رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«معلومات الوزراء»: احتياج العالم لزيادة إنتاج الغذاء بـ 98% في 2025

2-2-2022 | 11:50


مركز المعلومات

حسن محمود

توقع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بأن يسهم انتهاج الزراعة الدقيقة في تحويل القطاع الزراعي إلى قطاع أكثر تقدمًا.

جاء ذلك في التحليل المعلوماتي الذي أعده مركز المعلومات، حول "الزراعة الدقيقة"، والتي تركز على تقليل تكلفة الإنتاج والهدر وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن مفهوم الزراعة الدقيقة لا يزال حديثًا نسبيًا ولم يكتمل، إلا أن الحكومات تستثمر في التقنيات المتطورة والذكاء الاصطناعي لصنع حلول زراعية أكثر ذكاءً.

وأشار المركز إلى أنه ما زال هناك العديد من فرص التطوير لقطاع الزراعة؛ متوقعا بأن تتضمن الخطوة القادمة الاعتماد بدرجة كبيرة على تحليل "البيانات الضخمة"؛ بهدف زيادة الإنتاجية وجعل الزراعة أكثر استدامة، ومنها على سبيل المثال، تحليل بيانات الطقس والتربة لإنشاء خطط تأمين للمزارعين وإنشاء توصيات بشأن أنواع المحاصيل الأكثر ملاءمة للأراضي وفقًا لخصائصها.

وأضاف أنه يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة الخاصة باستخدام المدخلات الزراعية، بهدف تحديد الاستخدام الأمثل لها، وفقًا للمحاصيل المختلفة وخصائصها وهو ما سيلعب دورًا كبيرًا في تقليص الهدر في المحاصيل وزيادة كفاءة الإنتاج.

ونوه بأنه يجب أن تقوم الدول، خاصة النامية ذات القطاعات الزراعية الكبيرة، بتطوير البنية التحتية الخاصة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المناطق الزراعية، ونشر الوعي بالاستخدامات التكنولوجية ومراجعة المناهج الزراعية التي يتم تدريسها لتتلاءم مع التغيرات العالمية، بالإضافة إلى الاهتمام بتدريس علوم الحوسبة والذكاء الاصطناعي؛ بهدف تحقيق الزراعة المستدامة.

وأكد المركز أنه من المتوقع أن يلعب صغار المزارعين ذوي الحيازات الزراعية الصغيرة دورًا حاسمًا في مدى قدرة الدول النامية على انتهاج سياسات الزراعة الدقيقة، وتشير البيانات إلى أن ما يقدر بنحو 80% من الأغذية المنتجة في آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء تأتي من المزارع الصغيرة، ونحو 90% من المزارعين في العالم هم من أصحاب الحيازات الصغيرة "من يمتلكون أقل من هكتارين من الأرض".

وأشار المركز إلى عدد من التجارب الدولية الناجحة في مجال استخدام أساليب الزراعة الدقيقة، وفي أغسطس 2019، أطلقت الحكومة الصينية سربًا من طائرات "الدرون" يحمل مبيدات حشرية منخفضة السمية لمهاجمة آفات ديدان الحشد الخريفية، والتي غزت ما يقرب من مليون هكتار من المحاصيل الزراعية، ونجحت طائرات "الدرون" في إزالة 98% من الآفات بفعالية ملحوظة نتيجة لسببين: أولهما لأن سرعة الطائرات الفائقة استطاعت مواكبة سرعة انتشار الآفة، الثاني، فقد تم تنفيذ العملية ليلًا وهي فترة أوج نشاط الآفة، بالإضافة إلى حماية المزارعين من الاتصال المباشر بالمبيدات السامة.

أيضًا، وفرت ولاية "أوديشا" في الهند خدمة استشارية عبر الهاتف المحمول سميت بـ "Ama Krushi" تخدم نحو 1.3 مليون مزارع، وترسل الخدمة استشارات ما قبل الزراعة حول ممارسات الزراعة المُثلى، واستخدام الأسمدة، ومراقبة الأمراض والآفات.

