٨ ملايين جنيه خلال موسمين «ليلة من ألف ليلة».. كلاكيت ثالث مرة على «القومى»
تقرير: محمد رمضان
بلاشك أن المسرح القومى يمر خلال هذه الأيام بأزمة فنية وجماهيرية كبيرة لعدم وجود عرض مسرحى جاهز للعرض في موسم عيد الفطر المبارك، مما دعا الفنان القدير يوسف إسماعيل مدير عام المسرح القومى إلى دعوة الفنان الكبير يحيى الفخرانى لاستئناف عرض مسرحيته “ليلة من ألف ليلة” ليبدأ موسمها الثالث انقاذاً للموقف حتى لا يعُم الظلام الدامس قاعة أعرق مسارح الدولة إلى جانب أنها تعد الحصان الأسود لمسرح الدولة حيث حققت إيرادات اقتربت من ثمانية ملايين جنيه .
إسماعيل وصف ما يمر به المسرح القومى بـ«الأزمة الجماهيرية» وليست الفنية، بدليل عرض عدة مسرحيات بعد مسرحية «الفخرانى» وجميعها عروض ذات جودة فنية عالية وهى «من القلب للقلب»، و»مديح المحبة»، و»المحاكمة»، «وكلنا واحد»، و»قمر العشاق».
وأكد أن هذه العروض ليست «سد خانة» لأنه لا يجوز التقليل من جهد الفنانين العاملين بها؛ لكنها ليست عروضاً جماهيرية، ويعد السبب وراء تأخرها، المسرح القومى، فى اتباع عرض جماهيرى، خلفاً للعرض الأسطورى للفخرانى الذى حقق إيرادات بلغت عشرة أضعاف تلكفته، حيث إن عرضه تكلف ٨٠٠ ألف جنيه فى حين حقق خلال الموسمين الماضيين ثمانية ملايين جنيه، وتعد هذه الإيرادات هى الأعلى فى تاريخ المسرح القومى منذ إنشائه وحتى الآن، لدرجة أن البعض وصف «الفخرانى» بأنه “دبح القطة لكبار النجوم” حيث شهد عرضى “هولاكو” للمخرج جلال الشرقاوى وشاعرنا الكبير فاروق جويدة، وعرض “بير السلم” للمخرج سيد العصفورى سلسلة من الاعتذارات منهم اعتذر خالد الصاوى وكنده علوش وليلى علوى وحسين فهمى وإياد نصار عن بطولة مسرحية “هولاكو” فى حين أن الفنان الكبير فاروق الفيشاوى يعد الوحيد الذى قبل الاشتراك فى بطولة هذه المسرحية.
البعض أرجع سبب هذه الاعتذارات لكونها شعرية ومدونة باللغة العربية الفصحى؛ إلا أن مدير المسرح القومى نفى وجود صعوبة فى النص أو فى الاشعار لأنها مكتوبة بلغة سلسلة وبسيطة.. إلا أن هذا لم يمنع تعرض هذه المسرحية إلى العديد من المشاكل الإنتاجية، ووضع المخرج جلال الشرقاوى ميزانية لها بلغت مليوني جنيه؛ إلا أنه تراجع عن هذه الميزانية الباهظة بتخفيضها إلى مليون وستمائة جنيه بعد اعتراض إدارة المسرح القومى عليها، فى حين تنتظر هذه الميزانية المخفضة موافقة الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة عليها، علماً بأنه فى بادئى الأمر كان سيتم إنتاجها بالمشاركة ما بين وزارة الثقافة ممثلة فى المسرح القومى واحدى دول الخليج العربى؛ لكن استقر الأمر على إنتاج المسرح القومى لها بمفرده فى حين دافع مدير المسرح القومى عن الميزانية المقترحة من قبل المخرج الكبير جلال الشرقاوى لارتفاع أسعار الخامات المستخدمة فى الديكورات والملابس بعد تعويم الجنيه!.
بينما أرجأ المخرج الكبير سمير العصفورى تقديم عرضه “بير السلم” لحين تقديم الشرقاوى لمسرحيته “هولاكو”.. وكان من المفترض أن يتم عرض مسرحية “يعيش أهل بلدى” للكاتب الصحفى محمد بغدادى وإخراج عاصم نجاتى وبطولة أحمد شاكر عبد اللطيف خلال أيام العيد؛ إلا أن هذا العرض لم تكتمل عناصره، مما هدد المسرح القومى بالإغلاق أثناء هذه الفترة، لذلك أسرع «إسماعيل» بالاتفاق مع «الفخرانى» لعرض مسرحيته للعام الثالث على التوالى.
وفي الموسم الثالث للمسرحية يغيب عنه النجم لطفى لبيب لمرضه وتم إسناد دوره إلى يوسف إسماعيل مدير المسرح القومى لإنقاذ الموقف لحين عودة «لبيب».
ويقول «إسماعيل» إنه «لن يقع تحت طائلة المقارنة مع «لبيب» الذى يعتبره جزءاً من جسد الرواية».. ومن المقرر – بحسب ما أعلنه الفخراني – أن يستمر عرض المسرحية عشرة أيام متواصلة بعد افتتاحها ويتم عرضها في الأسبوع الثانى لمدة ثلاثة أيام فقط من كل أسبوع وهي أيام “الخميس، والجمعة، والسبت” وذلك لارتباط المطرب محمد محسن بطل العرض بالسفر إلى الخارج حيث تعاقد مع الشركة المنتجة لألبومه الغنائى الأخير على ذلك.
ورغم تقلص أيام عرض المسرحية فى هذه المرة؛ إلا أن «الفخرانى» يستبشر تحقيق عرضه خلال موسمه الثالث المزيد من الإيرادات، كما أنه سيتم تصوير روايته تليفزيونياً لكى يشاهدها العديد من الجمهور الذى لم يستطع الذهاب إلى المسرح.. بالإضافة إلى أنه تم الاتفاق على عرض “ألف ليلة وليلة” في المغرب نهاية يوليو القادم.
ويتساءل البعض داخل كواليس المسرح لماذا لا يتم استبدال المطرب محمد محسن بمطرب آخر؟ لكى يتم عرض المسرحية كما كانت فى سابق عهدها الموسمين الماضيين يومياً؟!.
إلا أن بعض العاملين أجابوا على هذا السؤال بأنه فى حالة الاستغناء عن «محسن» فإنه سوف يتم إهدار قيمة ما تم تسجيله من أغانى أوبريت بيرم التونسى “ليلة من ألف ليلة” مما يتطلب إعادة تسجيل المطرب الجديد لها مرة أخرى، خاصة وأن هذه الأغانى تكلفت مائة وخمسين ألف جنيه قبل تعويم الجنيه.. وبالتالى فإن هذا المبلغ سوف يتضاعف، بالإضافة إلى أن مسألة استبعاد «محسن» من العرض قد يعرضه للانهيار، خشية من انسحاب زوجته الفنانة هبة مجدى هى الأخرى، لذلك تم الإبقاء عليه.