رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ذكريات رحلة إلى بيروت (٤)

28-6-2017 | 18:55


بقلم  - سليمان عبدالعظيم

خلال الـ ١٥ يومًا التى قضيتها فى لبنان فى يوليه ١٩٨٩ نجحت، رغم شدة القصف المدفعى المتبادل بين أنصار العماد عون وأنصار د. سليم الحص ومجلس النواب فى إجراء حوارات مع ١٧ شخصية سياسية لبنانية بارزة تمثل أطياف الصراع السياسى والعسكرى، الذى جعل من بيروت عاصمة النور فى الوطن العربى عاصمة للنار والنيران!.

أصبح عندى الآن ١٧ شريط تسجيل لحواراتى مع سليم الحص والعماد عون واللواء سامى الخطيب ورشيد الصلح رئيس الوزراء الأسبق وأوجست باخوس ود. بطرس حرب وكريم بقرادونى والشيخ الطرابلسى مفتى شمال لبنان ومحمد المشنوق والوزير السابق جميل كبي، شرائط الحوارات حملت أيضاً لقاءً مثيراً مع سماحة السيد محمد حسين فضل الله المرشد الروحى لحزب الله اللبنانى وكثيرين غيرهم.

الوحيد الذى ذهبت إليه ثلاث مرات فى «قصر الشعب» بيت الدروز كان وليد جنبلاط نجل الزعيم الدرزى اللبنانى الذى لم يفك أحد حتى الآن لغز اغتياله فى بداية الحرب الأهلية اللبنانية: كمال جنبلاط!.. ففى كل مرة كان معاونو وليد بك ينتحلون أعذاراً وأعذاراً لعدم إتمام اللقاء الصحفى معه؛ ولكن لم يكن بإمكانى تصديق حرف واحد من هذه الأعذار الوهمية.. لأننى عندما أسرت لحسين القوتلى مدير عام دار الإفتاء اللبنانية بدهشتى من اعتذارات رجالات وليد بك فوجئت به يبتسم ويضحك ولم أتوقع أبداً أن يكون السبب الخفى الحقيقى وراء تلك القصة الاعتداءات الغريبة الشاذة التى بدأت أسمعها بعد ذلك كثيراً على ألسنة قيادات لبنانية كبيرة الشأن.. ولولا أن الكشف عنها الآن بعد ٢٨ عاماً سوف يثير مشاكل قانونية لأفصحت عنها لكم الآن!!.

كانت تعليمات أو بالأحرى نصائح الأستاذ مكرم رئيس التحرير بالحذر الشديد وعدم اللجوء أو الاستعانة بالجرائد اللبنانية لإرسال التقارير الصحفية والحوارات من خلالها.. وأن أحتفظ بهذا الصيد الصحفى الثمين إلى حين عودتى إلى القاهرة.. وعندما سألته لماذا يا أستاذ مكرم.. أنا ممكن أبعت الشغل من جريدة «السفير»

أجاب الأستاذ مكرم: مش عايز أعرضك لأى مخاطر.. اللبنانيون كلهم «منفدين» على سوريا والقوات السورية المرابطة فى لبنان!.

فى طرابلس.. فى شمال لبنان كان موعدى مع الشيخ الطرابلسى مفتى شمال لبنان.. وفى المساء دعانا على عشاء حضره عمر كرامى الشقيق الأصغر للزعيم اللبنانى الراحل رشيد كرامى.. وكان حواره معى مهماً للغاية.. وأصبح عمر كرامى فى عام ١٩٩٢ رئيساً للحكومة اللبنانية بعد أن اتفقت معظم الفصائل والقوى اللبنانية على اختياره، رغم مساحات الاختلاف الواسعة بين هذه الفصائل المتناحرة!.

وأتذكر الآن الشابين اللبنانيين سالم وعلاء اللذين كلفهما حسين القوتلى بمرافقتى فى كل انتقالاتى الصحفية.. لقد كان علاء وسالم فى منتهى الرقة والطيبة معى.. وأعانانى كثيراً فى تلك المهمة الصحفية الصعبة.

ولن أنسى ما حييت ما جرى لى عندما كنت برفقة حراس المبنى الذى يقيم فيه سماحة السيد د. محمد حسين فضل الله.. ففى الموعد المحدد ذهبت فى سيارة مرسيدس كان أستاذى وصديقى حسن صبرة رئيس تحرير مجلة الشراع اللبنانية الذى كان يقيم وقتها فى القاهرة خشية اغتياله من قبل الحرس الثورى الإيرانى أو ميليشيات حزب الله قد أوصى سكرتير تحريره الأستاذ جورج بأن يخصص لى المرسيدس طوال فترة وجودى فى لبنان، وعندما لمح حراس السيد حسين فضل الله سيارة حسن صبرة تقلنى، رأيت الدهشة والارتياب على وجوههم قالوا لقد حاولنا اغتيال حسن صبرة الذى يعارضنا بشدة فجاء إلينا هذا الصحفى المصرى فى سيارة خاصة ملك العدو اللدود لحزب الله.. ما سر هذا الصحفى المصرى؟!