سجل عام 2021، العديد من الكوارث الطبيعية المختلفة التي بلغت قيمة الأضرار التي تسببت بها، نحو 280 مليار دولار أمريكي، وفقًا لدراسة أعدتها شركة Re Munich للتأمين، ووفقًا لهذه الدراسة أيضًا، يعتبر العام الماضي واحدًا من الأعوام الأكثر كلفة في التاريخ، بالنسبة لخسائر الكوارث الطبيعية، وعلى رأسها الفيضانات والأعاصير، ويحتل 2021، المرتبة الرابعة في الترتيب الخاص بأكثر سنوات الكوارث الطبيعية تسجيلًا للخسائر المادية، بينما لا يزال 2011 العام الأعلى تكلفة حتى الآن، عندما أدى الزلزال البحري والتسونامي الذي أصاب أندونيسيا وتايلاند وعددًا آخر من الدول المجاورة لها، بجانب الانفجار الذي حصل في مفاعل فوكوشيما في اليابان وغيرها من الكوارث إلى خسارة الاقتصاد العالمي لأكثر من 355 مليار دولار.

وفقًا لشركة إعادة التأمين Re Munich، تسببت الكوارث الطبيعية العام الماضي، في خسائر أعلى بكثير في جميع أنحاء العالم، ما كانت عليه في العامين الماضيين.

"وفقًا للبيانات الأولية، دمرت العواصف أو الفيضانات أو حرائق الغابات أو الزلازل ممتلكات وبنى تحتية تصل قيمتها إلى 280 مليار دولار"، وبالمقارنة مع الأعوام السابقة كان حجم هذه الخسائر أكثر بنحو 70 مليار دولار من عام 2020م، و114 مليار أكثر من عام 2019.

ومن ضمن الخسائر البالغة 280 مليار دولار، كانت قيمة الممتلكات المؤمن عليها فقط 120 مليار دولار، وفقد ما يقرب من 10000 شخص حياتهم في الكوارث الطبيعية.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأكثر تضررًا في 2021، من الكوارث الطبيعية، بلغت الخسائر التي أصابت الاقتصاد الأمريكي نحو 145 مليار دولار، وبالنسبة لأوروبا، كانت الفيضانات المفاجئة والمدمرة في الصيف الماضي، بألمانيا والدول المجاورة لها، وبلغت تكلفتها 54 مليار دولار أو 46 مليار يورو، بما في ذلك 33 مليار يورو بألمانيا وحدها، من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة على الإطلاق.

 ويشير علماء المناخ إلى أن إحصائيات الكوارث الطبيعية توضح تواتر وشدة عدد من الظواهر الجوية المتطرفة، خلال فترة العشر سنوات الماضية والناتجة عن تغير المناخ، مؤكدين أن "التكيف مع المخاطر المتزايدة من تغير المناخ سيكون تحديًا".

وفي قائمة أغلى الكوارث الطبيعية تكلفة في العام الماضي، يأتي إعصار إيدا الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية، باعتباره الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة في العام الماضي، ووصل الإعصار في نهاية أغسطس، إلى اليابسة جنوب ولاية نيو أورليانز مع سرعة رياح تبلغ نحو 240 كيلومترًا في الساعة، وتسبب في أضرار مدمرة.

وقدرت شركات التأمين الضرر، بمبلغ 65 مليار دولار، كان حجم الأضرار التي تم التأمين عليها نحو 36 مليار دولار، أي ما نسبته 55 في المئة من حجم الأضرار الكلي.

وتأتي كارثة الفيضانات في ألمانيا وعدد من الدول المجاورة لها، خلال الصيف الماضي، باعتبارها ثاني كارثة طبيعية تكلفة في العالم، وبلغ إجمالي الأضرار 54 مليار دولار أمريكي، واستأثرت ألمانيا وحدها بـ 40 مليار دولار أمريكي "33 مليار يورو".

وكان الجزء المؤمن عليه في ألمانيا ما يقرب من 10 مليارات دولار فقط، بسبب الانخفاض النسبي في عدد التأمينات من الفيضانات، وتعد هذه الفيضانات أغلى كارثة طبيعية في المنطقة منذ عام 1970، وثاني أكثر كوارث الفيضانات تكلفة في العالم، خلال العشر سنوات الماضية، بعد فيضانات تايلاند2011.

وتصنف موجة تساقط الثلوج والبرد القارس الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة في فبراير العام الماضي، وأدى إلى انقطاع الكهرباء في مناطق عديدة، وتضرر المباني والبنية التحتية التي لم يتم إنشاؤها لتحمل درجات حرارة دون الصفر، باعتبارها ثالث كارثة طبيعية كلفة في 2021، وبلغت قيمة الأضرار نحو 30 مليار دولار، وكانت نصف المباني والمنشآت المتضررة مؤمن عليهم، وجاءت كارثة الفيضانات التي أصابت مقاطعة خنان الصينية في المركز الرابع بقائمة أكثر الكوارث الطبيعية كلفة في 2021، وقُدرت كلفة الضرر الإجمالي بنحو 16.5 مليار دولار أمريكي، وكانت نحو 10 % من المنشآت المتضررة مؤمن عليها.