مصر والجزائر.. تاريخ طويل من العلاقات والدعم بين البلدين الشقيقتين
تربط مصر والجزائر علاقات تاريخية طويلة ومواقف متبادلة من الدعم في الأزمات التي عاشتها الدولتين فقد ساندت كل منهما الأخرى في مواجهة الأزمات التي مرت بها، واستمر هذا التعاون والعلاقات القوية حتى اليوم من خلال التنسيق المشترك بين البلدين والحرص على تعزيز أوجه التعاون في كل المجالات.
ووصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مصر أمس، في زيارة رسمية تستمر ليومين استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي الزيارة الأولى لتبون لمصر منذ توليه حكم الجزائر منذ 2019، ومن المرتقب أن يعقد الرئيسان قمة ثنائية اليوم لمناقشة كافة القضايا الثنائية وذات الاهتمام المشترك.
تاريخ العلاقات المصرية الجزائرية
ويربط مصر والجزائر تاريخا من العلاقات والدعم المتبادل، فقد ساندت مصر الجزائر في ثورته العظيمة في مواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1954، وهو ما دفع فرنسا للمشاركة في العدوان الثلاثي على مصر بالتعاون مع إسرائيل وبريطانيا عام 1956 بسبب موقفها المساند لثورته، وقد فشل العدوان.
وفي المقابل ساندت الجزائر خلال عهد الرئيس الراحل هواري بومدين حيث دعم مصر سياسيًا وماديًا عقب هزيمة 1967، وقد استمر هذا الدعم وظهر أيضا خلال فترة الإعداد لحرب أكتوبر 1973 حيث طلب بومدين من الاتحاد السوفيتي عام ١٩٧٣ شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جزائري في أوروبا قبل حرب أكتوبر بأن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر.
وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفييت، لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة، فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا فارغا، وقال لهم اكتبوا المبلغ الذي تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر، كما شاركت قوات جزائرية في حرب أكتوبر 1973.
وقد كانت الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973 فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة ٢١١٥ جنديا ٨١٢ صف ضباط و١٩٢ ضابطا جزائريا، كما أنها أمدت مصر بـ ٩٦ دبابة، ٣٢ آلية مجنزرة، ١٢ مدفع ميدان، ١٦ مدفعًا مضادا للطيران، وما يزيد عن ٥٠ طائرة حديثة من طراز ميج ٢١ وميج ١٧وسوخوي ٧.
وبعد انتهاء حرب أكتوبر ازدادت العلاقات بين البلدين وتطورت إيجابيا إلى أن أثمرت أول مؤتمر عربي إفريقي عام 1977، واستمرت العلاقات في الازدياد والنمو وقد شهدت دفعة كبرى بعد تولي الرئيس السيسي الحكم وقد تجلى ذلك في اختيار الرئيس للجزائر لتكون وجهته الأولى في أول زيارة خارجية له بعد انتخابه.
تعاون مصري جزائري
وتتفق مصر والجزائر في وجهات النظر بشأن حل الأزمة الليبية، وسبق أن أكد وزيرا خارجية البلدين سامح شكري ورمطان لعمامرة، في يناير 2017، بتطابق وجهات النظر حول الملف الليبي التي تؤكد ضرورة حلحلة الأزمة الليبية عبر تنفيذ الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات بالمغرب أغسطس 2015.
وتقوم كلا البلدين باستقبال العديد من الأطراف من كافة الأطياف في ليبيا للعمل على تقريب وجهات النظر بينهم وتنظيم لقاءات واجتماعات مع المسئولين وكبار الشخصيات المصرية والجزائرية، مثل اللجنة المصرية الوطنية المعنية بالأزمة في ليبيا، واجتماعات وزراء خارجية دول جوار ليبيا، والزيارات للمناطق الليبية.