أزمات موقف المنيب لمدن وقرى الصعيد لا تتوقف، فتارة تكون الأزمة بسبب الشد والجذب بين أصحاب السيارات الأجرة وادارة الموقف، وتارة اخرى بين السائقين والركاب بسبب عدم توحيد أجرة السفر ،والمرة الثالثة تصبح الأزمة متراكمة وتدخل فيها شرطة النقل وادارة المرور وهو ما تسبب في حدوث توتر بين الطرفين ووصل الامر في كثير من الأحيان لتفريغ الموقف من الركاب.  

في بداية الجولة بموقف المنيب وجدنا أشرف محمد 39 عاما سائق من العياط ، يقف بالموقف صائحا "عياط" ليستقطب الركاب لتحميل عربته الفارغة ملتزماً بدوره ، وحدثناً قائلاً:" انا كل يوم باجي من العياط عشان احمل عربيتى من الموقف، بس بعاني كل يوم من مشكلة إدارة السرفيس التابعة للمحافظة، لأنهم طول الوقت بيسحبوا العربية مني وبيدفعوني 500 جنيه غرامة عشان رخصتي سياحية مش أجرة، وده خراب بيوت محدش يقدر يتحمله" لافتا إلى ان إدارة الموقف تقوم بسحب السيارات السياحية ووضعها فى الساحة حتى يتم دفع الغرامة المطلوبة لكون تلك السيارات غير مسموح بها داخل الموقف لعدم حصولها على رخصة السيارات الأجرة، مما يشكل عبئا ماديا عليّ طول الوقت.

أوضح اشرف انه تم وقف تحويل العربة السياحية الى اجرة منذ 20 عاما بقرار من مجلس الوزراء ، ما يضطره الى دفع الغرامة المطلوبة حتي يتم تسليم سيارته للعمل بها داخل الموقف، ويتكرر هذا الأمر بشكل يومي على حد وصفه.

ويتابع " موضوع الغرامة وعدم تحويل الرخصة بيخلى السواق على أعصابه وبيحاول يهرب بأي طريقة من إدارة الموقف عشان ميدفعش غرامة، وممكن يخليه يعمل حادثة لا قدر الله ويعرض أرواح الناس للخطر، ده غير ان الواحد بيدفع 400 جنيه ضرائب وتأمين كل شهر بعكس الأجرة بتدفع كل سنة مبلغ بسيط، وغير قسط العربية وغيره بالمختصر مفيش مكسب خالص وفي ناس بتتداين وبتتحبس عشان مبتعرفش تدفع الأقساط"، مشيراً الى ان حصيلته الشهرية تصل الى 2500 جنيه وهذا المبلغ لا يكفى لسد احتياجاته مما يزيد ديونه فهو مهدد بالحبس ان لم يلتزم بدفع أقساط سيارته.

وعلى بعد عدة امتار يقف مصطفى محمود  23 عاماً خريج كلية التجارة يعمل "سائق" لكسر حاجز البطالة الذي يطارد الشباب، والذي بادلنا الحديث قائلاً :" انا اتخرجت من كلية تجارة من سنيتن وبشتغل على عربية فى الموقف وباجي كل يوم من البلد على هنا، بس السرفيس مش راحمنا من الغرامات مش سايبنا ناكل عيش خالص، وكمان مفيش رجل على الموقف زى الاول ، لان فى موقف تاني غير قانوني على الشارع والمحافظة سيباه عشان بيستفيدوا منه بالرغم انه متاخد وضع يد"، موضحاً انه يتم التحصيل من السائق فى الموقف الرسمي رسوم 2 جنيه، بينما فى الموقف غير الشرعي بتاخد المحافظة 6 جنيه كارتة فى الدور الواحد.

ويضيف مصطفى" الموقف بقى فاضي من ساعة ما بقت العربيات بتقف بره الموقف بلطجة ومحدش بيمنعهم خالص، وده بيأثر علينا بشكل كبير ويقلل دخول الركاب الموقف"، لافتا الى انه حصيلته اليومية تصل الى 150 جنيها وعائده يصل الى 2800 جنيه ، وذلك لقيامه بتفويل السيارة بـ 70 جنيها فى الدور الواحد بالإضافة الى تغيير زيت للسيارة كل 4 ايام فى حدود 170 جنيها، علاوة على دفع اقساط السيارة الشهرية، مما يجعل هامش الربح معدوما بسبب زيادة المصروفات اكثر من الإيراد الشهري.

ويطالب محمود بإلغاء الموقف غير الشرعي لتأثيره بشكل كبير على الحركة بالموقف الرسمي ، حيث يقلل من توافد الركاب إليه مما يهدر حقهم في نيل حصة كافية من إقبال الركاب.

وداخل احدى العربات يجلس على رجب  50 عاماً للعودة الى منزله بإحدى القرى ببني سويف، وحدثنا قائلاً :" انا باجي كل يوم من بني سويف للجيزة عشان اروح الشغل، والأجرة زادت الضعف وبقت 12 جنيها بعد ما كانت 6جنيهات ، وانا راجل على قد حالي بشتغل باليوميه ونص فلوسي رايحه على المواصلات والسواق ملوش ذنب كل حاجة غليت فمن حقه يزود الأجرة"، موضحاً انه يضطر لأن يدفع بشكل يومي 24 جنيها ذهاباً واياباً، ليصل الى عمله ما يزيد العبء المادي عليه بشكل مبالغ فيه .