بعد تزايد إصابات كورونا.. أطباء يوضحون الأسباب والإجراءات اللازمة
شهدت أعداد إصابات كورونا في مصر تزايدا كبيرا خلال الأيام الماضية حيث تم تسجيل 1603 حالات جديدة أمس، وهو ما أرجعه أطباء لعدة عوامل من بينها زيادة الإصابات على مستوى العالم بسبب متحور أوميكرون الجديد، مشددين على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والعزل المنزلي في حالة الشعور بأي أعراض لنزلات البرد والإنفلونزا.
وحتى أمس بلغ إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد هو 410098 من ضمنهم 343971 حالة تم شفاؤها، و 22368 حالة وفاة.
أسباب ارتفاع إصابات كورونا في مصر
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمود عبد المجيد، مدير مستشفى صدر العباسية سابقا، إن الزيادة التي شهدتها مصر في أعداد الإصابات بكورونا خلال الأيام الماضية كانت متوقعة في ظل عدة عوامل من بينها ارتفاع أعداد الإصابات في العالم أجمع وكذلك انتشار متحور أوميكرون الجديد الذي يتسم بسرعته الكبيرة في الانتشار بين الأشخاص.
وأوضح عبد المجيد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه على المستوى الداخلي في مصر فهناك عوامل أيضا تشهدها تشجع تلك الزيادة منها بدء الموجة الخامسة من الجائحة وكذلك عدم التزام الأشخاص بالإجراءات الاحترازية منها ارتداء الكمامة والعزل المنزلي في حالة الشعور بأي أعراض للإصابة.
وأكد أن هناك الكثير من الأشخاص لم يعودوا ملتزمين بارتداء الكمامة في المواصلات العامة والأماكن المغلقة والمزدحمة، لذلك يجب مراعاة ذلك وأن يقوم كل من يتلقى لقاح كورونا حتى الآن بالإسراع بالحصول عليه، لأنه يجب على الجميع أن يحصلوا على اللقاح كأحد أهم سبل مواجهة انتشار الفيروس.
وأشار إلى أن الموجة الخامسة من كورونا متوقع أن تشهد المزيد من انتشار الإصابات وزيادة الأعداد وأعراض تشبه نزلات البرد والنزلات الشعبية وتتمثل في الصداع والرشح والتهاب الحلق، مضيفا أن الحاصلين على اللقاح ستمر عليهم الإصابة كأنها دور برد عادي أما غير الحاصلين على اللقاح فهم أكثر عرضة للإصابات الخطيرة والأعراض الشديدة وكذلك ارتفاع نسبة حاجتهم للعلاج في المستشفيات.
وأضاف مدير صدر العباسية سابقا أن المطلوب حاليا هو الالتزام بالإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامات والتباعد الجسدي بمسافة لا تقل عن متر عن الآخرين، بجانب الحصول على اللقاح، مشددا على أن كل من يشعر بأعراض البرد أن يلتزم منزله قدر الإمكان ويتجنب الاختلاط بالآخرين والتعامل احترازيا على أنه مصاب بكورونا حتى لا ينقل العدوى للآخرين.
ولفت إلى أنه رغم زيادة أعداد الإصابات بكورونا تظل أعداد الوفيات منخفضة والسبب في ذلك هو الحصول على اللقاح، لأنه لا يوجد من حصل على اللقاح المضاد لفيروس كورونا احتاج للعلاج في المستشفى وبالتالي فالحصول على اللقاح يمنع الحالات الخطيرة ويقلل نسبة الوفيات بين المصابين.
سيناريوهات الموجة الخامسة
ومن جانبه، قال الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة بمدينة الأبحاث العلمية، إن أسباب أعداد الإصابات بكورونا في مصر هي ذات الأسباب التي أدت لارتفاع أعداد الإصابات عالميا، وهي المتحور الجديد أوميكرون، والذي يتسم بكونه سريع الانتشار بشكل مضاعف من فيروس كورونا الأصلي.
وأضاف عطية في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المتحور سريع الانتشار ما يؤدي لزيادة الأعداد بشكل كبير وهو ما اتضح خلال الأيام الماضية، وسيظل المنحنى في تصاعد يوميا في أعداد الإصابات والوفيات، والعامل الثاني هو انخفاض درجات الحرارة مما يساعد على الانتشار لأنه فيروس تنفسي.
وأكد عطية أن العامل الثالث هو عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، مما أدى لزيادة أعداد الحالات في مصر، فنحن في موجة تصاعدية والأعداد ترتفع يوميا، والذي يتم رصده لا يتجاوز 10% من إجمالي الإصابات الفعلية، وهو أمر موجود في العالم أجمع وليس في مصر وحدها.
وأشار إلى أن الموجة الخامسة من كورونا مستمرة في التصاعد ومن المحتمل أن تبدأ الأعداد في الانخفاض تدريجيا مع بداية مارس المقبل، ومع دخول أبريل ومايو وارتفاع درجات الحرارة قد يزداد معدل الانخفاض بشكل أكبر، أما في فصل الشتاء فستظل الأعداد في تزايد لحين انتهائه.
ولفت إلى أن العالم ومن بينه مصر مر بأربع موجات للجائحة وشهدت 4 طفرات، وفي الموجة الخامسة لدينا المتحور الجديد أوميكرون الذي أعداد لزيادة الإصابات في العالم أجمع، مشددا على أن الإجراءات المطلوبة لمواجهة تلك الموجة هي ذاتها المتبعة منذ بدء الجائحة، فيجب ارتداء الكمامات وتقليل الزيارات والتجمعات والتزام التباعد قد الإمكان.
وطالب الباحث في علم الفيروسات كل من يشعر بنزلة برد أو إنفلونزا أن يتعامل على أنه مصاب بكورونا إلى أن يثبت العكس بعد كشف الطبيب عليه وإجراء الفحوصات والتحاليل والأشعة، وكذلك التزام العزل المنزلي في حالة الشعور بأي أعراض واستشارة الطبيب مع تقوية الجهاز المناعي.
وشدد على أهمية لقاح كورونا وأنه ضرورة لا غنى عنها لأنه إن لم يمنع الإصابة فإنه يقلل فرصها ويقلل من شدة المرض ونسبة الحاجة لدخول المستشفى.