رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قدمها الشيخ علي جمعة ومصطفى الفقي.. «الموسوعة الأوفى لمزارات وآثار مصر»

22-1-2022 | 20:18


الموسوعة الأوفى لمزارات وآثار مصر الإسلامية والعربية

محمد الحمامصي

تعد هذه الموسوعة "المزارات الإسلامية والآثار العربية في مصر والقاهرة المعزية"، للعالم الجليل حسن قاسم، والتي أصدرتها مكتبة الإسكندرية بتقديم الشيخ علي جمعة ودكتور مصطفى الفقي مدير المكتبة، اللجنة العلمية ممثلة في دكتور خالد عزب ودكتور محمد الجمل، واحدة من أوفى الموسوعات التي تشكل مصدرًا لتاريخ مساجد القاهرة والقطر المصري، ومزاراتها ومشاهدها، وخططها القديمة والحديثة، وجاءت في ثمانية أجزاء، انطلقت من الآثار الإسلامية المبكرة كجامعي عمرو بن العاص وأحمد بن طولون، وختمت بالمساجد النسوية الحديثة، والمساجد الحديثة والمستجدة التي أقامتها وزارة الأوقاف المصرية، خلال القرن العشرين، وكان جزءها الأخير خاصًا بالفهارس والخرائط والمراجع.

عرّف الشيخ على جمعة بالمؤلف وقصة حصوله على الموسوعة والدفع إلى إلى النشر ضمن إصدارات مكتبة الإسكندرية، بقوله "مؤلف هذا الكتاب هو الشريف السيد حسن قاسم، المغربي الأصل المصري النشأة، حاصل على إجازة تدريس "دكتوراه" في العلوم العربية من جامعة الزيتونة بتونس، وعمل في بداية مشواره العلمي بجريدة الإسلام 1932م، ثم محررا بقسم التاريخ بمجلة هدي الإسلام، ثم رئيسا لتحريرها 1934م، وقدم من خلالها ما يزيد عن مائة وأربعين مقالا تتناول معالم ومزارات القاهرة الإسلامية، وأصدر الطبعة الأولى من كتابه هذا في عدة أجزاء  انتهت بعام 1945م في نسخ محدودة نتيجة عدم توافر الورق اللازم للطباعة لظروف الحرب العالمية الثانية.

وأضاف "ولما كان الكتاب أوفى مصدر لتاريخ مساجد القطر المصري، لذلك رأى حسن قاسم حاجة ذلك الإصدار إلى إعادة تأليف نسخة جديدة، زاد فيها وأضاف العديد من المزارات والآثار، وكذا صحح العديد من الأخطاء، ورجح كثيرا من الآراء حول تراجم الشخصيات ونسبة بعض الآثاء خطأ إليهم، بالإضافة إلى تحديده لمواقع دقيقة لكثير من الآثار المندسة التي ذكرها الرحالة والمؤرخون وكذلك الآثار التي أغفلوها، وذلك في عام 1964 حيث أصاف اثنتي عشرة ملزمة جديدة لمؤلفه القديم، إلا أن المنية قد عاجلته، فلم يكتب لهذا الكتاب الموسوعي أن ينشر، وظل محفوظا بخط يد المؤلف في مكتبة الأسرة حتى استطعت الحصول على هذه النسخ القيمة، بعد أن ظل دارسو حضارة الآثار الإسلامية يبحثون عنها طويلا، لما تتضمنه من معلومات قيمة اختبأت بين طيات هذه المجلدات القيمة بخط العلامة حسن قاسم".

وأشار الشيخ علي جمعه كاشفا عن تفاصيل الكتاب الموسوعي "لقد أعاد حسن قاسم تقسيم الإصدار الجديد من كتاب المزارات الإسلامية والآثار العربية إلى سبعة أجزاء؛ تناول في الجزء الأول مقدمة عن تاريخ الفن والعمارة الإسلامية، تطرق فيها بالشرح والوصف لأهم عناصر العمارة الإسلامية من مآذن وقباب ومحاريب يليه الجزء الثاني الذي تناول الآثار الإسلامية المبكرة مثل جامع عمرو بن العاص أقدم جامع عمرو بن العاص أقدم مساجد مصر الإسلامية وجامع أحمد بن طولون درة العمارة الإسلامية، وكذلك المساجد الفاطمية في القاهرة والصعيد والإسكندرية وسيناء، وقسمها بترتيب زمني وفقا لتولي الخلفاء والوزراء العظام، أمثال المستنصر وبدر الجمالي وابنه الأفضل، ثم أدمج معها دراسة عن المقياس والقلعة الصلاحية، والقصور والفنادق والرباع والسقايات "الأسبلة" والحمامات والمدارس ودور العلم.

