رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فن «المونولوج».. هل يعود؟

17-1-2022 | 12:15


فوزي إبراهيم,

فاجأنا الملحن الشهير حسن إش إش أحد أكبر ملحني الأغنية الشعبية في الثمانينيات والتسعينيات وحتى الآن بطرح مونولوج غنائي بصوته على موقع اليوتيوب وفي الفضائيات التي احتفت به تعطشا لهذا الفن الذي طالما أمتعنا به رواد كبار مثل إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو وعمر الجيزاوي وثريا حلمي وسعاد مكاوي، ومن بعدهم سيد الملاح وأحمد الحداد وأحمد غانم ونبيل فهمي، ثم فكري الجيزاوي وحمادة سلطان وحمادة المليجي وفيصل خورشيد وعادل الفار ومحمود عزب وغيرهم.

 ولأن حسن إش إش قادر دائما على الابتكار والتجديد فقد أضاف إيقاع المقسوم السريع إلي المونولوج الذي دائما ما كان في الماضي يعتمد علي إيقاع الرومبا والسامبا، فجاء مونولوج حسن إش إش الذي كتبه الشاعر والكاتب المسرحي محمد الصواف بعنوان "إزعاج" ملائما لإيقاع العصر.

والملحن حس إش إش الذي تعددت نجاحاته المدوية مع أغلب نجوم الأغنية الشعبية أمثال حسن الأسمر وحكيم وعبد الباسط حمودة وحمدي باتشان وغيرهم، وبرع في تلحين أغاني مسرحيات كبار نجوم المسرح أمثال سمير غانم وسيد زيان وأحمد آدم لسنوات طويلة، كان في بداياته كان قد بدأ بفن المونولوج في السبعينيات حيث كون مع شقيقة سيد إش إش" ثنائي إش إش" وكان لهم ألبوم شهير حقق رواجا كبيرا اسمه "فرح عزيزة" جاء في شكل صورة غنائية احتوت اسكتشات تمثيلية ومونولوجات لازالت تلقي الإعجاب وتحقق المشاهدات علي اليوتيوب حتي الآن لخفة ظل أفكارها ومفرداتها في انتقاد سلوكيات الأفراح الشعبية ونماذج مطربيها، من المطربة "رتيبة الطرشة" والمطرب -المخنث- "توتو المشهور بنواعم" ومطرب -بلطجي ونوباتشي ألدغ وأهتم- وكان هذا الألبوم جديرا بأن يلفت أنظار منتجي ومخرجي مسرح القطاع الخاص لخفة دم ابتكارات حسن إش إش في ألحانه وموسيقاه.

وعندما أراد منتجي الكاسيت استثمار موهبته أخذهم إلي مدرسته وابتكر مع الشاعر أمل الطائر شكلا مزج فيه بين المونولوج بما فيه من انتقاد للسلوكيات وبين الاسكتش التمثيلي والغناء وقدم أغنية" إيه يا راجل انت ده" التي غناها حمدي بتشان ومن بعدها دويتو غنائي تمثيلي" إيه الحكاية إيه" ثم "أنا واد خلاصة" لنفس المطرب ثم جاءت نجاحاته مع المطرب حكيم الذي كان هو نفسه ابتكار شارك في صناعته حميد الشاعري وحسن إش إش وأمل الطائر وكثيرين، وقدم له "إش إش" العديد من الأغاني أشهرها "شغل العيون بحلاوته و"البعد لا لا" و" أجري عليه وأبوسه" و"السلام عليكو" وغيرها.

 ثم جاءت تجربته مع حسن الأسمر في أغاني مثل" أنا آهو وانت آهو" و"آه يا سهر الليالي" وغيرها، ومنه إلى أغلب نجوم الأغنية الشعبية الذين تأثروا بمدرسته وروحه المميزة في التلحين، حتى أصبح أحد أقطاب فن الغناء الشعبي في مصر.

إلا أنه أمام الهجمة التتارية لأغاني المهرجانات شعر أن افتقاد الناس لروح الفكاهة ولمفردات النقد الساخر التي تذهب إليها هذه المهرجانات بدون وعي أحيانا ربما كان أحد أسباب رواجها، وأن الغناء التقليدي لن يستطيع وحده أن يتصدى لهذه الهجمة ولن يطرح البديل، وأن المونولوج هو الفن الذي يحتوي هذا وذاك بالإضافة لكونه فن يسمح بكسر المألوف في الشكل وفي المضمون، ومزج الغناء مع التمثيل مع الرقص وكذلك خلق مساحة لعودة الثنائيات والثلاثيات مثلما كان في" حمص وحلاوة" و"خضرة وبخاتي" ومثلما كان في ثلاثي أضواء المسرح، بعدما تبين المهرجانات مبنية علي الغناء الثنائي والثلاثي والرباعي أحيانا، وبالطبع لن تتوفر كل هذه السمات في الغناء التقليدي إلا إنها موجودة في فن المونولوج، فقرر أن يتصدى لهذا الإزعاج بمونولوج "إزعاج" الذي لن يكون الأخير، بل إنه قدم مشروعه لجمعية المؤلفين والملحنين لتبني كل من أراد تقديم فن المونولوج لتضعه ضمن خطتها لخوض تجربة الإنتاج الغنائي بكل أشكاله.