وأشار إلى أن فيتنام طبقت نظام الري الذكي أو ما يعرف بنظام الترطيب والتجفيف بالتناوب "Alternate wetting and drying" لحقول الأرز، وهو أسلوب يساعد في تقليل استهلاك مياه الري دون التأثير على المحصول، حيث يتم قياس مستوى المياه في الحقل باستخدام جهاز استشعار لتحديد الوقت وكمية الري اللازمة للمحصول، وتتم إتاحة هذه المعلومات على منصة عبر الإنترنت، ويمكن للمزارع مراقبة مستوى المياه الحالي مقابل المستوى الموصي به، وبالتالي تحديد الوقت والكمية المثلى لري الحقل، وساهم هذا النظام في توفير 13-20% من مياه الري مقارنةً بنظام الري التقليدي.

وبخصوص مستقبل الزراعة الدقيقة، أوضح التحليل أنه من الأولويات المهمة على أجندة صانعي القرار في العالم محاولة تطوير قطاع الزراعة، وتحتاج الزراعة العالمية خلال العقود المقبلة إجراء تحولات كبيرة، بهدف تلبية المتطلبات الغذائية المستقبلية الضخمة نتيجة للزيادة السكانية، فبحلول عام 2050، من المتوقع أن يزداد عدد سكان العالم إلى ما يقرب من 10 مليارات شخص، ما سيتطلب زيادة إنتاج الغذاء بنسبة تصل إلى 98%.

ويقصد بمصطلح "الزراعة الدقيقة" سلسلة من الاستراتيجيات والأدوات التي تسمح للمزارعين بتحسين جودة التربة والإنتاجية وزيادتها، من خلال سلسلة من التدخلات الرئيسة باستخدام التقنيات التكنولوجية، وتم وصفها "بالدقيقة" لكونها ترتكز على إجراء التدخل الصحيح، في المكان المناسب، في الوقت المناسب بمستويات عالية من الدقة، وتتميز الزراعة الدقيقة بقدرتها على زيادة الإنتاج باستخدام موارد أقل، مع الحفاظ على معايير الجودة الفائقة، ودون إحداث زيادة في استخدام الموارد مثل، المياه، والأسمدة، دون المساس بالصفات الفيزيائية والكيميائية للتربة؛ وتعتبر الزراعة الدقيقة الطريقة الوحيدة لتنفيذ نموذج إنتاج غذائي مستدام.

وأضاف المركز في تحليله إلى أن الزراعة الدقيقة تستخدم مجموعة من التقنيات والتطبيقات التكنولوجية والتي تتمثل في الهواتف المحمولة Mobile phones، والأقمار الصناعية Satellites، وأجهزة الاستشعار Sensors، والطائرات بدون طيار Unmanned Aerial Vehicles (UAVs)، مشيراً إلى أن الزراعة الدقيقة تؤدي إلى زيادة القيمة المضافة، وأدى الجمع بين الذكاء الاصطناعي في المعدات والعمليات الزراعية إلى انخفاض تكاليف الزراعة بنسبة 30٪ في عدد من الدول، وتساعد الروبوتات التي يحركها الذكاء الاصطناعي في عملية حصاد المحاصيل بشكل أسرع وبعناية أكبر مما يوفر مخرجات إنتاجية أفضل، فعلى سبيل المثال، يساعد استخدام تقنيات الطائرات بدون طيار في تقليل تكاليف إزالة الحشائش من التربة والتي تتسبب في تلف ما يقرب من 43 مليار دولار من المحاصيل سنويًا على مستوى العالم، مما يسمح للمزارعين بالقضاء على الحشائش بكفاءة أعلى؛ حيث تخفض استخدام مبيدات الحشائش بحوالي 20 ضعفًا.

ولفت إلى خفض التكاليف بالنسبة للمزارعين، تساعد الزراعة الدقيقة على تحسين صحة المحاصيل وجودتها، وتقليل نسبة المواد الكيميائية التي يتم إطلاقها في البيئة، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تتيح تقنية "التعرف على وجه الماشية" للمزارعين تتبع صحة الحيوانات، واكتشاف العلامات المبكرة لاعتلال الصحة، ومراقبة أنماط التغذية.

ونوه بأن العديد من الدول النامية تواجه تحديات في تبني تقنيات الزراعة الدقيقة، حيث تتمثل غالبية المعوقات في التكاليف المرتفعة اللازمة لتدريب المزارعين، وعدم وجود بيانات كافية لدراسة التكلفة والعائد من تطبيق الزراعة الدقيقة، والمشكلات الفنية والتقنية، بالإضافة إلى تكلفة توفير استشاريين زراعيين لتنفيذ سياسات الزراعة الدقيقة.