رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


جائزة الكتاب العربي: الجوائز الثقافية جسر لترسيخ الإبداع وتعزيز التواصل الحضاري

30-11-2025 | 11:34


تعبيرية

أ ش أ

شارك الوفد الإعلامي لجائزة الكتاب العربي برئاسة أ د حنان الفياض المستشارة الإعلامية للجائزة ومشاركة د امتنان الصمادي عضو اللجنة الإعلامية بإحدى فعاليات معرض الكويت الدُّوَليّ للكتاب في دورته الـ48 بعنوان "الجوائز الأدبية بين تكريم الإبداع وصناعة الحضور".
 

وقد شهد «المقهى الثقافي» في معرض الكويت للكتاب جلسة نقدية بعنوان «الجوائز الأدبية بين تكريم الإبداع وصناعة الحضور» شاركت فيها الأكاديميات أ د حنان الفياض أستاذة اللغة العربية بجامعة قطر والمستشارة الإعلامية لجائزة الكتاب العربي ود. امتنان الصمادي أستاذة الأدب العربي الحديث في الجامعة الأردنية والمنسقة الإعلامية لجائزة الكتاب العربي ود. دوش الدوسري أستاذة ال الأدب والنقد بجامعة الأميرة نورة سابقا، وسط حضور متفاعل من المهتمين بالشأن الثقافي. 
وأكدت د. امتنان الصمادي أن الجوائز الأدبية ليست مجرد عملية تكريم وتقدير لفرد، بل تمتد إلى إطار أوسع وأبعد من ذلك، إذ تتجاوز حدود الاحتفاء إلى التأثير الحقيقي في المشهد الثقافي. 
وأوضحت أن السؤال الأهم ليس فقط «من فاز بالجائزة؟» بل «ما أثره في الثقافة؟» مؤكدة أن الجوائز تمنح قوة مؤثرة تتمثل في خلق شهرة، وإضافة قيمة مالية، وتوفير حضور ترجمي، ما يجعل تأثيرها أعمق وأكبر مما يمكن رصده مباشرة،  وأضافت أن الجوائز تواجه تحديًا في الحفاظ على حضورها، لأن سقوطها يعني فقدان قيمتها، وهذا يبرز أهمية أن تكون الجوائز حية ونابضة. 
وأشارت إلى أن مجالس السلاطين تاريخيًا كانت تمنح الجوائز للشعراء لتشجيعهم، وأن الدولة التي تقدر المبدعين تقدم صكّ وجود لهم كأدباء. كما بينت أن بعض الجوائز أسهمت في نقل الإبداع العربي إلى العالمية عبر الترجمة، وأن التخصص الدقيق في الجوائز بين الشعر والرواية والقصة والنقد خلق حراكًا أدبيًا ينعش المشهد الثقافي.
من جانبها ، طرحت د. حنان الفياض سؤالًا جوهريًا في الجلسة: هل الجوائز تدعم المبدع فعلاً وتدفعه إلى مزيد من الإبداع، أم أنها قد تخمد جذوته وتقوده إلى التوقف عند لحظة التكريم؟ 
وأوضحت أن المبدع يعيش دائمًا حالة من القلق الإبداعي، وأن من خصائص المبدعين أنهم لا يرضون عن أعمالهم بسهولة، وتثار حولهم الشبهات عندما يفاخرون بعملهم دون تردد. وهنا يأتي دور الجوائز في نقل المبدع من القلق إلى الثقة الواعية، وفق معايير رصينة لا تخضع للخديعة أو المجاملة، وذلك عبر وضع العمل في مواجهة أصوله الفنية، فإذا اجتاز هذا الاختبار حصل المبدع على شرعية تؤهله للتأثير في مجتمعه. 
وأضافت أن الإشكالية التي تقول إن الجائزة قد تطفئ جذوة الإبداع واردة وصحيحة، لكنها مشكلة تخص المبدع نفسه وليست مشكلة في فكرة الجائزة.
وتساءلت الفياض أيضًا عمّا إذا كانت الجوائز تقوم فعلًا بدور حقيقي في دعم الإبداع، أم أن الأمر مجرد مجاملات، مشيرة إلى أن الإبداع لا يعيش في الفراغ بل يحتاج من يحتضنه، ويغتذي من إعجاب المتلقين وردود أفعالهم. 
وبيّنت أن الجوائز تساعد العمل الإبداعي على الظهور والانتشار وتمنحه جرأة الظهور أمام المتلقي بصورة موثوقة، وتعمل كجسر يقرّب المسافة بين المبدع وجمهوره، خاصة في زمن تنتشر فيه الرداءة ويتراجع فيه الذوق العام. وأضافت أن الجوائز ترفع مستوى الأعمال من خلال معايير جادة وفتح ساحة لتنافس شريف بين الأعمال الراقية.
وفي سياق متصل، ناقشت الفياض الشبهات التي تثار حول أن الجوائز مجرد مشاريع لملء الفراغ أو «بروباجندا»، مؤكدة أن هذا الأمر يُحسم بالنظر إلى مخرجات الجائزة نفسها، فالأعمال الفائزة هي التي تمنح الجائزة مشروعيتها، وعلى المبدعين أن يقفوا ضد أي جائزة تمنح لمن لا يستحق. 
وتطرقت كذلك إلى البعد الدبلوماسي للجوائز معتبرة أنها لم تعد مجرد تكريم، بل أصبحت مكوّنًا من مكونات القوة الناعمة للدول في تعريف العالم بإبداعها وخلق قنوات للحوار الثقافي. وأكدت أن الجوائز تُسهم في إعادة اكتشاف الآخر، وتعزيز الثقة بين الشعوب، وتفتح آفاقًا أوسع للتواصل الحضاري.
وأشارت الفياض إلى أن جائزة الكتاب العربي توفر منصة تحتفي بالأعمال المتميزة وتمنح المبدعين فرصًا أكبر للانتشار والتأثير.