رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


8 فزاعات كبلت فرحة المصريين بعيد الفطر

27-6-2017 | 22:01


 

استقبل المصريون هذا العام عيد الفطر المبارك بحالة من التراخي والخمول النسبي، وقلة الحركة في التنقل وصلة الأرحام فضلا عن العزوف عن الشراء والتنزه خلال أيام العيد الثلاثة، وربما اختلفت مظاهر العيد نسبيًا عن الأعوام السابقة، والتي أرجعها البعض إلى الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد وحالة الغلاء التي أنهكت الجميع وأثرت بالسلب على أغلب فئات المجتمع.

يأتي ذلك إلى جانب انتشار بعض العادات السيئة والدخيلة على المجتمع مثل التحرش وتعاطي المواد المخدرة، ناهيك من الألعاب الخطرة التي ذات حدة انتشارها بين الأطفال وتؤدي إلى كوارث وخيمة وخطرة دون محاولات جادة لمواجهة تلك المظاهر أو القضاء عليها.

الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس، قال إن المصريين يعيشون حالة من الكبت والملل النفسي فضلا عن الإرهاق الذهني، بسبب الإجراءات الاقتصادية الأخيرة والتي زادت من أعباء المجتمع، وأرجع زيادة انتشار الظواهر السلبية خلال الاحتفالات والأعياد، إلى الحالة النفسية السلبية التي يعاني منها البعض مثل الكبت والانفصام في الشخصية وحالة الهروب من ضغوط الحياة، وقلة الوازع الديني واندثار القيم المجتمعية.

 

ولفت لـ«الهلال اليوم» إلى أن الظواهر السلبية يجب مواجهتها بشتى الطرق لأنها تؤثر على شتى نواحي الحياة، ومعالجتها نفسيًا واجتماعيًا وأمنيًا ولن يحدث ذلك دون دراسة متأنية وواضحة وكاشفة للأسباب الحقيقة التي تقف وراء كل تلك الظواهر.

 

وأكد أن الألعاب النارية التي يستخدمها الأطفال في الأعياد خطرة للغاية وتؤدي إلى إصابات بالغة تصل إلى فقدان البعض إلى بعض أعضائهم أو إحداث تشويهات في الجسد، مشيرًا إلى أن حالة الغلاء المنتشرة في كل الأسواق مقابل ضعف الدخل الأسري أحدثت فجوة كبيرة بين المصريين وسط زيادة معدلات التضخم والتي أثرت عليهم نفسيًا، وأصابتهم بحالة من الركود والملل النفسي وضيق في التعامل، مما أدى زيادة معدلات الجريمة وزيادة عدد قضايا الشغب أمام المحاكم حتى داخل نطاق الأسرة الواحدة.

في التقرير التالي يرصد «الهلال اليوم» أبرز الملامح والعقبات التي دفعت المصريين لاختزال فرحتهم خلال أيام عيد الفطر المبارك..

الإصلاحات الاقتصادية

أثرت الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة التي لجأت إليها الحكومة برئاسة المهندس شريف إسماعيل للخروج من الكبوة الاقتصادية التي خلفتها الست سنوات الأخيرة جراء التغييرات السياسية والأحداث المجتمعية والتباين في موازين السلطة، على الحالة النفسية للمصريين والتي أصابتهم بالركود وتراجع رغبتهم في الاحتفال بالمناسبات الأعياد، وهو ما ظهر جليًا في عيد الفطر المبارك.

الغلاء

أصيبت أغلب الأسواق المصرية بحالة من الركود خلال الأيام التي سبقت عيد الفطر المبارك رغم اعتياد المواطنين على اقتناء كل متطلبات ومستلزمات الاحتفال بالعيد، ولكن حالة الغلاء التي تفاقمت في الفترة التي أعقبت قرار تحرير سعر الصرف والتي وصلت إلى الضعف نتيجة للإجراءات الإصلاحية المتبعة في البلاد، مما أثرت بالسلب على مظاهر الاحتفال المتبعة في الأعوام السابقة.

ضغوط العمل

باتت ضغوط العمل كابوسًا يرهق أغلب العاملين بالقطاعين العام والخاص وسط المنحدرات الاقتصادية الصعبة والمتطلبات الأسرية المتزايدة بعد حالة ارتفاع الأسعار الشرسة، حيث قضى قطاع عريض من العاملين في مختلف المجلات أيام عيد الفطر داخل حقل العمل، ما حرمهم من أهم الاحتفالات الدينية التي اعتادوا عليها خلال الأعوام الماضية.

