رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فى انتظار الوقود الوطنى

28-6-2017 | 13:54


بقلم –  غالى محمد

رغم المشاكل والأزمات والعقبات، يخطئ من يرى أن ثورة ٣٠ يونيو قد ماتت أو تلاشت؛ لأنه ببساطة إن حدث ذلك فى وعى المصريين، فهذا يعنى أن يعود الإخوان إلى الحكم، وأن يعودوا إلى المشهد السياسى فى مصر. لكن هذا لم ولن يحدث، الأمر الذى يعنى أن ثورة ٣٠ يونيو تسير فى دماء المصريين الذين يعشقون مصر.. الأمر الذى يعنى أن عقيدة ثورة ٣٠ يونيو أصبحت تحكم سلوك المصريين، رغم مرور أربع سنوات عليها..

تحكم سلوك المصريين فى السر والعلن بأنه لا عودة لعصر الإخوان أياً كان الثمن.

 

والوقائع كثيرة، فمنذ قيام ثورة ٣٠ يونيو، وهناك دعوات إخوانية للمصريين للنزول إلى الشارع، ولم يتحقق ذلك ورفض المصريون أى استجابة، الأمر الذى يؤكد أنه لا إخوان أياً كان الثمن، حتى لو لم يتم إعلان ذلك فى مسودة كتابية، ولكن أصبحت عقيدة المصريين، فى السلوك والحياة اليومية، الأمر الذى يؤكد أن ثورة ٣٠ يونيو لا تزال صحيحة، وإن كان صخب النخبة يقول غير ذلك، يقول إن ثورة ٣٠ يونيو قد شاخت وهى لاتزال فى المهد.

وقبل الغوص فى أسباب ذلك، فلنتخيل بمنطق الخيال الأسود، أن الإخوان قد عادوا إلى الحكم بقيادة ذات العصابة الإخوانية الفاشية التى حكمت مصر لمدة عام، فالأمر المؤكد، سوف يخرج كل المصريين دون استثناء فى مليونيات، فى ذات مشهد ٣٠ يونيو ٢٠١٣، يعلنون الثورة على الإخوان، يستغيثون بالرئيس السيسى مرة أخرى لتخليهم عن الإخوان، مهما كانت مدة المشاكل الاقتصادية التى يعانى منها الأغلبية من المصريين.

سوف يستغيثون بالجيش المصرى العظيم لكى ينقذهم من جبن الإخوان.

وبعيداً عن هذا الخيال، فإن الواقع الآن، يقول إن الأغلبية المطلقة من المصريين، يرفضون بكافة الصور إرهاب الإخوان وفصائلهم الإرهابية التى تقتل هنا وهناك.

إذ إن اليقين المطلق، أن عقيدة ثورة ٣٠ يونيو، لاتزال هى التى تقود الأغلبية المطلقة من المصريين، وعلى هذا فإنه لصالح مصر والمصريين، ألا يخفت وهج ثورة ٣٠ يونيو، وألا ينطفئ نورها: ليس اليوم فقط ولكن دائماً طالما اختار المصريون طريق البناء والتعمير.

نعم لا ننكر أن شعلة ثورة ٣٠ يونيو، قد صغرت، بفعل تناقص الوقود الوطنى الذى يعطيها القوة والوهج، وتبديد الظلام بقوة كاشفة أكبر.

تناقص الوقود، ومن الخطر أن ينفد، لأنه لو انطفأت شعلة ٣٠ يونيو نهائياً، لسادت الفوضى مصر المحروسة، ولضرب الخراب كل ربوعها -لا قدر الله-

لذلك نحذر ونطلق الصيحة الكبرى للجميع للرئيس قبل النخبة، وللشعب قبل النخبة، وفروا الوقود الوطنى بأقصى سرعة، حتى لا تنطفئ شعلة ٣٠ يونيو، ويعود الظلام إلى مصر المحروسة، نحذر ونقول بكل قوة، ثورة ٣٠ يونيو الآن وغدا، ليست خياركم بل ثورة شعب من أجل إنقاذ وطن، ثورة ٣٠ يونيو، اليوم وغداً ليست ترفا أو لعبة تزايد عليها النخبة، بل ثورة شعب، على الجميع أن يتحالف للحفاظ على شعلتها لكى تبدد الظلام وتقتل الإرهاب، وتتصدى للإخوان، وتحقق آمال هذا الشعب الذى لا تزال عقيدة ثورة ٣٠ يونيو إحدى مكونات دمائه.

لا ننكر أن وهج شعلة ٣٠ يونيو قد بهت، بفعل المشاكل الاقتصادية بشكل أكبر، وكذلك بعض الأزمات السياسية.

فطموحات شعب ٣٠ يونيو، قد واجهت الكثير من الصعاب، خاصة مع إصرار الرئيس السيسى على المصارحة الاقتصادية واللجوء إلى القرارات الصعبة إنقاذاً للاقتصاد المصرى، لكن تلك العلاجات الصعبة قد أحبطت شعب ٣٠ يونيو، الذى كان ينتظر التدرج فى تلك العلاجات.. ليس هذا فقط، بل بنى شعب ٣٠ يونيو على آمال اقتصادية كبيرة، لكن هذا لم يتحقق بالشكل الذى كان يتمناه هذا الشعب، مطالباً الرئيس السيسى، بركوب الصعب فيما يتعلق بتحقيق العدالة الاجتماعية، فى المزيد من ضرب الفساد، والحصول على حقوق الدولة من الأغنياء والأثرياء من خلال فرض الضريبة التصاعدية، لكن هذا لم يحدث بالشكل الذى كان يتمناه شعب ٣٠ يونيو.

