بعد ظهور «BA.2» و«نيوكوف».. متى تتوقف خطورة السلالات الفرعية الجديدة من أوميكرون؟
متحورات فرعية جديدة ظهرت من متحور أوميكرون الذي يعد السلالة السائدة من فيروس كورونا حاليا، من بينها السلالة الفرعية "بي إيه 2"، وكذلك هناك متحورات فلورونا ونيوكوف، جميعها ظهرت خلال الآونة الأخيرة وأثارت القلق حول خشية تحولها لوباء جديد.
وعن السلالة الفرعية المشتقة من متحور أوميكرون بي آي 2، أكدت منظمة الصحة العالمية أنها سلالة أسرع انتشارا من الأصلية وتم رصدها في 57 دولة، مشيرة إلى أن متحور أوميكرون يشكل أكثر من 93% من جميع عينات فيروس كورونا التي جُمعت الشهر الماضي، ويتفرع منه سلالات عدة هي "بي إيه 1" و"بي إيه 1.1" و"" و"بي إيه 3".
وأكدت المنظمة أن هناك ارتفاعا واضحا في الإصابات المتعلقة بسلالة "بي إيه 2" والتي تعد أسرع انتشاراً من سلالة أوميكرون الأصلية، فيما أكد أطباء أن هذه السلالات الفرعية هي أمر طبيعي نتيجة التحور المستمر الذي يشهده الفيروس للبقاء على قيد الحياة، وأنها بعضها لا يدعو للقلق مثل نيوكوف التي لم يثبت انتقالها إلى البشر حتى الآن.
الفارق بين متحورات أوميكرون الفرعية
ومن جهتها، أكدت الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري البكتريا والمناعة والتغذية العلاجية، إن المتحورات الفرعية من متحور أوميكرون من فيروس كورونا متعددة ومنها نيوكوف وكذلك BA.2 وهذا ظهر في الدنمارك ولا يزال قيد الدراسة، موضحة أن هذه المتحورات الفرعية ليست غريبة عن فيروس كورونا لأنه أحادي الشفرة ومع انتقاله من شخص لآخر لن يكون ذلك آخر متغير.
وأوضحت في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الفترة الحالية من جائحة كورونا شهدت ظهور الكثير من المتغيرات مع وجود نزلات البرد، مشيرة إلى أن أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن أصحاب أمراض الضغط والسكر والسرطان والمناعة المزمنة عندما لا يهتمون بصحتهم جيدا ينتشر الفيروس بينهم بسرعة.
وأشارت إلى أن متحور أوميكرون يتركز في الجهاز التنفسي العلوي مما يجعله موجود عند مخاط الأنف ويسهل انتقاله من شخص لآخر، موضحة أن خطورة المتحور تقل في حالة تلقي الشخص المصاب للقاح كورونا، مما يؤدي إلى تراجع الحالات التي تحتاج إلى الرعاية المركزة وبالتالي الوفاة.
وشددت على أهمية الحفاظ على التحاليل والفحوصات كل 6 أشهر للجميع حتى المتعافين من كورونا وبالتأكيد أصحاب الأمراض المزمنة يجب أن يتابعوا الطبيب بانتظام للتأكد من أن حالتهم الصحية جيدة، مشيرة إلى أن متحور نيوكوف هو من سلالة كوفيد وينتقل فقط بين الخفافيش وبعضها البعض ولم يحدث أنه انتقل للإصابة للإنسان، ويجري حاليا دراسته حتى لا يحدث أية مشكلة أو مضاعفات.
وأكدت أنه لا داعي للقلق من نيوكوف لأنه لم يثبت انتقاله للإنسان وهو قيد الدراسة في الوقت الحالي لعمل التطعيمات اللازمة للحيوانات حتى لا يحدث تغيرات له تتيح له الانتقال بين البشر، فهو لا يزال ينتقل بين الحيوانات وبعضها البعض فقط ولا يوجد ما يوجب القلق بشأنه حاليا.
38 طفرة يومياً
وقال الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إن متحور "نيو كوف" الجديد أحد سلالات عائلة كورونا، حيث ارتبط هذا الفيروس بخلايا الخفافيش، ويرتبط بالمسقبلات الخلوية فى الخفافيش واكتشافه كان فى عام 2011، في خفافيش من جنوب أفريقيا، موضحا أن الخفافيش تعتبر مستودعاً لعشرات الفيروسات المشابهة.
