أطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ست مدارس دولية للتكنولوجيا التطبيقية، انطلاقًا من حرص الدولة المصرية على تطوير التعليم الفني المهني والتوسع فيه، وفقًا لمعايير الجودة العالمية بما يلائم احتياجات سوق العمل، واستكمالًا لأوجه التعاون المثمر والمستمر مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ممثلة في مشروع قوى عاملة مصر.
شهدت الاحتفالية اليوم الخميس، إطلاق وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور طارق شوقي، ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، ووزير قطاع الأعمال العام الدكتور هشام توفيق، وسفير الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة جوناثان كوهين، ونائب رئيس مجموعة التدريب والتعاون (MTC) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية جريجوري نيبل.
وأعرب الدكتور طارق شوقي - في كلمته التي ألقاها خلال الاحتفالية -، عن سعادته بهذا الحدث بالغ الأهمية، مشيرًا إلى أن إطلاق هذه المدارس الدولية للتكنولوجيا التطبيقية يحدث لأول مرة، في إطار استراتيجية تطوير التعليم الفني، القائمة على خمسة محاور رئيسية، وهي: «تحسين الجودة، من خلال إنشاء هيئة مستقلة لضمان الجودة والاعتماد في مجالات التعليم الفني «إتقان»، وتبني مناهج دراسية قائمة على منهجية الجدارات، وتحسين مهارات المعلمين، من خلال إنشاء أكاديمية لتدريب معلمية، ومشاركة أصحاب الأعمال في تطويره، وتغيير الصورة النمطية عنه، وأن هذه الاستراتيجية تعتمد على الشراكة الناجحة والفعالة بين الوزارة والقطاع الخاص، وقطاع الأعمال العام.
وأكد شوقي أن جوهر نجاح تجربة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، يتمثل في كونها منظومة تعليمية متكاملة، وقادرة على تطوير التعليم الفني بمصر، بحيث يواكب أفضل النظم التعليمية بالعالم، موضحًا أنه نظرًا لنجاح التجربة، وزيادة إقبال الطلاب على الالتحاق بهذه النوعية من المدارس؛ قامت الوزارة - في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي - بالتوسع في إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية في مختلف القطاعات الاقتصادية، في المحافظات المختلفة، وبمشاركة فاعلة من مؤسسات المجتمع المدني، ليصل عددها إلى 34 مدرسة.
وفى ختام كلمته، توجه الدكتور طارق شوقى بالشكر لكل الشركاء لحرصهم على تعظيم أوجه التعاون مع الوزارة، ودعمهم المتواصل لمنظومة التعليم الفني.
ومن جانبها، قدمت الدكتورة هالة السعيد الشكر للدكتور طارق شوقي على هذا المشروع والجهد المبذول في تطوير منظومة التعليم الفني، مشيرةً إلى أن تطوير التعليم من أهم قضايا الاقتصاد المصري ضمن رؤية مصر 2030، وبرنامج عمل الحكومة التنفيذي.
وأوضحت أن هناك احتياجًا لسد الفجوة بين العرض والطلب ووجود مخرجات تتفق مع متطلبات سوق العمل المتطور وأولوياته بعد الجائحة، ووجود مشاريع ومشاركة مع القطاع الخاص المشغل الأساسي للقوى العاملة، مشيرةً إلى أن تطوير التعليم الفني ضرورة ملحة لما فرضه سوق العمل الديناميكي، إلى أملها في مضاعفة أعداد هذه المدارس عشرات المرات ضمن خطة الإصلاح الهيكلي.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور هشام توفيق، الاحتياج لمئات من مؤسسات التعليم الفني التي تعمل على توفير عمالة مدربة ووظائف على مستوى الإدارة بمختلف مستوياتها، مشيرًا إلى أهمية دور اتحادات الصناعة ومنظمات العمل الأهلية كونها معنية بالتدريب الحرفي، وتعيين المعلمين، ومتابعة التوظيف ضمن منظومة الإدارة الذاتية للمهن؛ وذلك بإشراف وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
وبدوره، أشار سفير الولايات المتحدة بالقاهرة جوناثان كوهين، إلى الاستثمارات الأمريكية في منظومة التعليم في مصر، وتقديم كافة أوجه الدعم للحكومة المصرية لتنفيذ خطتها الاستراتيجية 2030، موضحًا أن مشروع قوى عاملة مصر الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يعمل على إعداد 100 ألف طالب لسوق العمل، والوظائف التي تتطلب المهارات المتخصصة مع القطاع الخاص، من أجل اقتصاد متنامي قادر على المنافسة عالميًا، ودعم سبل تطوير القوى العاملة لتلبية الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل المتنامي، ودفع عجلة النمو الاقتصادي لصالح كل المصريين.
ومن جانبه، أكد الدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني مدير وحدة تشغيل وإدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، أنه من المقرر أن يتم فتح باب التسجيل للطلاب من حملة الشهادة الإعدادية في العام الدراسي 2021-2022، الراغبين في الالتحاق بالمدارس الدولية للتكنولوجيا التطبيقية خلال شهر يوليو من العام الجاري، وذلك تمهيدًا لبدء الدراسة بخمس مدارس منها في سبتمبر 2022 بداية العام الدراسي القادم 2022-2023، مشيرًا إلى أن معايير القبول بهذه المدارس تعتمد على مجموع الطالب/ الطالبة في الشهادة الإعدادية، إلى جانب اجتياز اختبارات القبول للالتحاق بالمدرسة تحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص، وإتاحة التعليم الفني بجودة عالية للجميع دون تمييز.
ومن جهته، أكد نائب مدير مشروع قوى عاملة مصر محمد فوزي، تميز هذه المدارس بكونها مدارس ذكية ورقمية تواكب أحدث المستجدات التكنولوجية، بالإضافة إلى كونها مدارس خضراء صديقة للبيئة، وتلتزم بتطبيق معايير التنمية المستدامة، فضلًا عن تميزها بتوفير فرص تدريب عملي للطلاب داخل وخارج المدرسة بمواقع الإنتاج الحقيقية، بما يسهم في صقل خبراتهم، وإكسابهم المهارات الملائمة لاحتياجات سوق العمل.
وتضمنت الاحتفالية مراسم توقيع ست مذكرات تفاهم؛ وذلك لإنشاء ست مدارس دولية للتكنولوجيا التطبيقية وهي: مدرسة فريش الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية في تخصصات تصنيع وصيانة الاسطمبات والطباعة ثلاثية الأبعاد، ومدرسة أحمد ضيف الله الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بمحافظة أسيوط في تخصصات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية، ومدرسة فتح الله الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بمحافظة الإسكندرية في تخصصات التجارة الحديثة، ومدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بمحافظة المنيا في تخصصات تسويق الخدمات المالية، ومدرسة السويدي الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة في تخصصات البرمجيات، ومدرسة أفرو إيجبت الدولية للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية في تخصص تكنولوجيات تصنيع الأثاث.
حضر الاحتفالية السيد جريجوري نيبلت نائب رئيس مجموعة التدريب والتعاون (MTC) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون التعليم الفني، والدكتور رضا حجازي نائب الوزير لشؤون المعلمين، والدكتور أحمد ضاهر نائب الوزير للتطوير التكنولوجي، والدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة تشغيل وإدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، والدكتورة شيرين حمدي مستشار الوزير للتطوير الإداري والمشرف على الإدارة المركزية لشؤون مكتب الوزير، وجوزيف غانم مدير مشروع قوى عاملة مصر، ومحمد فوزي نائب مدير المشروع، وعدد من قيادات وزارة التربية والتعليم، وممثلي شركات القطاع الخاص.