رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قليل من الإنصاف للأحياء.. قليل من الدمع في الجنازات

30-1-2022 | 11:22


حلمي النمنم

تراهم في كل موقع وكل مجال تقريبًا بارعون في الظلم وعدم الإنصاف، خاصة مع الجادين والمتميزين، ناهيك عن أن يكونوا من ذوات الموهبة والكاريزما في اختصاصهم، فيصبون كل الحقد والغل عليهم، يحاصرونهم بلا رحمة، ويقطعون عليهم كل طريق، يحاولون سد كل المنافذ أمامهم، حصارًا وإزاحة أو محاولات اقتلاع بالكامل، بما يجعل أولئك المحاصرين يشعرون بالغبن الشديد والقهر، فيصيبهم الإحباط أو الشعور باللاجدوى، وتكون النتيجة السريعة الألم أو المرض العضال، الذي لاشفاء منه، بما يعجل بالرحيل السريع، الوفاة "المفاجئة" أو المباغتة، عندها ينقلب هؤلاء رأسًا على عقب، إذ يزرفون الدمع الهتون حزنًا على الراحل، ويعرفون الوجوه من ألم ولوعة الرحيل، غير المتوقع؛ يقيمون سرادقات العزاء والأحزان ويقفون بكل جرأة يتقبلون هم العزاء، ولا مانع من الدعوة إلى إقامة تمثال أو تذكار للفقيد العظيم، أو اعتبار الوفاة ذكرى سنوية يحتفل بها، يقام مولد وتذبح الذبائح وينصب الشادر، لقد أصبحت الجنائز والسرادقات وكذلك حفلات التأبين فرصة كي نرى هؤلاء الملوثة أفعالهم بقتل الروح وتدمير إنسان؛ مؤخرًا في سرادق عزاء وقف أحدهم الى جوار نجل المتوفي، يتقبل العزاء حزينًا، دامعًا، رغم أنه تخصص في إيذاء الفقيد إنسانيًا إلى أبعد حد، وكان يتلذذ بقدرته على أن يوجع ويثير ألمه، الألم من الشعور بالغدر ممن عطف عليه دومًا وقدم له أدوات النجاة مرارًا.

لا أعرف هل هذه الدموع حزنًا بالفعل أم حالة من تأنيب الضمير والإحساس بالذنب؟، أم أنه محاولة تقديم صك براءة أمام الجميع، خاصة أهل الفقيد من كل مااقترفوه بحقه؟، أم هو شعور دفين بالسعادة الغامرة لخلو الساحة أمامهم والنجاح الساحق في الإزاحة، ويتم التعبير عن هذا الشعور بما يسمى في علم النفس "رد الفعل العكسي"، ومن ثم نكون بإزاء عملية خداع للجميع.. هل نحن بإزاء أفراد وأناس من أولئك الذين أسماهم صلاح عبد الصبور يومًا "القتلة المقتولين"، وشاء قدره أن يلقى حتفه على أيديهم، ولم يكن الأول ولا كان الأخير، الحبل على الجرار، طوال الوقت وفي كل جيل.

أيًا كان الأمر فإن الراحل- بغض النظر عن الاسم أو المهنة والعنوان- لا يعنيه هذا كله، هو لدى العدل الرحمن الرحيم، لم يعد يعنيه كل هذا، القضية هي نحن، وقد قدر علينا أن نرى ونعاين هذا كله.

قليل من الإنصاف للأحياء.. قليل من الدموع في الجنازات.