«ريان يفتح جراح أهالي ضحايا الآبار في 4 بلدان».. وتحركات عربية عاجلة
واقعة الطفل ريان فتحت عيون العالم على الآبار المفتوحة والتي أصبحت بمثابة خطر يهدد المواطنين، كما أن تلك الواقع سلطت الضوء على وقائع مشابهة في دول عديدة وكانت نهايتها مأساوية.
رغم العثور على الطفل ريان إلا أن وفاته تسببت في حالة من الحزن خيمت على العالم أجمع، خصوصا بعد عمليات مضنية لإخراجه من البئر والتي استمرت لمدة 5 أيام وبعدها عثر على الطفل متوفي.
وكشف ابن عم الطفل ريان المغربي سيناريو سقوطه في البئر وأسباب فشل إنقاذه، قائلا أن الطفل تغيب عن المنزل لفترة طويلة وهو ما تسبب في حالة من الهلع لوالديه لأنه غير معتاد على التغيب عن المنزل لفترات طويلة.
وأضاف أن كان هناك بئر حول البيت وكان البئر عليه غطاء لكن ربما حدث تغيرات وانزاح الغطاء عن البئر، وهذا ما أدى إلى سقوط الطفل ريان، خصوصا أن البئر متواجد بجانب البيت.
عندما أحست الأم بغياب طفلها أبلغت وعندما أرسلت السلطات هاتف مرفوقا بكاميرا لكن الهاتف لم يمكنه من حسم الأم لأن الطفل كان مغمورا وسط البئر فلم يتمكنوا في البداية من معرفة هل كان الطفل هناك أم لا، لكن تم اكتشاف الطفل من خلال كاميرات دقيقة، إذ ظلت جهود مضنية من الساعة الواحدة حتى الخامسة مساء للتأكد من ان الطفل عالق في البئر، أي لمدة خمس ساعت قبل أن تتاكد الأسرة من وجود ابنها في البئر.
على الجانب الآخر شهد العالم أجمع حوادث مماثلة كانت النجاه فيها أقل بكثير من الوفيات وأبرزها فيما يلي:
(1) طفل الهند
في عام 2019 شهدت الهند، تجربة مشابهة تماماً لتجربة ريان المغربي فقد أوردت حينها صحيفة "ذا صن" البريطانية أن طفلاً يبلغ من العمر عاماً واحداً سقط في بئر في مدينة هيسار شمال غربي الهند، بعدما كان مع أمه التي كانت تجمع الفاكهة.
ونتيجة لصعوبة انتشاله من البئر العميقة والضيقة، تدخلت السلطات الهندية واستعانت بجهاز تعقب لتحديد موقعه بدقة، ثم حفر عمال الإنقاذ بئراً أخرى على بعد 6 أمتار، وتتوازى مع البئر الأصلية، وعندما اقتربوا من الطفل توقفوا عن استخدام الآلات وحفروا يدوياً لضمان سلامته.
ووقتها قالت صحيفة "هندوستان تايمز" إن فريق الإنقاذ ألقى أنابيب الأكسجين داخل البئر لمساعدة الطفل على التنفس، كما أنزلوا له البسكويت والعصائر.
وأظهرت لقطات مثيرة لحظة إنقاذ الطفل، حيث حمله رجل يرتدي زياً عسكرياً بعيداً عن البئر، بينما وقف عشرات السكان يراقبون المشهد، وخرج الطفل على قيد الحياة بعد أن تم إنقاذه، لكنه كان بحاجة إلى رعاية صحية. حيث كان وضعه صعب للغاية
(2) رضيع جنوب إسبانيا
وعقب واقعة ريان تذكرت قناة "اتينا 3" الإسبانية الطفل "جولن" الذى توفى بعد سقوطة فى بئر عميق فى إسبانيا، وذلك بعد ان انتشر خبر وفاة الطفل المغربى ريان عن عمر 5 سنوات، و الذى آثار مشاعر العالم بعد سقوطه أيضا فى بئر عميق.
في يناير عام 2019 سقط طفل رضيع عمره سنتين سقط في بئر بعمق حوالي 110 أمتار في منطقة ملقة بجنوب إسبانيا، وفشلت حينها كل المحاولات لإنقاذ الطفل، الذي سقط حينما كانت العائلة تتنزه في يوم العطلة، مستغلة الدفء الذي نشرته الشمس في شتاء منطقة الأندلس. وفجأة سقط الطفل وهو يلعب في البئر، التي لم تكن العائلة تعلم بوجودها، لكن كل جهود الانتشال لم تنجح فى إنقاذ الطفل لعمق البئر الكبير.
وبعد محاولات مكثفة لإنقاذ الطفل جولن الذى سقط فى بئر عمقه 110 أمتار واتساعه 25 سم، عثر عليه ميتا بسبب ضربة فى الرأس، ويمثل هذا الحادث مأساة كبيرة بالنسبة لإسبانيا برمتها.
(3) الجزائر
في عام 2018 سقط شاب جزائري يدعى محجوب العياشي يبلغ من العمر 26 عاما، داخل بئر حلزونية عبارة عن أنبوبة يقدر عمقها بـ 100 مترًا وقطرها 30 سنتيمترا، بمنطقة بلدية الحوامد جنوب ولاية المسيلة بالجزائر، ومازال على قيد الحياة عالقًا في عمق 40 مترًا.
والمأساة بدات عندما كان عياش الفلاح البسيط يمشي في منطقة زراعية خالية لم يكن يعلم بوجود بئر قديمة فيها، وقبع عياش في البئر لأكثر من 24 ساعة قبل أن يتفطن لصراخه أحد الأطفال ويسارع لطلب أعوان الدفاع المدني.
في البداية لم تكلل المحاولة الأولى لانتشال عياش بالحبال بالنجاح نظرا لخطورة العملية على حياته؛ لكن العاملين في الدفاع المدني شرعوا في الحفر حول البئر وقطع الحاجز الحديدي حتى يصلوا إلى الجزء الذي علق فيه عياش.
لكن حتى هذه المحاولة فشلت فبعد تسعة أيام من الحفر، تمكن قوات الدفاع المدني من انتشال جثة عياش.
(4) سقوط ألمانية في بئر
وفي ديسمبر عام 2018 سقطت سيدة في بئر بعمق عشرة أمتار في بلدة روهت، غربي مدينة هايدلبيرغ (الجنوب الغربي من ألمانيا). ووفقاً لدائرة الإطفاء والإنقاذ في المنطقة نجحت جهود عمال الإنقاذ في انتشال المرأة، باستخدام آلة خاصة، ساعدتهم على انتشالها.
إغلاق الآبار المفتوحة
ويبدو أن واقعة ريان المأساوية نبهت عيون العالم على التأكد من إغلاق الآبار وعلى رأسها فلسطين والسعودية فقد بذلتا جهودا عاجلة لإغلاق الآبار المفتوحة.
وكانت فلسطين أول الدول العربية المستجيبة لواقعة الطفل ريان إذ أقدم شبان من قرية دير إبزيع غرب رام الله على إغلاق فوهات الآبار القديمة المكشوفة في القرية خوفا من أنها تفتك بالمواطنين أو الأطفال.
وعلى الجانب الآخر فقد اتخذت الجهات المعنية السعودية خلال السنوات الماضية إجراءات احترازية للحد من هذه الحوادث، فيما تتيح وزارة البيئة والمياه والزراعة عبر نظام "بلِّغ" التبليغ عن الآبار المكشوفة عبر موقعها الإلكتروني؛ إذ تتيح إمكانية تسجيل البلاغ، وتحديد إحداثيات الموقع؛ للتعامل مع البلاغ.