«الأدغال الملتوية».. في داخل حديقة خاصة تقع بالقرب من هافورد في مقاطعة ساسكاتشوان الكندية، يعتبر هذا المكان هو الوحيد المعروف في العالم لشجرة الحور الرجراج الملتوية، ولوحظ المظهر الغريب للأشجار لأول مرة في الأربعينيات من القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين، جذب آلاف السياح إلى هذا المكان.

وحسب تقرير نشره موقع «أوديتي سنترال» الأمريكي، أدى ظهور الإنترنت إلى جعل «كروكيد بوش» أو شجر «الحور الرجراج» أكثر شهرة، وهناك الآن ممر خشبي يمكن للزوار استخدامه لتجنب الخطو على الأشجار الصغيرة.

 وقد ألهم المظهر الشائك لكروكيد بوش، العديد من القصص والأساطير المحلية على مر السنين، حيث ادعى المالك السابق للأرض التي تقع عليها، أن أبقاره لن تقترب منها، وربط السكان المحليون الآخرون نمط نموها غير المعتاد بالنشاط الأجنبي، حتى أن البعض ذكر الأرانب العملاقة التي عاشت ذات يوم بين الأشجار وتلتهم نسجها  أن ينمووا هكذا، كما قال ريك سيموندز، صاحب الأرض التي ينمو عليها كروكيد بوش: «هناك نكتة تدور حول محام دُفن هنا، لذا فقد تحولت إلى أشجار ملتوية».

على الرغم من أن كروكيد بوش هي ملكية خاصة من الناحية الفنية، إلا أن سيموندس يسمح للزوار بدخول أرضه، على الرغم من أن أعدادهم قد ازدادت بشكل ملحوظ مؤخرًا.

وقال المزارع: «في كثير من الأحيان عندما نعمل على الأرض هنا، سترى خمس أو ست مركبات هنا، وأحيانًا حافلات كبيرة من كبار السن»، مضيفًا أن بعض الأشخاص يأتون من أماكن بعيدة مثل أستراليا فقط لمشاهدة النباتات الغريبة.

فلماذا ينمو كروكيد بوش بالطريقة التي ينمو بها؟.. النظريات المذكورة أعلاه تصنع قصصًا جميلة، لكن يجب أن يكون هناك تفسيرًا علميًا لها، أليس كذلك؟، حسنًا، في هذه الحالة على الأقل الإجابة هي نعم، وهي تتعلق بخصوصية أشجار الحور الرجراج.

غالبًا ما تكون بساتين أشجار أسبن استنساخًا وراثيًا لعينة واحدة فقط، متصلة من خلال نظام جذر تحت الأرض، ولا يختلف الشجر الملتوي فقط في هذه الحالة بالذات، عانت عينة شجرة الحور الرجراج الأصلية من طفرة جينية تسببت في نموها للأسفل والجوانب بدلاً من الارتفاع، ونظرًا لأن باقي أشجار الحور الرجراج هي في الأساس مستنسخات من نفس الشجرة، فجميعها لها نفس الشفرة الوراثية، لذا فهي تنمو بنفس الطريقة.

وأوضح ريك ساواتسكي، فني بستنة في جامعة ساسكاتشوان، أن الجين الذي يتحكم في هذه الخاصية يجعل الشجرة  تنمو إلى أسفل بدلاً من أن تنمو إلى أعلى، إنه جزء من النبات وجزء من الجينوم.

وأضاف «ساواتسكي»: «ما يجب على المرء أن يفهمه هو أنه جين قاتل تقريبًا، لأنه إذا كان في منافسة من حور أخرى، فإن الحور الآخر يحصل على كل ضوء الشمس، وهذا الشيء الصغير المسكين لا يمكن أن يكبر - أو يكبر بشكل سيء للغاية، يتم تظليله، السبب الوحيد لبقاء بوش المعوج في ساسكاتشوان لفترة طويلة هو أنه لم يضطر أبدًا إلى التنافس على ضوء الشمس مع الأشجار المجاورة الأخرى».