رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ثوابت الجمهورية الجديدة

2-2-2022 | 22:36


عبد الرازق توفيق,

مصر وهى تدخل «الجمهورية الجديدة» تمتلك مجموعة من الثوابت والمباديء الشريفة.. تتجاهل كل ألاعيب ومحاولات التدخل فى الشئون الداخلية.. وترفض بشموخ وكبرياء محاولات الوصاية والابتزاز.. قرارها الوطنى مستقل ينبع من إرادة شعبها.. لديها علاقات دولية تقوم على الاحترام المتبادل مع جميع القوى الدولية. مصر أيضاً ليست أسيرة أو رهينة لعلاقتها بدولة واحدة ولا تعرف الأحلاف والمعسكرات.. تبحث عن مصالحها حيثما كانت.. علاقاتها مع بعض القوي.. ليست بديلاً لعلاقاتها مع قوى أخرى.. لا أحد يستطيع أن يحتكرها.. فعلاقة مصر بأمريكا ليس بديلاً لعلاقاتها مع الصين وروسيا والهند وأوروبا والعكس.. لكن مصر الشامخة الشريفة القادرة لا الغاشمة المسالمة لا المستسلمة ليست على رأسها بطحة ولايوجد ما تخاف منه.. ولايمكن ان تركع إلا لله.. لذلك تتحرك «دبلوماسيتها الرئاسية» بعبقرية.. وتوجه الرسائل القوية وتحقق المصالح المصرية.

الندية والاحترام المتبادل.. مصر الشريفة لا تركع إلا لله.. لا تخضع للضغوط ولا للابتزاز.. ولا تستجيب للمساومات.. علاقاتها الدولية مفتوحة على الجميع طالما تحقق مصالحها وأهدافها.

 

تدخل مصر عصر الجمهورية الجديدة ولديها رصيد كبير من العلاقات الدولية القوية مع مختلف الدول الكبرى وفى شتى قارات العالم.. تقوم على الندية لا التبعية والاحترام المتبادل للسيادة واستقلال القرار الوطني.. وعدم التدخل فى الشئون الداخلية.. وتعزيز التعاون والشراكة لما يحقق تطلعات وآمال الدول والشعوب فى البناء والتنمية والتقدم والاستفادة المتبادلة من الموارد والثروات والخبرات.. والتنسيق والتشاور المستمرين لاحلال السلام والأمن الإقليمى والدولي.

علاقات مصر الدولية تتسم بالتنوع والتعدد.. والمسارات المختلفة.. لكنها فى نفس الوقت ليست رهينة للعلاقة مع دولة واحدة.. تتعامل مع الجميع بندية ولا تعرف الإملاءات ولا تركع إلا لله.. ولا يمكن ابتزازها أو إجبارها على ما يخالف إرادتها ومبادئ سيادتها وثوابتها الشريفة.. وهى أيضاً دولة عظيمة ومحورية وتمثل الثقل والركيزة لامن واستقرار منطقتها التى تعد نقطة انطلاقة أمن واستقرار وسلام العالم.

مصر ترفض سياسات الأحلاف والمعسكرات.. منفتحة على كل القوى العالمية.. تبحث بشرف وصدق عن مصالحها أينما كانت.. ترفض وترد بقوة على كل محاولات التدخل فى شئونها فهى دولة ليس على رأسها بطحة.. ولايوجد ما تخشاه أو تخاف منه لا شك ايضاً ان الأمة العربية وشعوبها ترى فى مصر السند فهى الشقيقة الكبرى والدولة القوية والقادرة على حماية الأمن القومى العربى وتؤمن بشكل راسخ بأن الأمن القومى المصرى جزء لا يتجزأ من الأمن العربي.. ولعل ما ذكره الرئيس السيسى مراراً وتكراراً وفى مناسبات عدة آخرها خلال زيارته للإمارات وخلال استقباله أول أمس لرئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت بأن أمن الخليج من أمن مصر فى توقيت تموج به منطقتنا المضطربة بالصراعات والأطماع والأوهام والمشروعات الخبيثة التى تهدد أمن الخليج وأمن العرب جميعاً.

