبب إلغاء جميع الرحلات ولم تكن هناك أي وسيلة متاحة للعودة للوطن.
من جانبها، قالت الفنانة ملك الحسينى: «لم أتخيل أن نظل تلك الفترة الطويلة فى العزل أثناء جائحة كورونا وشعرت بالخوف الشديد».
بدورها، قالت المغنية الكينية مايوندي ماسيا، «إنه كان من الصعب أن أرى أصدقائي بسبب كورونا لأننا رفضنا أن نشارك في انتشار المرض واضطررنا للالتزام بإجراءات العزل الصحي والبقاء في منازلنا».
وأكدت الفنانة ثيس ماسيدو من البرازيل، أن الجائحة جعلتها تقضى وقتا ممتعًا وإضافيًا مع عائلتها، فيما أشار المغني الإيطالي توماس جرازيوسو إلى أنه خلال وقت الجائحة خرج الناس في الشرفات ليغنوا ولكنه التزم غرفته وكتب أغان جديدة.
وقالت الفنانة أميكا شايل من الهند، «إن الخروج من الجائحة استغرق من 7 - 8 شهور، حتى نتأقلم ونعود مرة أخرى إلى الحياة الطبيعية، وأرى أننا لو استطعنا الخروج من تلك الجائحة سنستطيع مواجهة أي معارك مستقبلية».
عقب ذلك، جرى عرض أوبريت فني غنائي بعنوان «ورجعنا تاني» لنفس أبطال الأوبريت السابق.
الإطلاق الرسمي للمنتدى
وعقب ذلك، أعلن الرئيس السيسي في كلمته الافتتاحية، إطلاق النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم رسميا تحت شعار «العودة معا»، قائلًا: باسم الله نبدأ ومن أجل مستقبل نعمل».
وأكد الرئيس السيسي - في كلمته الافتتاحية أمام المنتدى - أنه لا سبيل لتجاوز التحديات الراهنة أمام العالم، سوى إخلاص النوايا، والعمل معا، وقال إن «حكمة الخالق أن نكون مختلفين، دون تمييز في هذا الاختلاف».
وأضاف أن منتدى شباب العالم بات منصة لتبادل الحوار والتواصل بين الشباب وأداة لتبادل الرؤى بين كل العالم، مؤكدا أنه ليس للإنسانية سبيل لتجاوز تحديات بقائها وأزماتها الراهنة، إلا بإخلاص النوايا وإنهاء الصراعات وإدارة الاختلاف والعمل المشترك من أجل الإنسانية والسلام.
ويعقد منتدى شباب العالم خلال الفترة من 10 إلى 13 يناير 2022 تحت شعار "العودة معا"، بمشاركة شباب من 196 دولة بالعالم.
يذكر أن منتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وانطلق عبر ثلاث نسخ بالأعوام الماضية 2017 و2018 و2019، حيث تم استضافة أكثر من 15 ألف شاب وشابة من 160 دولة على مدار هذه الدورات الثلاث.
ويهدف المنتدى إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم، وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
وأعلنت إدارة المنتدى عن أجندة النسخة الرابعة التي تضم عددا من القضايا والموضوعات الحيوية التي تعكس ملامح الواقع الجديد بعد جائحة كورونا (كوفيد-19) التي أثرت على حياة الملايين ببلدان العالم أجمع، كما تنطلق جميع الموضوعات من المحاور الثلاثة الأساسية للمنتدى، وهي "السلام والإبداع والتنمية".
وتطرح أجندة المنتدى قضايا متنوعة أخرى تتضمن جلسات نقاشية حول مستقبل الطاقة، واستدامة الأمن المائي، والسلم والأمن العالمي، وإعادة إعمار مناطق ما بعد الصراع، وكذلك يركز المنتدى على إعلاء القيم الإنسانية من خلال مناقشة صناعة الفن والإبداع، وبناء عالم آمن وشامل للمرأة.