يرى الجنرال النرويجي المتقاعد روبرت مود في مقال بصحيفة "Aftenposten"، أن الغرب في حاجة إلى تغيير موقفه تجاه روسيا وحتى منحها إمكانية للانضمام إلى الناتو من أجل تجنب الصراع العسكري.

وانتقد القائد العسكري النرويجي السابق الولايات المتحدة وحلفائها على سياساتها المعادية لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مشيرا إلى أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، لم يتم قبول روسيا في دائرة الدول الغربية، وكان خطاب دول الناتو في إطار مجلس روسيا والناتو "أشبه بإهانة" لموسكو، ولم يكن حوارا.

وكتب الجنرال النرويجي المتقاعد يقول: "لا أتذكر أيضا أنني رأيت فيلما أو مسلسلا تلفزيونيا واحدا يكون فيه الروس إيجابيين والشخصيات الغربية سلبية. تروج الثقافة الغربية للولايات المتحدة وأوروبا الغربية بمثابة شيء جيد للغاية، فيما تزرع صورة روسيا والروس كشيء شرير تماما، وحقير وبدائي... نحن نشوه الواقع، بتصويرنا لروسيا على أنها الشرير الرئيس، والولايات المتحدة والغرب كمدافعين عن الديمقراطية لا تشوبهم شائبة". ولإقامة حوار بين الغرب وموسكو، اقترح الجنرال النرويجي المتقاعد التخلي عن التفكير المعتاد، والتفاوض على أساس الاحترام المتبادل والدبلوماسية الشخصية ومشاركة جميع الأطراف، لافتا إلى ضرورة إصلاح المؤسسات الدولية القائمة أو إنشاء مؤسسات دولية جديدة، فضلاً عن تغيير سياسات الناتو.

واختتم الجنرال مقاله قائلا: "ربما فعلا يتوجب على الناتو التركيز أكثر على الدفاع وأن يفتح الأبواب أمام الجميع، بما في ذلك روسيا، ويحث أعضاءه على التخلي عن القواعد والأسلحة النووية خارج أراضيه؟

إذا لم نبدأ في التفكير بطريقة مختلفة، فمن المرجح أن نصل بسرعة إلى صراعات وحروب أكبر على المدى القصير والطويل". وكانت موسكو وواشنطن قد أجريتا يومي 9 و10 يناير في جنيف مشاورات حول مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية، وعقب ذلك سيُعقد اجتماع لمجلس روسيا-الناتو في بروكسل، وثم ستجري في فيينا مشاورات على أرضية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

يشار إلى أن روسيا كانت نشرت نهاية عام 2021 مسودتي معاهدة مع الولايات المتحدة واتفاق مع حلف شمال الأطلسي بشأن الضمانات الأمنية، تطالب فيهما موسكو من شركائها الغربيين بضمانات قانونية للامتناع عن مزيد من توسيع الناتو إلى الشرق، ومنع انضمام أوكرانيا إلى الحلف، و إقامة قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفيتي السابق.