حتى جاء تحرير سعر الصرف، وتجاوزت الأسعار كل الحدود، ودفع شعب ٣٠ يونيو العبء الأكبر من فاتورة الإصلاح، خاصة فيما يتعلق بالأسعار فى كافة مناحى الحياة، الطعام والشراب، والملبس والمسكن والدواء وغيره.

ورغم تراجع الرضا الشعبى لدى شعب ٣٠ يونيو، وتضرره مما حدث، فإن عقيدة ٣٠يونيو لا تزال تسير فى دمائه ولم يستجِب لأى دعوة إخوانية للقضاء على عقيدة ٣٠ يونيو.

وبينما شعب ٣٠ يونيو، يئن من المشاكل الاقتصادية، فإن الرئيس السيسى، كان قد اختار طريق المشروعات من أجل مستقبل هذا الوطن، على أن يتحمله شعب ٣٠ يونيو، شعب مصر، حتى تؤتى تلك المشروعات ثمارها؛ لكن غضب شعب ٣٠ يونيو، كان متصاعداً، لكن شعب ٣٠ يونيو لايزال ينتظر الكثير من قائد ٣٠ يونيو، للمزيد من تحقيق العدالة الاجتماعية وحصار قضية الأسعار تحديداً، والمزيد من ضرب الفساد.. وكما قاد الرئيس معركة استعادة أراضى الدولة من كبار اللصوص، فإن شعب ٣٠ يونيو يطالبه بالاستمرار فى تلك المعركة خاصة مع الكبار الذى حصلوا على مساحات ضخمة من الأراضى بأسعار بخسة فى زمن مبارك.

لا ننكر، أن قضية تيران وصنافير، قد أثرت سلباً مؤخرا على شعب ٣٠ يونيو، لكن هذا لم يصل إلى حد الاستجابة لدعوات الإخوان وغيرهم، الأمر الذى يؤكد أن عقيدة ثورة ٣٠ يونيو لا تزال مؤثرة فى سلوك شعب ٣٠ يونيو.

وهنا يجدر بنا الحديث حول النخبة التى تصدرت مشهد ٣٠ يونيو من أربع سنوات، فإن كانت التحفظات من جانبها على بعض سياسات الرئيس لدرجة وقوع شرخ يهدد المركب بالغرق، فلابد أن يعلم رموز تلك النخبة، أن ثورة ٣٠ يونيو أصبحت ملكاً لمصر وللمصريين، ولم تكن حكرا على بعض رموز هذه النخبة، بل لا بديل على أن تعود تلك النخبة فوراً للمشاركة فى ضخ المزيد من الوقود الوطنى، حتى نحافظ على شعلة ٣٠ يونيو من أجل الوطن.

وهذا يحتم على الرئيس السيسى، أن تعود مؤسسة الرئاسة للاستمرار فى الإفراج عن الشباب الذين تم القبض عليهم فى المواقف السياسية، خاصة الإفراج عن الشباب الذين تم القبض عليهم فى أزمة تيران وصنافير.

ليس هذا فقط، بل لابد أن يتبنى الرئيس سلسلة من الحوارات السياسية فى المرحلة القادمة مع مختلف طوائف شعب ٣٠ يونيو بما فى ذلك نخبة ٣٠ يونيو، حتى يضيق الشرخ ويتلاشى الغضب، ويزيد الرضاء الشعبى، حتى يعود وهج شعلة ٣٠ يونيو إلى قوته بالمزيد من الوقود الوطنى.

وأقوى من إعلانات التلفزيون، تلك الحوارات وتلك اللقاءات مع طوائف ٣٠ يونيو، لأن التحديات التى تواجه تلك الثورة لاتزال خطيرة، ولا بديل من أن تستمر ثورة ٣٠ يونيو قوية، تواجه أى ضعف أو أية مشاكل أو أزمات.

وليدرك الجميع، أن ثورة ٣٠ يونيو هى ثورة شعب ضد الإخوان والإرهاب، ثورة من أجل مصر الجديدة، ثورة تحتم على قائدها لم شمل شعب ٣٠ يونيو.

شعب ٣٠ يونيو الذى لا يزال يحتضن الرئيس السيسى قائد تلك الثورة لمواجهة المحن التى تواجه هذا الوطن.

لا بديل عن روح وعقيدة ثورة ٣٠ يونيو، إذا كنا نريد مصر القوية.. مصر التى لا يقهرها الإرهاب، مصر الشعب الواحد، بمسلميها ومسيحييها.

هذا ليس ترفاً، ولكنها الحقيقة المؤكدة، أن ثورة ٣٠ يونيو لابد أن تبقى، وإزالة أية مشاكل من طريقها، أياً كانت الخلافات والأولويات.