وأضاف بدران في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن نيوكوف يتشابه وراثياً مع فيروس كورونا المستجد الذى سبب متلازمة الشرق الأوسط التنفسية سنة 2012 -2015 بنسبة 85% التى كانت ذات معدل وفيات 35%، والخوف من حدوث طفرات تساهم في انتشار الفيروس فى المجتمعات البشرية، وأنه بالرغم من عدم وجود عدوى حتى الآن فى البشر، والفيروس الجديد تحت الدراسة والترقب، لذلك لم يتم الإبلاغ عن أي أعراض جديدة حتى الآن.
وأشار إلى أن التهديد الدقيق الذي يشكله هذا الفيروس على البشر يتطلب مزيدًا من الدراسات، حيث نحتاج المزيد من المراقبة والاستجابة لتهديدات كافة الفيروسات الحيوانية المنشأ الناشئة، مشيرا إلى أنه رصدت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا ما قالت إنها سلالة فرعية من المتحور الجديد "أوميكرون"، الذي يعرفه بقدرته الكبيرة على الانتقال والتفشي ولا توجد أدلة على وجود فروق كبيرة في الشدة بين أوميكرون والسلالالة الفرعية.
وأكد بدران أنه لا توجد أدلة كافية لتحديد ما إذا كانت السلالة الفرعية تسبب إصابة أكثر خطورة من أوميكرون، كما أنه لا توجد أدلة على أن السلالة الفرعية لأوميكرون تقاوم فعالية اللقاحات الحالية ضد كورونا، مشيرا إلى أن أوميكرون متحور مثير للقلق، ويبدو أنه لا توجد فروقات جوهرية فى السلالة الفرعية مقارنة بسلالة أوميكرون الأصلية.
وشدد على أن الفيروسات خاصة فيروس كورونا مولع بالطفرات المستمرة، ومن طبيعة الفيروسات أن تتغير وتتحور، لذلك من المتوقع أن تظهر متحورات جديدة ربما كل أسبوع، مشيرا إلى أن الطفرات ليست غريبة على الفيروسات ولكنها هى المعتادة وطفرات فيروس كورونا أقل من الإنفلونزا، حيث قد يصل عدد طفرات كورونا إلى 38 طفرة يومياً، بعضها ليس له أى تأثير، والقليل منها هو ما يتراكم ليصدر عنه نسخة جديدة تحث تغيرات فى مسار الجائحة.
وأوضح أن آثار الطفرات المختلفة التي يمر بها أي فيروس أنها قد تجعل الفيروس أكثر عدوى، وهذا حدث بالفعل مع فيروس كورونا، والأشخاص المصابون بفيروسات تحمل هذه الطفرات لديهم نسبة أكبر من الفيروس في عيناتهم، وقد تعوق تكاثر الفيروس وبالتالي تقل معدلات الانتشار ويبدأ الوباء في الانحسار وهذا لم يحدث مع فيروس كورونا حتى الآن.
تأثير الطفرات على كورونا
وأضاف خبير المناعة أنه قد لا يكون للطفرات أي تأثير على الفيروس، كما أنها قد تحول الطفرات الفيروس لفيروس أكثر عدوانية، وبالتالي تزداد معدلات المضاعفات والاحتجازات في المستشفيات والوفيات وهذا لم يحدث حتى الآن مع المتحورات الجديدة لفيروس كورونا، لكن السلالات الجديدة سريعة الانتشار فقط.
وأكد أن طفرات سلالة أوميكرون هي الأكبر حتي الآن في العدد في سلالات الكورونا حتي الآن، وهي أضعاف ما كان في السلالات السابقة، حيث جعلت المتحور سريع الانتشار والعدوي، وزادت من قدرته علي الارتباط بمستقبلات الخلايا البشرية، والتكاثر بسرعة داخل الخلايا البشرية المصابة لكنها حتى الآن لم تزد من ضراوة الفيروس أو شراسته.
وتابع: الوقاية من المتحورات الجديدة لكورونا تحتاج نشر مظلة التطعيم الكامل ضد فيروس كورونا مع الجرعات التعزيزية ضده.