تعرض عدد من العلماء لحالة شديدة من الصدمة بعد اكتشاف مستعمرة غريبة تضم مجموعة من الأسماك الغامضة تحت الجليد في القارة القطبية الجنوبية، ليجدوا أنفسهم أمام المستعمرة الأولى من نوعها في العالم.

وعلى امتداد 150 ميلاً مربعاً، وجد الباحثون حوالي 60 مليون عش جليدي نشط، فكان العثور على مستعمرة بهذا الحجم غير مسبوق، حيث تمثل كتلة حيوية تزيد عن 60 ألف طن - أو أكثر من 135 مليون رطل، واحتل كل واحد من هذه الأعشاش سمكة جليدية بالغة، من شأنها حماية أكثر من 1700 بيضة.

وقالت صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية إن العلماء لاحظوا وجود العديد من جثث الأسماك داخل الموقع وبالقرب منه، مما يشير إلى أن المسكنات، أو الأسماك الجليدية، تلعب دورًا مهمًا في شبكة الغذاء الأوسع، فقد كانت هذه الكائنات مهددة بشكل خاص من الحيوانات المفترسة الأخرى.

وقال الدكتور أوتون بيرسر، المؤلف الرئيسي للنتائج، في مجلة Current Biology: "تقضي العديد من الفقمات معظم وقتها بالقرب من أعشاش الأسماك".

وأضاف: "نحن نعلم هذا من بيانات التتبع التاريخية وبيانات التتبع الحديثة من رحلتنا البحرية، فالأعشاش هي بالضبط المكان الذي ترتفع فيه المياه الدافئة، فقد تكون هذه الحقائق مصادفة، وهناك حاجة إلى مزيد من العمل، لكن بيانات الفقمة المسجلة تظهر أن الفقمة تغوص بالفعل في أعماق أعشاش الأسماك، لذلك قد يكون من الجيد تناول هذه الأسماك."

تقع مستعمرة الأسماك الجليدية الغامضة في جنوب بحر ويديل على الجانب الشرقي من شبه الجزيرة، وتحتوي سوائل أجسامهم على بروتينات مضادة للتجمد تمكنهم من البقاء في درجات حرارة شديدة البرودة في المحيط الجنوبي، ونتيجة لذلك، يصبح الدم أقل ثخانة ولزوجة - مما يؤدي إلى زيادة إمداد الأعضاء بالأكسجين.