رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تمام الكلام.. زلازل بقلب اللوفر

10-1-2022 | 22:19


هويدا عطا,

منذ سنوات شىء غريب حدث لى ذاك اليوم.. مخيف، فقد كنت بمؤتمر صحفى للإعلان عن افتتاح لوفر أبوظبى وقد سعدت بكل ما وقع عليه عينى من لوحات فنية بديعة وعالية فى الدقة والتصوير بأيدى مشاهير الفن العالمي.. الذى كنت أحلم بالعيش فى زمانهم، ومصافحة آناملهم.. التى تقطر فناً وإبداعاً.

وأيضاً حوت القاعات قطعاً ومجسمات صغيرة وضخمة معبرة تعبيراً دقيقاً عن العصور التى صنعتها، وأرسلتها إلينا، لنكون محظوظين بمشاهدتها عن قرب.

انتهى المؤتمر والضجيج البشري، لم يبق إلا المكان هادئاً بأصحابه وبجماله.. وبديكوره الغريب، الفريد من نوعه والأزهار تنتشر بتنسيق بديع من اليد البشرية فى كل ردهاته المصممة بطراز الأميرات الحالمات فى انتظار الأمير المحب ليأخذ بيدهن إلى جنة الحب.

جلست فى اللوبى الخاص به والمزركش، هو الآخر بزهور الياسمين.. وقلوب البنات الصغيرات.. فى انتظار من يعطف علىّ ويرجعنى إلى بيتى البعيد عن مكان المؤتمر بثلث ساعة.. وأثناء الانتظار والملل أخذت أحملق بشدة فى ذلك السقف المدلى بأخشابه المنسقة المنمقة والمقسمة بابتكار عجيب فى اتساع كبير.

ولكن السقف.. بدوره سيل لعاب كاميرتى المتلهفة دوماً على التقاط ما هو مثير وغريب، أخرجتها بسرعة وهى فرحة.. بإغراءات السقف الخشبي، التقطت بها أكثر من صورة، ثم أغلقتها، وأرجأتها جانباً.

لحظات ربما لم تتعد الدقيقة الواحدة.. وسمعت صوتاً.. يدقدق.. فبحثت عن مصدره بلهفة شديدة.. أخذتنى عينى بروية إلى أعلى.. فنظرت تلك الاخشاب الهندسية الشكل، تتآرجح بشدة وتصدر صوتاً قوياً، فسألت: هل وصلت إلى الحداثة إلى أن بناة المتحف جعلوا سقفه يرقص طربا، بتحكم منهم آلياً.

إذن حان وقت الرقص اليومي.. لسقف المتحف المبنى على أحدث طراز.. وتساءلت أيضا، هل وصل البناة من شدة تطورهم إلى إرقاص السقف الخشبى الأسمنتى؟.. لكن مع هذا الرقص والتخمين الخطير، شعرت بالفزع وأنا أسفل هذا السقف العملاق.. خشية أن يسقط على رأسى المسكين، فتركته على الفور لمكان أبعد قليلاً، ليس به أى أخشاب شقية.

 

ولكن بمجرد أن وضعت قدمى على الأرض.. شعرت وكأنها تميد من تحتى، قلت ما الأمر يا ترى؟.. هل أنا تعبة أم مريضة، أم أصبت بالإغماء.. تملكنى خوف شديد وفزع أكبر..

ففرت على الفور من الفندق ومن إغراءات المناظر الرائعة التى كنت أعشقها وتطاردنى ومن السقف الممتلئ خشباً.. الذى منحتها الكثير من قلبى ووقتي.. قررت الخروج من هذا الفندق.. الرافض.. فما أن خرجت، حتى وجدت سائق تاكسى بالانتظار، وبمجرد أن جلست فى مقعدي.. أخذ سائق التاكسى يحدثنى وهو فى حالة هلع ورعب ويقول مكررا "زلازل زلازل " قلت له ماذا؟.. رد والخوف يرتسم على قسماته ويسكن حروفه.. لقد وقع زلازل للتو.. عجبا ألم تشعرى به؟