رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


التحديات التي تواجه مصر!

22-1-2022 | 12:22


إسلام كمال,

لا دائرة من دوائر الأمن القومى المصري القريبة والبعيدة، في حال هادئ، منذ سنوات.. كلها تتعرض لتحدي حقيقي، وكل الجهات المصرية المختصة في حالة مواجهة حثيثة لكل هذه التهديدات بالطبع، بشكل تقليدى وغير تقليدى.

فبخلاف التحديات الداخلية، التى تفاقمت مع استمرار ضربات كورونا، هناك العديد من التحديات التى تتفاقم هى الأخرى، في دوائر الأمن القومى المصري، في كل الجهات القريبة والبعيدة تقريبا، والأمر لا يتوقف عند مشهد الانتقادات الحقوقية لمصر الذي يركز عليه البعض فقط، بل يمتد إلى المشهد السودانى والمشهد الليبي والمشهد الغزاوي والمشهد الإسرائيلي والمشهد الغازى المتوسطى والمشهد الإثيوبي وحتى المشهد اللبنانى والمشهد السورى والمشهد الخليجى والمشهد الجزائرى المغربي وتحدي بدائل قناة السويس، ما هى إلا نماذج واضحة للجميع، متخصصين وغير متخصصين بتحدياتها المعقدة للغاية القديمة والجديدة، والتى تحاول الدولة المصرية مواجهتها بصور وأدوات منوعة، لكن الأمر يتطلب أيضا تدخل مراكز الدراسات الاستراتيجية المحترفة لوضع سيناريوهات مختلفة بين إيجابية وسلبية لمحصلة هذه التحديات وأساليب مواجهتها المختلفة.

فالأمر في بعض المشاهد ملبد بالغيوم الكئيبة، ويتطلب مواقف معلنة منها زيارات واضحة للجميع بمواقف حقيقية مرضية لكل الأطراف، ومنها على سبيل المثال المشهد السودانى، الذي يزيد تعقدا مع الوقت، حتى بدأت تظهر فيه مصطلحات خطيرة من نوعية "تسليح الثورة" و"جيش تحرير السودان"، على شاكلة كل موجات ما يسمى بالربيع العربي، بما في ذلك من خطر كبير على الأمن القومى المصري، مع الوضع في الاعتبار أنه هناك حوالى أربعة زيارات معلنة من الإسرائيليين بما فيهم وفود من الموساد، التقوا مع القيادات العسكرية السودانية، وكان لهم دور مؤثر في المشهد السودانى بمباركة أمريكية.

وقبل أن نخرج من هذا السياق، يجب أيضا أن نرصد الزيارات المتلاحقة لقيادات ليبية لتل أبيب على خلفية أزمة تأجيل الانتخابات الليبية بكل تعقيداتها الداخلية والإقليمية والدولية.. وتطورات المشهد السودانى والمشهد الليبي، ليست بعيدة بالمرة بشكل أو أخر عن تطورات المشهد الإثيوبي، الذي برزت فيه تطورات مفاجئة متلاحقة بدعم قوى إقليمية ودولية لصالح أبي أحمد، أدت إلى عودة ملف سد النهضة بتحدياته المصيرية، مما يؤكد إن هناك من يريد مصر تحت الضغط المنوع دائما، ويجب أن نواجه هذا بحسم.. مع وصولنا لسياقات مصيرية خطيرة.

ندرك أن الجهات المختصة متيقظة لذلك، تمام الإدراك، ودورنا الدعم المتواصل بالطبع، خاصة في ظل هذه التحديات الوجودية غير التقليدية بالمرة، والصادم إنها تتجمع مع بعضها البعض في توقيتات تكاد تكون متزامنة، مما يصعب معها أية مواجهة.

فالعالم ليس بعيدا عن حرب إقليمية في الشرق الأوسط بسبب إيران ووكلائها وإسرائيل ووكلائها، وأيضا بسبب التناحر الروسي الأمريكى في أوكرانيا، أو حتى التناحر الصينى الأمريكى في تايوان، وكان هذا واضحا في ظل المناورات العسكرية الساخنة التى لا تتوقف بين دول المعسكرين، في عز موجات الصقيع التى تضرب العالم.

 بالتأكيد الدولة المصرية يقظة لهذه التحديات القريبة والبعيدة، ولها بالمرصاد، ونحن في ظهرها بالتبصير واقتراح أساليب غير تقليدية للحلول، فكما دعوت سابقا لتواصلات غير تقليدية مع إيران وإسرائيل وسوريا، استعدادا للتطورات المتلاحقة، وهناك تقدم كبير في هذا الإطار، أدعو للانفتاح العلنى على المشاهد المتفجرة حولنا مثل السودان ولبنان والإمارات وحتى البعيدة مثل كازاخستان وأذربيجان، وطبعا المشهد الخليجى بعد ضربات الحوثيين للإمارات، فكان مهما الدعم المصري للصينيين في ملف الأولمبياد الشتوي، التي تطاردهم فيه واشنطن بالمقاطعة الدبلوماسية، خاصة إن بكين لها مواقف مقلقة ضدنا في أفريقيا، وبالذات في ملف السد الإثيوبي، حيث تدعم أبي أحمد بقوة، وبالتالي يجب أن نتعامل معهم بمنتهى البرجماتية خاصة أنهم وجيرانهم نقاط ثابتة في المسارات البرية البديلة لتنقل البضائع، التى تهدد قناة السويس بشكل أو بأخر.

الأمر في غاية التعقيد في الدوائر القريبة والبعيدة، ونحن مستمرون في تعقبه.