رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اكتشاف أثري هام يعود إلى عصر الدولة الوسطى بسيناء

10-1-2022 | 17:30


مقر قائد بعثات التعدين المصرية خلال عصر الدولة الوسطى

دار الهلال

توصلت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة وادي النصب بجنوب سيناء إلى الكشف عن بقايا مبنى كان يستخدم كمقر لقائد بعثات التعدين المصرية بسيناء خلال عصر الدولة الوسطى، وذلك ضمن مشروع تنمية سيناء 2021 - 2022.

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري - في بيان، اليوم /الاثنين/ - أن هذه البعثة هي الأولى التي تقوم بأعمال الحفائر بهذه المنطقة، مشيرا إلى أن المقر الذي كشفت عنه البعثة يقع في منطقة متميزة وسط الوادي، ويتوسط مناطق تعدين النحاس والفيروز.

وقال "إن الكشف عبارة عن مبنى مربع الشكل يتكون من كتل حجرية ضخمة من الحجر الرملي ذو أرضية من بلاطات حجرية، ويمتد على مساحة 225 مترا مربعا تقريباً".

ومن جهته، قال رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار الدكتور أيمن عشماوي "إن الدراسات المبدئية على المبنى تشير إلى أنه وقت تشييده كان يتكون المبنى من طابقين؛ الأول به صالتين وغرفتين وحمام ومطبخ، وسلم يؤدي إلى الطابق الثاني، وبمنتصف بعض الغرف داخل الطابق الأول عثرت البعثة على عدد من قواعد لأعمدة، مما يشير إلى أنها كانت تستخدم لتثبيت وحمل السقف".

وبدوره، قال رئيس البعثة ومدير المركز العلمي للتدريب بجنوب سيناء والبحر الأحمر الدكتور مصطفى نور الدين "أثبتت الدراسة أن هذا المقر كان يستخدم منذ تشييده خلال عصر الدولة الوسطى كمقر لبعثات التعدين، ولكن تم هجره خلال عصر الانتقال الثاني، ثم أُعيد استخدامه خلال عصر الدولة الحديثة، ثم أهمل مرة أخرى". 

وأوضح أن الدلائل الأثرية والعلمية تشير إلى أن المبنى تم استغلاله في العصر الروماني؛ حيث تم تنفيذ بعض التعديلات الداخلية على المبنى من عمل مدخل له من الجهة الشمال وإضافة جدران فاصلة بين الصالات، واستخدام بعض الغرف كورش لصهر النحاس، حيث عثرت البعثة في الطبقات العليا من المبنى على أفران لصهر النحاس ومناطق تجهيز المعادن، بالإضافة إلى أربع سبائك من النحاس يتراوح وزن الواحدة منها ما بين 1200 إلى 1300 جرام. 

وأشار إلى أنه تم العثور داخل أحد غرف المبنى على ورشة لتجهيز الفيروز تحتوي على أحجار لتشكيل وتجهيز وتنظيف الفيروز، والتي مازالت تستخدم مثيلاتها حتى الآن، كما تم العثور بالمنطقة المجاورة للمبنى على ثلاثة مغارات لاستخراج خام النحاس، منها مغارة على سفح جبل النصب تم تنظيفها، وبقايا ورشة لصهر واستخلاص النحاس.

وقال المشرف على شئون المجلس الأعلى للآثار بجنوب سيناء الدكتور هشام محمد حسين "إن وادي النصب يمثل مركز عمليات تجهيز خام النحاس بجنوب سيناء، حيث يوجد كميات ضخمة من خبث النحاس بالوادي يرجح أنها تبلغ ما يوازي 100 ألف طن من خبث النحاس، بالإضافة الى أن الوادي يشتهر بوجود نقوش من عصر الدولة الحديثة، منها نقش للملك مرنبتاح، والكتابات السينائية".

وأضاف أنه من المعروف أن قادة بعثات التعدين بجنوب سيناء كانوا من كبار موظفي الدولة وورد في نقوش سيناء ألقاب هؤلاء القادة (حاكم مصر السفلى) (مستشار الملك فى الدلتا) (حاكم ثارو).

تجدر الإشارة إلى أن وادي النصب يوجد به نقش للملك مرنبتاح، ونقشان للملك أمنمحات الثالث بجوار المبنى المكتشف، حيث شهد عهد أمنمحات الثالث ذروة النشاط التعديني بسيناء، كما يوجد 59 نقشاً بجنوب سيناء لموظفين رسميين من عهده بمناطق وادي المغارة ووادي النصب وسرابيط الخادم.