فيها إن وأخواتها...
بقلم – حمدى رزق
«بكرة شمس بيعلى نورها فى كل ناحية..
ناس بتطلب رزقها من بدرى صاحية..
ناس مناها يعوّضوا كل اللى فاتهم»..
بكلمات طازجة، وبحنجرة ندية، ربح بيت الزكاة المصرى كثيرا فى رمضان بصوت، بهديل الفنانة الرائعة أنغام، «بكرة أحلى».. تبرعا مقبولا من الصوت العذب «أنغام»، صوتا مقبولا وتبرعا مباركا، جزاها الله خيرا، وجزى العاملين عليها فى بيت الزكاة المصرى كل الخير، تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر..
ورود اسم فضيلة الإمام فى إعلانات بيت الزكاة المصرية يرفع منسوب المصداقية، التى هى عنوان بيت الزكاة المصرى، الإمام أهل للثقة وزيادة، وصورته واسمه مثل طابع البوستة، يقال مثل هذا تدليلا على المصداقية والصدقية، التى هى عنوان الإمام..
بيت الزكاة المصرى يكفيه الإمام ثقة، وبعيدا عن البيت والإمام، تحتاج المؤسسات والجمعيات والصناديق الخيرية تعزيز الثقة بكشف حساب سنوى، بعد العيد، بحصيلة التبرعات السنوية والموسمية فى رمضان وعيد الأضحية، وهى مواسم جنى الثمار الطيبة من الزكوات والأضحيات.
شفافية بيت الزكاة المصرية ليست محل هذا المقال، ولكنه نموذج ومثال، مطلوب من بيت الزكاة نموذجا يحتذى حذوه، ليس لأن هناك شك أو تشكيك لاسمح الله، هذا بيت طيب يقوم عليه ثقاة، ويقف على نشاطاته الإمام الأكبر بشخصه، ولكن التماسا للشفافية، واطلاع جمهرة المتبرعين على مصارف زكواتهم، كم بكم يساوى كم، كم إعلانات بكم أموال تساوى كم زكوات، إعلانات طلب التبرعات والزكوات تغرق الفضائيات، وهذا يقينا مكلف ولو كان على سبيل التبرع والرعاية.
نطلبها من بيت الزكاة المصرى لأنه أهل الشفافية، وعنوانها، فإذا ماتم الإعلان من جانب أهل البيت يجلب المزيد من الصدقات والزكوات، عنوان التبرعات هى الثقة، والثقة بنت الشفافية، والشفافية عنوان عريض للمشيخة الأزهرية.
أنتظر إعلانا ختاميا من بيت الزكاة المصرى يعلن فيه وبالأرقام، كم أنفق البيت على حملة التبرعات، وكم حصد من نهر التبرعات والزكوات، وكشف حساب بالمليم عن أوجه الإنفاق الماضية والمستقبلية، ويعلنها على الرأى العام، هذا أكثر مصداقية، ويجلب على البيت الأزهرى تبرعات أكثر، والشفافية أهم مادة إعلانية.
بيت الزكاة ليس هدفًا، ولكن الظهور الإعلانى المفرط من قبل البيت وغيره من الجمعيات والبيوتات والصناديق الخيرية يولد من الأسئلة أكثر مما يولد من الشكوك، وقنا الله شر الظنون، ليس فى قلبنا مرض، والدال على الخير كفاعله، والبيت عنوان الخير.
ما يستوجب توفير إجابات، ليست لنا (كاتب هذه السطور) فنحن فى ظهر هذا البيت الأزهرى العامر، مساندا ما استطعنا إليه سبيلا، ولكن حق المجتمع، حق الرأى العام، ومن ذا الذى يفعلها إلا بيت زكاة وصدقات يشرف عليه فضيلة الإمام.
شفافية بيت الزكاة الصرى وإعلان حساباتها يغرى بالإتباع، أسوة حسنة، يتبع، وهذا ليس تشكيكا استغفر الله، بلى ولكن ليطمئن قلبى، نرجو إجابة شفافة من كل جمعية، كم أنفقت على حملاتها الإعلانية فى رمضان، وكم تحصلت من تبرعات، يقال إن الجنيه إعلانيا يجلب ثلاثة جنيهات تبرعات فى الجمعيات ذات الإنفاق الإعلانى المحدود، والجنيه بعشرة فى الجمعيات ذات الكثافة الإعلانية، وهذا من قبيل المعلومات المتواترة على الألسنة الطويلة!!
بعيدا عن بيت الزكاة المصرى، وليس بعيدا عن حديث الشفافية، وجب على الجمعيات الصغيرة قبل الكبيرة الإفصاح، وكما ناشدتنا التبرع واستجبنا، نناشدها الإفصاح وعليها الاستجابة، الإفصاح رقميًا أولًا، كم مليونا جمعت، وفى أى مقاصد شرعية أو مجتمعية أُنفقت، ومن يقف فوق رأس هذه الملايين، ومن يراقب مستندات صرف هذه الملايين، لماذا لا تنشر فى الصحف ميزانياتها كالإعلانات.
وليُفتنا المستشار هشام بدوى، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، هل يراجع أو راجع حسابات هذه الجمعيات؟.. وهل لدى الجهاز مستندات الصرف وأوجه التبرعات؟.. وهل حسابات هذه الجمعيات مراقبة بمراقبى حسابات؟
مهم أن نسأل الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن، هل تتبع المسارات، التى تصب فيها التبرعات حتى لا تضل الطريق؟ شائعات سبقت ولاتزال تسعى كالحيات تتهم بعض هذه الجمعيات بالإخوانية، وترعى أنشطة لها علاقة بالإرهاب، وفى ظل انعدام الشفافية وعدم نشر الميزانيات تروج مثل هذه الشائعات، تضرب مصداقية حملات هذه الجمعيات فى مقتل.
وما أدرانا بمن يقف وراء هذه الجمعيات، لا نضمر شرًا، ولكن سؤال واجب: هل يكفى مثلا، مع كل الاحترام، ظهور شيخ أو عالم أو فنان فى الإعلان لنبصم بالعشرة وهلم إلى التبرعات؟.. طبعا النجوم يجلبون التبرعات، ولكن الحسابات الشفافة وبيان أوجه الإنفاق أكثر مصداقية.
أذكركم بملعوب «الريان» زمان، الذى اصطنع صورا مع المسؤلين والدعاة ولاعبى الكرة والفنانين لإضفاء مصداقية على أكبر جريمة نهب منظم لجيوب المصريين، سلاح النجوم ينفع أولًا.. ولكن فى الأخير لابد من كشف حساب شفاف.
الجمعية، التى تقدم كشف حساب اليوم ستجمع التبرعات غدًا، والجمعية التى تحجم فيها «إنّ».. وإن وأخواتها وإخوانها، استقيموا يرحمكم الله، وخالص الشكر والعرفان للفنانة أنغام التى تبرعت بنجوميتها، عسى أن يتبرع بيت الزكاة بكشف حساب لوجه الله.