لا تبالى مصر بأى قوة تدير لها ظهرها أو تحاول ابتزازها والضغط عليها أو التدخل فى شئونها وقرارها الوطني.. أو انتقاد مواقفها.. أو المساس بقراراتها الوطنية.. واستقلال مؤسساتها.. ترفض الوصاية والابتزاز فلطالما دخلت مصر فى مواجهات سياسية ودبلوماسية.. بعد محاولة بعض القوى ممارسة الوصاية عليها والتدخل فى شئونها وأحكام قضائها أو تجاهل إرادة شعبها لكنها لم تعبأ ولم تبال.. وانتصرت فى النهاية.. لأن لديها البدائل الكثيرة وتتحرك فى المشهد السياسى العالمى بحرفية ومهارة وذكاء وحكمة ربما لا تبدو بشكل مباشر لكن تستطيع ان تقرأها من خلال التحرك العبقرى لدبلوماسيتها الرئاسية على رقعة المشهد الدولى دعونا نتحدث بصراحة.. ونؤكد على مبدأ ثابت لدى مصر الشريفة ان مصر وعلاقاتها ليست أسيرة ورهينة بدولة معينة.. بل تحترم الجميع وتفتح قلبها وعقلها للتعاون المشترك والمصالح المتبادلة وفق مبادئها وثوابتها.. وتتمتع بالاحترام والندية مع الجميع.. فعلاقة مصر على سبيل المثال بالولايات المتحدة الأمريكية ليست بديلاً لعلاقاتها مع روسيا والصين والهند أو أى دولة أخرى.. والعكس أيضاً فإن علاقة «القاهرة» بموسكو وبكين ليست بديلاً بعلاقاتها مع واشنطن.. لذلك فالدولة المصرية تتمتع بالشموخ والاستقلال والندية ولاتسمح لأى قوة أيا كانت بالتدخل فى شئونها أو ممارسة الوصاية عليها أو المساس باستقلال قرارها الوطنى النابع من ضمير وإرادة شعبها.

ولاننا كما قال الرئيس "دولة شريفة فى زمن عز فيه الشرف".. فإن مصر ترفض المساومات أو الإملاءات أو التدخلات غير المشروعة ليس فى الشئون المصرية الداخلية فحسب ولكنها قاعدة ومبدأ ينطبق على رؤاها وسياساتها تجاه كل الدول فى مختلف بقاع العالم.

ان مصر فى جمهوريتها الجديدة هى القادرة لا الغاشمة.. والمسالمة لا المستسلمة.. لايمكن ان تقبل وصاية أو تدخلات أو إملاءات من أحد وقد تصدت لذلك بفضل شموخ قيادتها الوطنية الشامخة فى أصعب وأحرج اللحظات التى واجهت الدولة الوطنية المصرية عندما تعرضت لرياح قاسية من المؤامرات والمخططات.. ومحاولات لى الذراع والابتزاز لايمكن وبأى حال من الأحوال وتحت أى ظرف من الظروف ان تقبل ان يتدخل فى شئونها أحد أو يفرض عليها ضغوطاً أو ابتزازاً.. فقد حوَّل الرئيس عبدالفتاح السيسى مصر إلى دولة عظيمة تمتلك قرارها وإرادتها ومقدراتها وتستطيع وبكل شجاعة الاكتفاء والاستغناء بعد حصاد تجربة عظيمة وملهمة على مدار الـ7 سنوات حققت فيها النصر فى معركة البقاء كما خاضت خلالها أشرس معركة فى مواجهة مؤامرات ومخططات أدارتها قوى الشر الدولية الكبرى بعد ان حاولت اسقاط الدولة الوطنية ودعم الإرهاب الأسود وجماعات الظلام والتطرف بالمال والسلاح.. وانتصرت ايضا مصر فى معركة البناء.. وانهت عقود الأزمات والعجز والنقص ووفرت احتياجات شعبها الأساسية ومازالت تواصل الليل بالنهار من أجل تعزيز الاكتفاء والاستغناء من خلال آلاف المشروعات القومية العملاقة فى كافة المجالات والقطاعات لتوفر ما يحتاجه المصريون.

قرار مصر الوطنى المستقل الذى رفض الإملاءات والمساومات والابتزاز.. من قوى أدارت ظهرها لإرادة الشعب واحتياجات ومتطلبات قوة وقدرة الدولة.. قرار مصر تجسد فى مواقف كثيرة قادتها قيادة سياسية شامخة وطنية شريفة آمنت بمصر العظيمة.. لعل أبرز هذه المواقف هو سياسة تنويع مصادر السلاح.. والحصول على أحدث منظومات القتال والتسليح لبناء القدرات الدفاعية وامتلاك القوة والقدرة على الردع فى ظل العيش فى منطقة شديدة الاضطرابات وتهديدات مستجدة وما تتطلبه حماية الأمن القومى المصرى والثروات والمقدرات والحقوق المصرية من أى مكان فى العالم طالما انه يحقق مصلحة مصر ولا يخضع للابتزاز أو المساومة أو الضغوط.

الجمهورية الجديدة.. هى دولة تتعامل بشموخ وندية واحترام متبادل مع الجميع.. وترفض أى محاولات للتدخل فى شئونها واعتبارها «خط أحمر» من الخطوط المصرية المقدسة.. لذلك نرى علاقات مصر الدولية أكثر زخماً واحتراماً وتقديراً ومكانة وثقلاً.. فمصر ليست مثل غيرها.. فهى ذات خصوصية.. لاتعبأ بمحاولات ومراهقات وابتزاز ومساومات بعض القوى التى تحاول فرض الوصاية.. فهى دولة شريفة فى زمن عز فيه الشرف.. تستطيع وبثقة ان تدخل فى شراكات وعلاقات وتحقق مصالحها دون الالتفات إلى ألاعيب الآخرين.. وسياساتهم غير الشريفة.. ومعاييرهم الازدواجية.. فمصر أكبر من الجميع.

 

تحيا مصر