أعرب رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلع مصر للتعاون مع مختلف هيئات الأمم المتحدة المعنية، في إطار استضافة مصر المرتقبة لمؤتمر الأطراف COP27، لافتًا إلى الأهمية القصوى التي توليها القيادة السياسية لنجاح هذا المؤتمر، وخروجه بالنتائج المرجوة، بما يعزز من الريادة المصرية في هذا الملف الحيوي، ويدعم الجهود الدولية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور مصطفي مدبولي، مساء أمس، الدكتورة "رولا دشتي" وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، والوفد المرافق لها، الذي ضم من القيادات التنفيذية للجنة كلا من المستشار كريم طه خليل، ومهريناز العوضى.
وأشاد مدبولي بالتعاون بين مصر و"الإسكوا"، وخاصة التعاون في إعداد "تقرير التمويل من أجل التنمية الوطني لمصر"، وهو الأول من نوعه على المستوى الوطني، والذي يهدف إلى دراسة حالة تمويل التنمية في الدول العربية لإيجاد آلية مستدامة للتمويل في المستقبل.
حضر المقابلة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، ونائب وزيرة التخطيط الدكتور أحمد كمالي، والسفير حازم خيرت، مستشار وزيرة التخطيط للتعاون الدولي.
من جانبها، أشارت الدكتورة "رولا دشتي" إلى أن زيارتها الحالية تأتي تأكيداً لدعمها لمصر في كافة المجالات ذات الصلة بعمل "الإسكوا"، مضيفة أن هناك تطوراً إيجابياً ملحوظاً على الساحة المصرية في مختلف النواحي، على الرغم من التحديات التي يشهدها العالم حالياً، بما يشجع على دعم جهود التنمية التي تبذلها الدولة المصرية على مختلف المستويات.
وفي هذا السياق، استعرضت "دشتي" مجالات عمل "الإسكوا" الحالية، وبعض المبادرات التي يمكن التعاون من خلالها، والتي تضمنت مشروع "مرصد الإنفاق الاجتماعي للدول العربية"، الذي يهدف إلي خلق أداة تدعم الحكومات في ترشيد مكونات الإنفاق لتحقيق أهداف مختلفة، بما في ذلك تقديم خدمات عامة جيدة، واستثمارات اجتماعية، تعزز التنمية الشاملة والاستقرار الاجتماعي، فضلاً عن زيادة النمو الاقتصادي والإيرادات، وتحقيق الاستدامة المالية.
وتطرقت إلى مبادرة "تطوير مرصد للوظائف في الدول العربية"، لمساعدة الدول على وضع سياسات تقلل من عدم تطابق المهارات مع احتياجات سوق العمل، وتزيد من قابلية التوظيف، فتقيس الطلب على المهارات وتسعى إلى مطابقته مع رأس المال البشري المتاح، فضلاً عن التكيف مع التغيرات المتوقعة في الوظائف والمهارات الناتجة عن التطورات التكنولوجية.
وفيما يتعلق بملف المناخ، هنأت "دشتي" مصر على استضافتها المرتقبة للدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP27" في نوفمبر المقبل، معربة عن تطلع "الإسكوا" بالتنسيق مع باقي هيئات الأمم المتحدة المعنية، لتقديم أوجه الدعم الممكن لمصر في هذا الشأن، بما في ذلك الدعم الفني والتقني، فضلاً عن التعاون معها من خلال مجموعة من المبادرات المناخية المقترحة التي سيتم عرضها علي الحكومة المصرية خلال الفترة المقبلة لمناقشة إمكانية تطبيقها وفقاً لما يتناسب ورؤيتها.
وفي السياق ذاته، استعرضت الدكتورة "رولا دشتي" عدداً من مبادرات "الإسكوا" ذات الصلة بالعمل المناخي، والتي تضمنت مبادرة "مقايضة الديون بالعمل المناخي" التي أطلقتها عام 2020 لتعزيز التمويل المناخي، موضحة أنها آلية لمقايضة الديون بتمويل العمل المناخي وأهداف التنمية المستدامة، من خلال إقامة شراكات لإعادة توجيه سداد الديون نحو مشروعات التكيف المناخي وفقًا لخطط التنمية الوطنية، والمساهمات المحددة وطنيًا في الدول العربية الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
من جانبه، رحب رئيس الوزراء بالمبادرات المطروحة، داعياً إلى سرعة مناقشتها على المستوى الفني لبحث آليات تطبيقها في مصر، والاستفادة من التجارب الناجحة للدول الأخرى في هذا الصدد.