رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«القفاصين» مهنة على مشارف الانقراض

1-7-2017 | 00:13


رغم أن القفاصة من المهن اليدوية التي أوشكت على الانقراض، إلا أن هناك من لايزال يتمسك بها، باعتبارها إرثا عن الأجداد، قبل أن تكون مصدرا للرزق.

الهلال اليوم تلقي الضوء على هذه المهنة من خلال السطور التالية:

محمد محمود 65 سنة أحد أشهر القفاصين في القاهرة، وبالتحديد في منطقة دار السلام، يعد عم محمد الوحيد الذي يمارس هذه المهنة في المنطقة، ترجع شهرة عم محمد أيضا لمعاملته الطيبة مع كل الناس.

يقول محمد إنه يعمل بهذه المهنة منذ أكثر من أربعين عاما، و قد أخذ هذه المهنة عن والده الذي ساعده في تعلمها، و قال أيضا: إن إخوته رفضوا العمل في هذه المهنة لما لاقوه من تعب و مشقة و عائد مادي قليل، أما عم محمد فشغفه بهذه المهنة جعله يستغني عن التعليم، و يتجه لتعلم القفاصة.

وأضاف محمد أن الأسعار تكون على حسب النوع، فمثلا قفص العيش يمكن أن يتراوح ثمنه من جنيهين إلي جنيهين ونصف الجنيه، و قفص الطيور بعشرة جنيهات، و مشيرا إلى أن الأسعار تعبانة و الزبون لا تعجبه الأسعار لأنه يظن أن الجريد “ ببلاش”ولكنه يدفع ثمن نقل الجريد كما أنه يستغرق وقتا و جهدا في عمل قفص واحد .

وأكد أنه بالرغم من ارتفاع الأسعار لم يرفع أسعاره، و أضاف “ ربنا بيبارك في القليل” مشيرا إلى أنه لايوجد من يتحكم بالأسعار أو يحددها فهي على حسب السوق.

أما عن إقبال الناس على شراء هذه الأقفاص قال : الأفران لا تستغني عنها وأيضا النساء اللاتي يربين الطيور .

وعن الاختلاف الذي حدث منذ بداية عمل والده في هذه المهنة وبين هذه الفترة، قال: إن الأسعار اختلفت بصورة صغيرة وأيضا إقبال الناس على شراء هذه المنتجات قل عن الفترة السابقة.

رغم شعف محمد بمهنته إلا أنه لا أحد من أبنائه حظي بحب هذه المهنة، بل بالعكس ابتعدوا تماما عنها واتجهوا لمهن أخرى.

قال محمد إن مهنة القفاصة مثلها مثل مهن كثيرة حرفية تحتاج لجهد كبير وهنا تكمن صعوبتها، لكن هذا لم يقف عائقا أمام حب عم محمد لمهنته، أضاف أيضا أنه من الصعب على العامل بهذه المهنة أن يأخذ محلا خاصا به لارتفاع الإيجارات وقلة العائد المادي وقال أيضا: إن أكثر القفاصين موجودين فى منطقة باب الشعرية وعين الصيرة.

وأضاف: أنا مقدرش اسيب الشغلانه دي ومعرفش اشتغل حاجة غيرها

يقول محمد: لازم أعامل الزبون كويس لأني باكل من وراه عيش، مضيفا أنه يطلع الزبون على الأسعار ويترك له حرية الاختيار بين الشراء أو الذهاب لمكان آخر ، لكن معاملته الحسنة لهم تجعل الناس يأتون إليه من مناطق بعيدة.

وأوضح: الأجانب لما بيشوفوني بشتغل بيفرحوا أوى وبيتصوروا معايا.

وأشار عم محمد إلى أنه مستمر فى هذه المهنة للحفاظ على اسم والده ومعظم الناس بتنادى عليا بأبو سيد مثلما كانوا ينادون والده.

وأكد أنه من الصعب تعليم شخص هذه المهنة فالشباب زمان كان عندهم استعداد يتعلموا ويسمعوا الكلام).

معظم الشباب لن يقبلوا بهذه المهنة لعدم رغبتهم فى بذل جهد كبير أمام عائد مادي صغير. ومعظم المهن مثل النجارة أسهل بكثير من مهنته لاعتماد النجار على الآلات الكهربائية أما القفاصة فهي مهنة يدوية خالصه لا تستخدم فيها الآلات.

وتابع أيضا أنه رغم التعب والجهد والوقت الذي يبذله في عمل قفص واحد هناك زبائن لا تقدر هذا التعب.