لحظة صدق.. الحارس
الدكتور زاهي حواس واحد من أهم علماء الآثار في مصر والعالم ربطتني به صداقة وعمل منذ أن كان يعمل في منطقة أهرامات الجيزة وحتى اليوم، ومن يومها وأنا أتابع أعماله وأعرف مواقفه وكيف أن هدفه الأساسي هو الحفاظ على الآثار والكشف عن الجديد من أسرارها التي خبأها الزمن وتشريف مصر في المستويات العالمية والداخلية، واستحداث الجديد من أجهزة الاستشعار، والتنقيب وهو أول من جعل البعثات المصرية تنقب عن الآثار وتستخرج كنوز مصر من باطن الأرض.
كتبت عنه منذ أن قابلته في منطقة الأهرامات كعالم كبير وصديق وشخصية جادة تعمل بإخلاص ويبذل كل مجهود في سبيل علم أحبه وعشقه من كل قلبه، تاريخ طويل يذكره دكتور زاهي في كتابه المشوق، تعاملت معه في حملات لحماية الآثار وحماية التراث الإنساني العالمي مثل حماية البر الغربي من التعديات، حتى صدر قرار جمهوري باعتباره محمية للتراث الإنساني، حتى عندما حصلت على جائزة من اليونسكو من مسابقة اشتركت فيها ١٩٦ دولة حول العالم عن حماية التراث العالمي وفزت بالجائزة بفضل د. زاهي حواس الذي شرح لي الكثير وطبعا الوزير الأسبق اللامع الفنان فاروق حسني، سنين طويلة من التعامل جعلتني أقول هو من أحسن الناس وأخلصها وأكثرها صدقا وحبا لمصر.
كتاب "الحارس" الذي أصدره د. زاهي حديثا، يتحدث عن رحلة عالم كبير عشق مصر وآثارها ويحكي من واقع خبرته قصصا عاشها وعاصرها تمتلئ تشويقا وتجذب القارئ ليغوص في أعماقها.. كتب عن الآثار وعن أجانب تركوا بلادهم وفضلوا الاستمرار في مصر منجذبين إلى سحرها وسحر تاريخها.
الكتاب يحتوي 16 فصلاً يحكي فيها د. حواس سيرته الذاتية، من مرحلة الطفولة حتى آخر جائزة حصل عليها، الغريب أنه لم يذكرني في الكتاب وهذا ليس عتابا ولكنه اندهاشا.
الكتاب يفرد مساحات كبيرة مستعرضا أهم الاكتشافات التي تمت في منطقة الأهرام سواء اكتشفها بنفسه أو اكتشفها آخرون.
كما يتحدث عن المعارك والقضايا التي خاضها عبر سنوات طويلة والصعاب التي واجهها، وكيف تغلب عليها.. قصة حياة شخصية غنية وطموحة حققت ما لم يحققه الكثيرون.. عشق تاريخ بلده التي كشف عن أسرارها وأصالتها وعمقها التاريخي.
سعيدة جدا أن هذا الكتاب يؤرخ حياته ومشواره المهني الطويل والمشرف بأسلوب جميل سلس مثير يجعلك لا تترك الكتاب حتى تنتهي منه.. السبت القادم حفل توقيع الكتاب في أحد الفنادق الكبرى.. تحية للدكتور زاهي حواس.