بقلم – د. أنور عشقى
درجت المملكة العربية السعودية على أن من لديه خطة لخدمة المملكة فإن القيادة تكلفه بتنفيذها، وهذا ما حدث لكل من وزير المواصلات الذى قدم خطة طموحة لإصلاح الطرق فكلف بوزارة المواصلات عندها أدخل المملكة فى عالم الطرق السريعة Free Ways، وكذلك الحال مع رئيس بلدية مكة المكرمة.
واليوم نشاهد الأمير محمد بن سلمان، وقد تقدم لخطة ٢٠٣٠ التى أثنت عليها مختلف المؤسسات العالمية الاقتصادية، وكان لا بد من أن تفتح أمامه السبل لتنفيذ هذه الخطة
كما أن الأمير محمد بن سلمان لديه القدرة الفائقة على الحوار وبهذا استطاع إشراك الرئيس الأمريكى فى المؤتمرات الثلاثة التى عقدت فى الرياض كما استطاع أن يعقد مؤتمر القمة الإسلامى العربىالأمريكى وجمع قادة العالم الإسلامى خلال أسبوع واحد.
ومنذ أسبوع ذهب إلى روسيا وقابل الرئيس بوتين الذى أثنى عليه وقال لقد دخلنا مع المملكة العربية السعودية فى شراكة استراتيجية فهو قادر على الإقناع والحوار.
وهذه القدرة سوف يسخرها الأمير محمد بن سلمان فى المستقبل لحل كثير من المشاكل فى الشرق الأوسط، أولها المشكلة القطرية فبالحوار يمكن إقناع القيادة فى قطر بأن دعم الإرهاب لن يكون فى صالح قطر، وزعزعة الاستقرار فى الدول العربية مسىء لقطر وقنوات الظل التى تهاجم الدول العربية لا تترك لقطر الاستفادة من دخلها. كما أن التعاون مع الإخوان المسلمين واحتضان من صدرت ضدهم أحكام فى مصر ليس فى صالح قطر، ولهذا فإننا سوف نرى تغييرا كبيرا بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد.
إن أهم التحديات التى تواجه الأمير محمد بن سلمان تنقسم إلى ثلاثة أقسام، تحديات داخلية، وتحديات إقليمية، وتحديات دولية. فالداخلية من بطالة وغيرها سوف تحل بتطبيق الرؤية الاستراتيجية ٢٠٣٠، كما أن البيروقراطية التى تثقل التحرك نحو أهداف الرؤية، وأيضا العادات والتقاليد التى تعانى منها المملكة يستطيع أن يتغلب عليها بالرؤية الحازمة والقيادات الشابة.
أما التحديات الإقليمية فتتركز على الأزمات فى الشرق الأوسط، وهذه يستطيع التعامل معها من خلال التوازنات التى اتبعها فى السياسة الخارجية فقد استطاع التعامل مع القوى الكبرى مثل أمريكا وروسيا والصين واليابان وسوف يطفئ النيران فى اليمن وسوريا وليبيا والعراق بالتعاون مع الأشقاء.
أما العلاقة مع مصر فإنها علاقة استراتيجية تقوم على تحقيق الهدف الاستراتيجى الأعلى المتمثل قى حماية الأمن القومى الذى نادى به الرئيس عبدالفتاح السيسي، والملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما أن العلاقة البينية بين المملكة ومصر سوف تزدهر فى الأيام القادمة.
فالرئيس عبدالفتاح السيسى نجده قد ركز جهده على البنية التحتية لمصر إذ إنه وسع القناة وبنى المدن ومد الخطوط السريعة والكبارى وشرع فى بناء العاصمة الجديدة وهذه سوف تصنع الرخاء فى المستقبل لمصر والتعاون مع المملكة بفتح الأسواق أمام مصر فتزدهر التجارة والصناعة فيها. إن مصر تعيش اليوم مرحلة إعادة البناء والتعاون مع المملكة، وهما اللتان ستقودان العالم العربى نحو الأمن والاستقرار.