وتابع "تناول في الجزء الثالث نشأة المدارس العلمية بالقاهرة ودور العلم بها، وقد أتبعناها بالمزارات والآثار المنتمية للقرنين السابع والثامن الهجريين، بداية بآثار الدولة الأيوبية والمملوكية البحرية حتى بداية دولة المماليك والجراكسة. واشتمل الجزء الرابع على مزارات القرنين التاسع والعاشر الهجريين، وما استجد من مساجد وجوامع خلال عصر دولة المماليك الجراكسة، وأتبعناها بملحق عن آثار ومزارات قرافة المماليك بجنوب شرق القاهرة. في حين خصص الجزء الخامس لعرض مزارات الفترة العثمانية، بداية من النصف الثاني للقرن العاشر الهجري حتى نهاية القرن الثاني عشر الهجري، وأتبع بملحق عن مزارات العظماء والصالحين بمدينة القاهرة. أما الجزء السادس فعرض ففيه عرض شامل لمساجد قديمة ومندثرة بخطط القاهرة القديمة والفسطاط، مع ملحق للمذكرات التاريخية لبعض الآثار المندثرة. في حين جاء الجزء السابع مشتملا على المساجد النسوية الحديثة والمساجد الحديثة والمستجدة التي أقامتها وزارة الأوقاف المصرية خلال القرن العشرين، ومشاهد الأشراف المسجلة بأسوان والقاهرة، ومشاهد الأشراف غير المسجلة وتضمن الجزء الثامن الفهارس والخرائط والمراجع".

ورأى د.مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية أن هذه الموسوعة تعبر عن مراحل التاريخ الوطني من الفتح الإسلامي إلى عصور الطولونيين والإخشيديين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين، وصولا إلى عصر أسرة محمد علي وحتى أواخر الستينيات من القرن الماضي، ويتضح ذلك في التسلسل التاريخي لبناء مساجد القاهرة، وهذا التناول في دراسة أثرية وعمرانية وتاريخية للمساجد والمدارس والمشاهد والزوايا والأضرحة، وما تحتويه من عناصر معمارية، كالقباب والمآذن والعقود وعناصر زخرفية ونقوش كتابية بروائع الخط العربي، مع دراسات تفصيلية للتطور العمراني للمواقع التاريخية والأحياء والشوارع والأسواق وغيرها، منذ الفتح الإسلامي وعبر العصور التاريخية المختلفة. وقد حرص المؤلف على ربط طبوغرافية مدينة القاهرة وتطورها العمراني بالمنشآت المعمارية من مساجد ووكالات وقصور ومنازل، وغيرها من آثار القاهرة الإسلامية.

وأكد أن الموسوعة بأجرائها المتعددة إضافة علمية قيمة تضاف إلى جهود مكتبة الإسكندرية في نشر التراث التاريخي والفني والمعماري في مجال الحضارة الإسلامية، وذلك للحفاظ على القيمة الحضارية، وتوثيق لها حتى لا تتعرض للهدم والإهمال وسوء الاستخدام، وليتم الحفاظ عليها وحمايتها وإعادة توظيفها لكونها تشكل مكونا رئيسيا من ذاكرة وحضارة وظننا الغالي، الذي يجب علينا جميعا أن نتعاون للحفاظ على تراثه والنهوض به".

وأشار العلامة حسن قاسم في تقديمه لموسوعته إلى أن الموسوعة "ثمرة بحث ومشاهدات واكتشاف وتحقيق دام حوالي أربعة عشر ربيعا قضيناها بين أعمال قريحة، واستنزاف فكر، وهصر دماغ، وتمضية حياة زاهرة، نحتسب به رضاء الله تعالى، ورتق قتق تصدع وسد ثلمة دامت أزمانا متشعبة. ويدور بحثي في هذا المجموع على أقسام عدة مجموعة كلها في جزأين كبيرين، أحدهما خاص بالمزارات والمشاهد والأماكن المقصودة بالزيارة الموسومة بعلامات التقديس والبركة، أصل ماضيها بحاضرها، وأذكرها على سبيل التحقيق الدقيق للاهتداء إليها على هدى وبصيرة، مبتدئا من القسم الجنوبي لمدينة القاهرة متبعا بقيميها الشرقي والبحري. والجزء الخاص بالآثار الإسلامية تناولت فيه مجموعة الآثار العربية من سنة 21 من الهجرة / 641م إلى عصر الدولة العلوية، وأتبعتها بذكر المساجد والجوامع التي أنشئت وأوجدت في العصر الأخير من عهد الخديوي عباس الأول، إلى عهد جلالة الملك فاروق".