رجال الحماية المدنية.. بطولات مكتوبة بالنار في إنقاذ الأرواح
تجدهم حائط صد منيع بين الكوارث والمواطنين.. رجال لا يخشون الموت.. يقتحمون النيران بشجاعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. ويتنقلون بين الأنقاض المنهارة في ثبات لانتشال الأرواح.. دائمًا ما تجدهم في موقع الحادث فور وقوعه.. مهمتهم إنقاذ وسلامة المواطنين حتى إذا كلفه ذلك حياته.. هدفهم الخروج بأقل الأضرار من أي فاجعة تلحق بالناس.. أنهم حقًا أبطال المهام الصعبة.. أنهم حقًا رجال الحماية المدنية.
ويعد قطاع الحماية المدنية التابع لوزارة الداخلية في مصر، من أقدم المرافق في الشرق الأوسط، وقدم الكثير منذ نشأته في تعزيز الأمن وحماية المنشآت والأرواح والممتلكات العامة والخاصة من أخطار الحريق والكوارث والحروب والحوادث المختلفة، ويهدف إلى إغاثة المنكوبين وتأمين سلامة المواصلات والاتصالات وسير العمل في المرافق العامة وحماية مصادر الثروة الوطنية في زمن السلم وحالات الحرب والطوارئ.
وفي هذا التقرير، نرصد جانبًا من حكايات أبطال يضحون بحياتهم لإنقاذ المواطنين، ونستعيد أروع القصص لشجاعة رجال اقتحموا النار، وواصلوا الليل بالنهار لأمن وسلامة الممتلكات، خاصة بعد أن ظهر جهاز الحماية المدنية على قدر المسئولية في أكثر من كارثة لحقت بالمواطنين، خلال الأيام القليلة الماضية.
عقار الحسين
تعددت الحوادث التي تستدعي تدخل هؤلاء الأبطال، وكان آخرها حريق عقار الحسين، عند تمكنوا من إخماد النيران وإنقاذ الأهالي المحتجزين داخل العقار، وكان من بينهم أطفال ورضع حرصوا على انتشالهم من بين السنة اللهب في مشهد إنساني جليل، ولم يهدأ ساعد رجال الحماية، خلال 3 ساعات بموقع الحادث حتى أنقذوا قاطني العقار وأخمدوا النيران.
حادث قطاري سوهاج
فور وقوع حادث تصادم قطاري سوهاج لم ينتظر رجال الحماية المدنية بالمحافظة التعليمات للتحرك، بل أسرعوا على الفور إلى مكان الحادث وواصلوا الليل بالنهار، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصابين وكذلك الناجين، ورغم بعد المسافة قام رجال الحماية المدنية بمحافظة قنا، بالتوجه إلى محافظة سوهاج لمساعدة قوات الحماية المدنية هناك في إنقاذ المصابين، حتى كونوا ملحمة بطولية لإنقاذ الضحايا.
رجال المهام الصعبة
وفي رد فعل سريع لرجال الحماية المدنية بعد حادث تصادم قطاري سوهاج الشهير، شاهدوا إحدى عربات القطار التي تحطمت بالكامل ويوجد فيها ضحايا ومصابين، قاموا على الفور باستخدام أدوات قص المعادن واللحام في محاولات منهم لاستخراج الضحايا والمصابين حتى نجحوا في إنقاذ المصابين ونقلهم لسيارات الإسعاف.
حادث انهيار عقار جسر السويس
أما الحادثة الأخرى فكان انهيار عقار جسر السويس على قاطنيه فجرًا، وقتها قام الأهالي بإبلاغ رجال الحماية المدنية بالحادث الذين أسرعوا إلى مكان الحادث لإنقاذ الأهالي وكانت الكارثة وهو انهيار العقار، وأسرع رجال الحماية لإنقاذ أهالي العقار من تحت الأنقاض، أحضروا الأوناش وبدأوا في إزالة الأنقاض ووقتها عثرت قوات الحماية المدنية على أسرة مكونة من 5 أفراد أسفل عقار جسر السويس المنهار تحت الأنقاض، وما زالوا على قيد الحياة، وانتشالهم ونقلهم إلى المستشفى، بجانب إنقاذ مصابين آخرين.
