رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


سعر القطعة فيها وصل لـ٥٠ ألف جنيه «الحرانية» إبداع السجاد

30-6-2017 | 15:11


تقرير: سلوى عبد الرحمن

عدسة: ناجى فرح

قرية «الحرانية» فى محافظة الجيزة هى مصنع السجاد، وكل بيت فى القرية به فنان صغير، تعلم داخل مدرسة «ويصا واصف» للفنون، لتخرج هذه القرية العديد من الصناع المهرة الذين يعملون بخيالهم دون رسم أو تصميم، حتى وصلت القرية لشهرة عالمية، لدرجة أن أسعار السجادة الواحدة قد تصل إلى ٥٠ ألف جنيه.

سميحة واصف (٧٥ عاماً) والتى تتلمذت على يد «ويصا واصف» بدأت فن صناعة السجاد من سن العاشرة وتقول تعلمت المهنة منذ نعومة أظافرى ورثتها لأبنائي، فكانت مدرسة «ويصا واصف» هى البداية.

«سميحة» سلمت المهنة لابنتها «أم بلال» ٥٥ عاماً، التى تمتلك قاموسا كبيرا من فنون الصنعة، حتى صارت تمتلك أنوالا من الخشب داخل غرفة خاصة بمنزلها الصغير، ولا يمر يوم دون الدخول إلى تلك الغرفة وحفر ما لديها من موهبة على خيوط طولية (السدى) وأخرى عرضية (اللحة) تنسج فى النهاية لوحة فنية تلفت الأنظار.

«أم بلال» تؤكد أن روح الفن التى طغت على كل ركن من أركان القرية والموهبة التى نمت فى نفوس الصغار والكبار إلى الفنان رمسيس ويصا واصف، الذى نقل إلى القرية فنه وغرس بداخل الصغار الطموح لتنمية الموهبة وتطويرها، فمنح الصغار أنوالا صغيرة وعددا قليلا من الخيوط، وبمرور الوقت نمت الحاسة الإبداعية، وكبر معها مقياس العمل ليصل الصغير بخبرته إلى الأنوال الكبيرة ليشارك فى عمل أكبر ولوحة أكبر قد تستغرق من عمره عاما كاملا من الجهد والعناء، وكانت مكافأته لهم دائما هو السفر لجميع دول العالم الأوربية كفرنسا، التى سافرت إليها سميحة وألمانيا التى سافرت إليها أم بلال لعرض فنهما الجميل.

«المصور» التقت مع عدد من الفتيات داخل المدرسة فى القرية؛ حيث كن يقمن بنسج السجاد على الأنوال الخشبية. وقال المهندس ألفونس غطاس مدير مركز «ويصا واصف» للفنون إن فكرة «ويصا واصف» بدأت عام ١٩٥٢ وساعدته فى الفكرة زوجته صوفى حبيب جورجي.. وكانت الفكرة قائمة على تشغيل عقلية الطفل الصغير وتنمية فكره، وكيف يستطيع إبداع لوحة فنية من خياله دون أى توجيهات من الكبار.

مضيفاً: بدأ هذا الفن بثلاثة أطفال عام ١٩٤٢ فى القاهرة القديمة، وعندما نجحت الفكرة أراد أن يطبقها فى «الحرانية»؛ لأنها لم تكن بها حرف يدوية، فبدأ مع الجيل الأول المكون من ١٥ طفلا وطفلة من داخل القرية، واختار النسيج كوسيلة لتنفيذ هذا الإبداع؛ لأنه تكنيك معقد يحتاج لوقت طويل لتعلمه، وبدأ الأطفال فى تعلم الحرفة رويدا رويدا عن طريق تنفيذ أفكارهم مباشرة على الأنوال دون رسوم على أوراق أو ماكيتات، فخيال الطفل وحده هو الصانع للوحة، إلى جانب الاعتماد على الخامات الطبيعية مثل القطن والكتان فى صناعة النسيج، وأيضا الألوان والصبغات.

مشيراً إلى تعدد المدارس الآن لتعليم الحرفة والتى انتشرت انتشاراً واسعاً لدرجة أنها أصبحت مهنة أساسية ومصدر رزق للجميع، لافتاً إلى أن أسعار السجاد تبدأ من ١٠٠٠ جنيه حتى ٥٠ ألف جنيه للسجادة أو التابلوه.