التكدس

من المظاهر التي دفعت المصريين للعزوف عن الخروج والتنزه في الأماكن المخصصة لذلك خلال عيد الفطر المبارك، حالة التكدس الرهيب التي تشهده تلك الأماكن خلال الاحتفالات والأعياد المختلفة، وزادت رغبة المصريين للهروب من الأماكن المزدحمة خلال الفترة الأخيرة من أجل الاحتياج لمزيد من القسط والراحة بسبب الضغوط المتراكمة والأزمات المتتابعة.

التحرش الجنسي

أصبحت ظاهرة التحرش معاناة يومية ترهق أغلب النساء في مصر، وتزداد حدتها خلال الاحتفالات والأعياد والمناسبات الرسمية، حيث يترصد المتحرشون الفتيات في كل الشوارع والمنتزهات، مما دفع الأجهزة الأمنية لنشر قوات من الشرطة النسائية أمام دور العرض السينمائي وفي المنتزهات الرئيسية لمواجهة الظاهرة.

وكانت هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women) قد نشرت تقريرًا، في عام 2013، أظهرت فيه نتائج البحث الميداني التي قامت فيه بمتابعة الظاهرة على مجموعة من الفتيات والنساء ببعض المحافظات. وقالت فيه إن نسبة التحرش بمصر زادت بصورة غير مسبوقة، حيث أجابت 99.3% من النساء والفتيات اللواتى شملهن البحث، بأنهن تعرضن لنوع من أنواع التحرش الـ13 التي حددتها هيئة الأمم المتحدة.

تعاطي المخدرات

ارتفعت ظاهرة تعاطي المخدرات بين الشباب والفتيات خلال المناسبات المختلفة والأعياد الرسمية، مما يعد خطرًا حقيقيًا على جيل المستقبل.

قال صندوق مكافحة التعاطي وعلاج اﻹدمان، خلال العام الماضي، إن نسبة تعاطي المخدرات في مصر بلغت 10%، وهي ضعف النسبة العالمية التي تسجل 5% .

وبحسب الصندوق فإن النسبة وصلت إلى 2,4% من السكان، ووصل معدل التعاطى لـ10.4%، حيث إن معدل التعاطى يختلف بين الأفراد فمنهم من يستخدم المخدرات بشكل يومى، ومنهم من يتعاطها على أوقات متفاوتة.

وينتشر التعاطي في المرحلة العمرية ما بين 15 و60 سنة، ويزيد بين فئة السائقين 24%، والحرفيين بنسبة 19%.

 

الملاهي الشعبية

تُعد الملاهي الشعبية غير مؤمنة بالشكل الكافي، لاستقبال الأطفال خلال المناسبات الأعياد في مصر، وارتفعت نسبة ضحايا ومصابي رواد الملاحي مما أقلق قاطني تلك المناطق، ومنعوا أطفالهم من الإقبال بشكل نسبي، دون وضع حل صحيح لتلك المناطق الغير مؤمنة بالألعاب الموجودة بها.

الدكتور حمدي عبدالتواب، خبير التنمية المحلية، قال إن المحليات هي  المسئول الأول والأخير عن الملاهي الشعبية، حيث تقوم الوحدات المحلية القائمة على المناطق الشعبية بطرح مساحات خالية بغرض إقامة تلك الملاهي عن طريق مزادات علنية دون وضع شرط هام وأساسي وهو عوامل الأمان لتلك الألعاب أو انتداب مهندس لمتابعة الموقع الجغرافي المخصص للملاهي.

ولفت عبدالتواب إلى أنه بمجرد توقيع العقد يتم التغاضي عن المخالفات المنتشرة داخل تلك الملاهي.

 

الألعاب النارية

تعتبر الألعاب النارية من القنابل الموقوتة التي تنفجر في وجه أطفالنا، حيث أكد عدد من أساتذة طب العيون، أن أغلب الإصابات تحدث عن الألعاب النارية، ورغم المحاولات الأمنية للحد من الظاهرة فإن انتشارها أصبح هاجسًا يرهق الأسرة المصرية التي لا تستطيع السيطرة على أطفالهم من شراء تلك الألعاب الخطيرة خلال الأعياد.