رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«حارس الفيسبوك» يطالب روداه باستعادة روابطهم بالواقع والحياة

28-6-2017 | 16:37


استضاف مختبر السرديات بالمنصورة الكاتب شريف صالح، حيث دار نقاش حول أحدث أعماله رواية "حارس الفيسبوك" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية.

أقيمت الأمسية في مركز الرواد وأدارها الكاتب أيمن باتع فهمي، الذي أثنى على الرواية وما قدمته من إسقاطات تتعلق بالعالم الافتراضي والواقع الفعلي بعد ثورة يناير، وتعرضها لمختلف الإيديولوجيات.

افتتحت النقاش الفنانة التشكيلية هناء درويش التي أشادت بالغلاف وألوانه وتعبيره عن محتوى النص، كما أشادت بالوعي البصري في رسم المشاهد، وكذلك بناء شخصيات من لحم ودم الواقع، حيث نشعر كأننا نعرفها جيدًا، ورأت أن الرواية كانت بحاجة إلى مزيد من الاستفاضة.

وتحدث الروائي فكري عمر عن البناء المميز للرواية، وقابلية قراءتها من النهاية أو البداية، ورأى أنه بناء مميز ويتلاءم مع أحداثها وشخصياتها.

 وقال فكري عمر إن أحداث الرواية كلها تدور في 12 ساعة فقط من التاسعة صباحا إلى التاسعة مساء، عبر متابعة عدد من "الأكاونتات" على الفيسبوك، معتبرًا أن "صالح" كتب روايته بوصفها تجريبًا مفتوحًا، وهو تكنيك يظهر رؤيته الرافضة لهذا الانفتاح الافتراضي غير المحدود، وميله إلى الحياة التي كانت قبل ذلك.

وأوضح عمر أن انهيار الفيسبوك وتساقط "الحسابات" يدفع الشخصيات إلى استعادة روابطها بالواقع والحياة، مشيرًا إلى قدرة الرواية على محاكاة الواقع والتاريخ والأديان، ومزج تفاصيل الواقع بالافتراض.

بدوره أشاد الشاعر محمد عطوة باللغة المكثفة والتكنيك السردي لكنه رأى أن الرواية عانت من كثرة الشخصيات نوعًا ما، كما نوه عطوة باستفادة الكاتب من مفردات العالم الافتراضي وتضمينها في نصه مثل: شير، ولايك.

ورأى أن الرواية تضعنا أمام يوم القيامة الافتراضي، وما يترتب عليه من فضح وكشف، وكأنها دعوة للتفكير في أنفسنا وفي مصيرنا، في يوم القيامة الحقيقي.

فيما رأى الدكتور أحمد الزلوعي، أن الكاتب استفاد من خبرته العميقة في فن القصة القصيرة حيث صدر له ست مجاميع قصصية، وهو ما انعكس على لغته، وكتابة مشاهد أو فصول مكثفة لها عناوين خاصة وقدر من الاستقلالية كأنها قصص منفصلة متصلة.

الناقد ممدوح رزق قدم قراءة بعنوان "طقوس العقاب" تحدث فيها عن تفرد الرواية في بنائها ووصفه بأنه "تصاعد معاكس" وليس مجرد "فلاش باك" أو "عد تنازلي"، مشيرًا إلى أن الرواية لا تقدم "يوم القيامة" كنبوءة بل كحدث وقع في خفاء الماضي، ولا ينفصل عن الظواهر والنتائج الناشئة عنه.

كما أشار رزق إلى أن القيامة الافتراضية لا ترتكز على الأحداث بل الأداءات الأقل تأثيرًا مثل "اللايك"، وربط تلك الأداءات بالطاقة "التدميرية" للفيسبوك كبنية انتهاكية.

وختم رزق بالإشارة إلى المشابهة العامة في طبيعة استجابات شخصية الرواية رغم ما يظهر ما تباين في سلوكها.

من جانبه أثنى الكاتب والناقد نبهان النبهان على اختيار صالح للحظة المكاشفة أساسًا لروايته التي تسبر أغوار النفس الإنسانية، وكيف هيمن الواقع الافتراضي علينا، وتمزق الشخصيات بين عالمين، مثل "أحمد علوي" الذي يدعي الورع على الفيسبوك وهو في الواقع ليس كذلك.

كما تطرق النبهان إلى رغبة التلصص التي تجتاح معظم الشخصيات في العالم الافتراضي، وانعدام الخصوصية، وإمكانية تعديل ماضينا أو حذف الأصدقاء في العالم الافتراضي، على عكس الواقع. وختم بالتأكيد على أن الرواية تكشف عذابات الأرواح العالقة بين العالم الافتراضي والواقع.

ورأى الروائي حسام المقدم أن أهم ما يميز رواية "حارس الفيسبوك" هو تعدد المداخل في قراءتها سواء من الناحية التشكيلية أو الاجتماعية أو التقنية أو السيكولوجية، مشددًا على أهمية مدخل علم اجتماع الأدب وقراءة العلاقات بين شخصياتها في سياقات تنفتح أكثر على المجتمع، وكذلك المدخل السيكولوجي المحوري في الوعي بشخصياتها المأزومة والعالقة بين عالمين.

أما الكاتب والشاعر عماد مجاهد فأكد على المدخل السيكولوجي في قراءة الرواية وما تظهره من تفكك العلاقات والخيانات، وكيف أصبح العالم الافتراضي معبرًا عن لا شعورنا الجمعي.

وأخيرًا أشاد الكاتب خالد أبو الفتوح بخبرة شريف صالح القصصية التي تجلت عبر ست مجاميع آخرها "دفتر النائم" وانعكاس ذلك على بناء الرواية.

وتبقى الإشارة إلى أنه كان من بين الحضور من أعضاء المختبر والمثقفين في المنصورة، كل من الكاتب الصحفي أحمد أمين، والكاتبة أمل مشالي، والشاعر مصطفى أبو مسلم، والباحث الاقتصادي مجدي عبد الهادي، والكاتب الصحفي حسين عبد العزيز، والشاعرتان عبير طلعت وشيماء عزت.