مصر والإمارات.. علاقات عميقة وتفاهم مشترك في عهد الرئيس السيسي
شهدت العلاقات المصرية الإماراتية نموا ملحوظا خلال السنوات الماضية، في ظل حرص القيادة السياسية في البلدين على تعميق التعاون وتعزيز التشاور والتنسيق المشترك والمستمر بشأن القضايا الإقليمية ولدفع أوجه التعاون بين البلدين إلى أفق أرحب، وهو ما يتجلى في الزيارات المتبادلة والاتصالات الهاتفية المستمرة بين مسئولي البلدين.
ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أبوظبي في زيارة رسمية للإمارات، صباح اليوم، حيث صرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن زيارة الرئيس إلى الإمارات تأتى في إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية، وما يجمع الدولتين من روابط أخوية تاريخية وعلاقات تعاون وتنسيق متبادل على جميع الأصعدة.
تاريخ العلاقات بين مصر والإمارات
تربط مصر والإمارات علاقات عميقة وقوية على مر العصور، في ظل الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها وتشهدها المنطقة، فكلا البلدين لديهما سياسات واضحة وحكيمة تجاه مواجهة التحديات الإقليمية والسعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
وكانت مصر من أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وسارعت إلى الاعتراف بها فور إعلانها، ودعمتها دوليًا وإقليمًيا باعتبارها ركيزة للأمن والاستقرار وإضافة جديدة لقوة العرب ومن ذلك الحين تربط البلدان علاقات عميقة وقوية، تؤكدها المواقف والأزمات التي ساندت فيها كل دولة الأخرى.
فخلال حرب أكتوبر ساندت الإمارات العربية مصر، من خلال الدعم والدور التاريخي الذي قام به الشيخ زايد آل نهيان في دعم مصر في معركتها لتحرير الأرض، من خلال الدعم المادي والمعنوي والعسكري، فقد كان للشيخ زايد مقولة بارزة وهي النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي، كما ساندت الإمارات مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013.
كما ساندت مصر الإمارات في الأزمات وأكد الرئيس السيسي دائما أن أمن مصر القومي، جزء لا يتجزأ من أمن الخليج، وقبل أيام قدم الرئيس السيسي تعازيه لأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي في ضحايا الهجوم الغادر الذي وقع بالقرب من مطار أبو ظبي الدولي، كما أعرب الرئيس عن إدانة مصر حكومة وشعبا لهذا العمل الإرهابي من قبل ميليشيات الحوثي التي استهدف أراضي الإمارات الشقيقة، مؤكدا دعم وتضامن مصر مع الإمارات وما تتخذه من خطوات وإجراءات للدفاع عن أراضيها وسلامة مواطنيها، مشددا على ارتباط أمن واستقرار دولة الإمارات بالأمن القومي المصري، وذلك امتدادا للعلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
العلاقات في عهد السيسي
ومنذ تولي الرئيس السيسي الحكم، وتعمق العلاقات بين القاهرة وأبو ظبي، حيث شهدت تطورًا كبيرًا ونوعيًا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، ونموًا ملحوظًا في معدل التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة.
وقد جمع الزعيمان السيسي والشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أكثر من 25 لقاء وذلك في الفترة من 2014 حتى يوليو 2021، بما يؤكد حجم التنسيق والقوة في العلاقات المصرية الإماراتية، وازدياد رسوخها في عهد الرئيس السيسي لتصبح النموذج الأبرز للعلاقات العربية ــ العربية القادرة على مواجهة جميع التحديات في مختلف المجالات.
وتتفق وجهات نظر البلدين على عددا من الثوابت في الرؤى منها أهمية التسوية السياسية للأزمات العربية حقنا للدماء وحفاظًا على مقدرات الشعوب، وصونًا للسلامة الإقليمية للدول العربية وحفاظًا على وحدة الأراضي العربية وسلامتها، وكذلك ضرورة تكثيف العمل العربي المشترك والجهود الدولية للتوصل إلى حلول سياسية لكافة الأزمات الإقليمية خاصة جهود مكافحة الإرهاب، والعمل على وقف تمويل الجماعات الإرهابية وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي لها، فضلاً عن وقف إمدادها بالسلاح والمقاتلين.