قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن "الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الناتو يجب أن يدونوا ضماناتهم الأمنية أمام روسيا "لأن روسيا لن تنتظر إلى ما لا نهاية"، وذلك بعد جولات متعددة من المباحثات بدت أنها لم تنجح في تقريب الطرفين أكثر.
ويعيش الغرب حالة من القلق لأسابيع بسبب الحشود العسكرية الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، ما أثار مخاوف بأن روسيا قد تحاول اجتياح الأراضي الأوكرانية، كما فعلت في عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم.
وتنفي روسيا أن يكون لديها مثل هذه النوايا، وتدلل في المقابل أن أمنها غير مضمون طالما لم يلتزم حلف الناتو بعدم التوسع شرقاً أكثر، خصوصاً في أوكرانيا.
وحذرت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت روسيا من العواقب في حال شنت هجوماً على أوكرانيا. وقالت الوزيرة في البرلمان الألماني (بوندستاج): "ليس لروسيا حق النقض عندما يتعلق الأمر بقضايا التحالف، ولا يمكنها ابتزازنا هنا أيضاً"، موضحة في المقابل أنه بين الخطوط الحمراء والمناوشات العسكرية، هناك هامش كبير يجب استغلاله، وقالت: "يجب أن نستنفد كل الوسائل لتهدئة هذا الصراع".
وذكرت لامبرشت أنه يجب أن يتكاتف الناتو والاتحاد الأوروبي سوياً على نحو وثيق، وقالت: "أمن حلفائنا هو أمننا، وكذلك في وسط وشرق أوروبا بشكل خاص"، مضيفة أن الأمن في أوروبا يواجه تحديات كبيرة، وقالت: "الانتشار الروسي على الحدود الأوكرانية ينتهك جميع قواعد التعايش السلمي"، داعية موسكو إلى احترام القانون الدولي.
وانخرط ممثلون روس وأمريكيون في مباحثات مشتركة هذا الأسبوع، وكذلك مباحثات نظمها الناتو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. لكن لم يعلن أي طرف الكثير من التقدم.
ووفقاً لتقرير لوكالة تاس الروسية للأنباء، قال لافروف إن "الولايات المتحدة والناتو يعملان لتخفيف الضمانات الأمنية". وأكد إن "الجميع يدرك أن فرص تحقيق اتفاق يعتمد على الولايات المتحدة".
وأضاف لافروف "نأمل في أن نرى وضعا معلناً على الورق. ونأمل أن يكون لدينا إجابات فقرة بفقرة وبنداً بنداً في كلتا الوثيقتين. هذا مناسب وهذا غير مناسب، وإذا كان هناك شيء غير مناسب، فما السبب".
وفي اجتماع عقد في مدينة بريست الساحلية بشمال غرب فرنسا، وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على نهج موحد مؤلف من 10 نقاط للتعامل مع أزمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" وروسيا بشأن أوكرانيا.
ويضع ذلك النهج، المشتق من مواقف أوروبية سابقة منذ بداية حشد روسيا قواتها على الحدود مع أوكرانيا، مجموعة من إجراءات الردع وفرص الحوار.
ومن بين هذه الأمثلة، الاعداد المستمر لعقوبات تتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، مصحوبا بإمكانية اتخاذ إجراءات جديدة من بناء الثقة مثل مباحثات الحد من التسلح.
ودعا وزراء خارجية التكتل الأوروبي موسكو مجددا لخفض تصعيد الوضع، التأكيد من جديد على تضامنهم مع أوكرانيا.