أبطال في مواجهة النيران
ومن تضحيات رجال الحماية المدنية ما فعلوه وقتها عندما شب حريق هائل في عقار فيصل على الطريق الدائري، ووقتها بدء رجال الحماية المدنية العمل في مكان الحادث معرضين حياتهم للخطر واقفين في وجه النار لإنقاذ قاطني العقار، خاصة وأن السنة اللهب تصاعدت لأعلى وتسببت في إحداث حالة من الذعر والرعب بالمنطقة، خاصة وأن العقار الذي اشتعلت فيه النيران قريبًا جدًا من الطريق الدائري.. وقتها قام رجال الحماية المدنية بإخلاء العقار من السكان لعدم وقوع أي إصابات أو سقوط ضحايا ثم قاموا بالسيطرة على الحريق ولشدة المواد المنصهرة اشتعلت النيران مجددًا بشكل أكبر وتجددت لمدة 3 أيام وكل ذلك ورجال الحماية المدنية واقفين لإطفاء الحريق خوفًا من انهيار العقار والتسبب في كارثة حقيقية وقتها ليقدم وقتها رجال الحماية المدنية اروع صور التضحيات لإنقاذ حياة المواطنين.
شهيد إنقاذ المترو
سطر اللواء الشهيد ياسر عسر وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات اسمه بحروف من ذهب في سجل البطولات والتضحيات والإخلاص في العمل، ولما لا وهو الذي أدى نداء الواجب وهب مسرعًا لإخماد حريق شب بمحطة مترو مسرة، وكاد الحريق أن يتسبب في كارثة داخل المحطة، أسرع الشهيد البطل اللواء ياسر لإخماد الحريق داخل المحطة مع رجال الحماية المدنية الشجعان الذين هرعوا لإخماد السنة اللهب وفي أثناء مكافحة الحريق سقط الشهيد في هواية المحطة وسط النيران المشتعلة وجاهد رجال المطافئ لإنقاذ البطل، إلا أن يد القدر كانت أسرع من يد الإنقاذ وضحى البطل بحياته لإنقاذ حياة الآخرين بالرغم من أن اخماد النيران ليست مهمته، ولكنه أصر على مكافحة السنة النيران التي ارتفعت وهو يرتدي زيه الميري ولقى الشهيد ربه وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها راضية مرضية وهو يلبي نداء الواجب لإنقاذ حياة الآخرين.
"حريق التوفيقية"
يبذل رجال الحماية المدنية جهودًا عظيمة، بشكل يومي، للسيطرة على الحوادث الطارئة، وفي مقدمتها الحرائق التي تشتعل في الشقق السكنية أو مقار الشركات أو المحال العامة أو في أي من المباني من وقت لآخر، ويسطر ضباط وجنود الحماية المدنية بطولات عظيمة في سرعة التعامل مع بلاغات الحرائق والدقة في إخمادها، وهو ما يلعب دورًا كبيرًا في إنقاذ أرواح المواطنين من الموت حرقًا.
ومن الحرائق الكبرى التي شهدتها البلاد وتسببت في كارثة ما حدث بمنطقة التوفيقية بوسط البلد عندما اندلع حريق هائل، بدأ بخروج دخان كثيف من أحد الأكشاك تحول إلى نيران، وامتدت ألسنة اللهب إلى المحال المجاورة، وقتها حاول الأهالي وبعص أصحاب المحال الموجودين التعامل مع النيران إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة، بسبب المواد القابلة للاشتعال.
فبدأ رجال الحماية المدنية الملحمة، فور تلقي البلاغ وأسرعوا لإنقاذ المنطقة خاصة من كارثة كبرى، خاصة وأن المحال تحتوي على مواد قابلة للاشتعال بجانب وجود منطقة سكنية، وفور وصول رجال الحماية المدنية أسرعوا إلى مكان الحريق ووقفوا أمام النيران وحاصروها من كل الاتجاهات حتى أخمد الحريق والسيطرة عليه وإنقاذ المنطقة من كارثة حقيقية.