رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«ريان.. العروبة والإنسانية».. و«إلغاء التشعيب.. مشاكل وعيوب».. أبرز مقالات كبار الكتاب

7-2-2022 | 09:12


الطفل ريان

دار الهلال

اهتم عدد من كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الاثنين بعدد من الموضوعات التي تهم الرأي العام.

فقال الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة في مقاله (صندوق الأفكار) بصحيفة /الأهرام/ وبعنوان "ريان.. العروبة والإنسانية" إن الطفل المغربي ريان نجح في توحيد العالم العربي من المحيط إلى الخليج طوال أيام وليالي عملية إنقاذه، وتركزت الأنظار على قرية إغران بإقليم شفشاون في المغرب الشقيق، والأنفاس محبوسة تتابع لحظة بلحظة عملية الإنقاذ، مضيفًا: "ريان لم ينجح فقط في تحريك القلوب العربية، وإنما تحول إلى رمز للإنسانية، وتصدرت أخبار إنقاذه الصحف، والمجلات، ووسائل الإعلام العالمية".

وأشار إلى أن خبر الوفاة نزل كفاجعة هزت نفوس الكثيرين، وبكى الكثير من المشاهدين والمتابعين، تأثرًا به، رغم أن الوفاة منطقية لطفل لم يتعد الخامسة من عمره سقط في بئر عميقة، وضيقة، وفرص نجاته كانت مستحيلة بعد مرور خمسة أيام كاملة على سقوطه، 5 ليالٍ بذل فيها المغرب الشقيق جهدًا كبيرًا، وسخر كل إمكاناته، لكن قضاء الله كان أسرع.

وتابع سلامة "أن فاجعة ريان كشفت الوجه المضيء للإنسانية؛ حينما اجتمعت خلف إنقاذ هذا الطفل البرئ، وأتمنى لو استمرت تلك الطاقة الإيجابية من أجل إنقاذ ملايين الأطفال المشردين نتيجة الحروب الأهلية، ‏والاقتتال، وتدمير منازلهم، وتركهم نهبا للبرد، والحر، والجوع، والموت عطشًا".

واختتم الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة مقاله قائلًا: "كشفت واقعة ريان عن تهافت السوشيال ميديا، وأكاذيبها، لدرجة «فبركة» صورة طفل، وإذاعة خبر نجاة ريان، وتبادل تهاني الإنقاذ، ما يؤكد أهمية ودقة وسائل الإعلام التقليدية، من قنوات تليفزيونية وإذاعة وصحافة، وأنها هي التي تنقل الخبر الصحيح دون تزييف.. رحم الله الطفل ريان الذي أوجع قلوبنا جميعًا، وأهدى رسالة إنسانية يحتاجها العالم، الآن، في التآلف والتراحم".

وفي صحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان "إلغاء التشعيب.. مشاكل وعيوب"، قال الكاتب عبدالرازق توفيق في عموده (من آن لآخر) "إن مبررات إلغاء التشعيب في الثانوية العامة غير واضحة تفتقد للمنطق ومتناقضة، ليس لدى المسئولين حجج أو مبررات واقعية، لذلك فالقرار ربما يحدث الكثير من اللغط والجدل ويؤدي إلى احتقان وعدم رضا غير مطلوبين".

وشدد توفيق على أن إلغاء التشعيب من أجل إتاحة المزيد من الفرض في مكاتب التنسيق أو تقليل أعــداد القسم الأدبي مــردود عليه وغير مقنع وربما يؤدي إلى نتائج عكس ما نتوقع لذلك مطلوب التأني والنقاش بدلًا من القرارات المتسرعة.

وأضاف أن اختلاف الميول والقدرات والمهارات هو العامل الأساسي في الإلغاء أو استمرار التشعيب وإذا كان هدفنا الطالب فأولى بنا أن نستطلع الآراء، والأفضل أن يكون لدينا عباقرة في الرياضيات وعباقرة في العلوم بدلًا من التوهان.

وتابع الكاتب: "لا أدرى لماذا نسعى بأيدينا لإثارة الجدل واللغط في موضوع التعليم لذلك وجب التوضيح والتواصل والنقاش مع الناس لتقوية جدار الوعي والفهم فإذا كان التغيير في مصلحة الطالب علينا أن نبدي الأسباب والدوافع والأهداف ونصل إلى حد القناعة حتى يطمئن الطالب وولي الأمر على المستقبل، لذلك لابد أن يكون هناك إطار واضح وجسور للتواصل بين المسئولين عن التعليم أو التعليم العالي وبين أولياء الأمور والطلاب والمواطنين، فلا يمكن أن نحمل الطالب أكثر من قدراته واستعداده الذهني وميوله ومهاراته، فإذا كان التغيير ومواكبة العصر أمرا مطلوبا فيجب أن يصل إلى الناس بالشكل الصحيح".

وتساءل الكاتب: "ما هي الفائدة التي ستعود على عملية التطوير من خلال إلغاء التشعيب وتوحيد القسم العلمي ليضم العلوم والرياضة في ظل اختلاف الميول والمهارات، وهل يغلق الأبواب أمام من لا يميل لدراسة الرياضيات والهندسة، هل إجبار الطالب على دراسة مواد لا تتفق مع قدراته أو ميوله أفضل أم تحديد أو اختيار مجموعة من المواد الدراسية الأساسية وإتاحة الاختيار في مواد أخرى؟".

واختتم مقاله قائلًا: "نحن أمام قضية تحتاج إعادة النظر والتأني والدراسة الجيدة واستطلاع آراء الطلاب وأولياء الأمور لأنها قضية من الممكن أن تثير الجدل واللغط وزيادة الاحتقان والقلق والتوتر في مجال التعليم، لأن الإجابة عن السؤال المهم ما جدوى إلغاء التشعيب غير واضحة وغير منطقية في أصل الحديث عن اختلاف الميول فالأفضل أن نكسب موهبة وخريجًا عبقريًا في مجال الرياضة.. نحن نريد التغيير من أجل التطوير ولا نريد تغييرًا من أجل التغيير الشكلي ولكن نريد تغييرًا يحقق الأفضل على أرض الواقع فالخبراء أكدوا أن التخيير هو الأفضل وأنه نظام معمول به في العالم وليس الإجبار وتعمد مخالفة القدرات والمهارات والميول".

بدوره، قال الكاتب خالد ميري رئيس تحرير صحيفة الأخبار تحت عنوان (ريان سيظل حيًا)" إن ريان مات بعد أن علّمنا أهم دروس الحياة، صعدت روح الطفل المغربي إلى خالقها بعد أن أضاء الأرض بأنوار الإنسانية والسلام والمحبة، وبعد أن تجمعت حوله قلوب البشر أجمعين".

وأضاف الكاتب أن ريان جمعنا على كلمة سواء وعلى دعوة سيدنا يونس -أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين- وعلى مدار خمسة أيام لم نتوقف لحظة واحدة عن متابعة جهود رجال الإنقاذ المغربي الأبطال، وهم يحاولون إخراجه من وضع مستحيل في غيابة الجب، تابعنا الأخبار لحظة بلحظة ، ويقيننا راسخ ، أنه سيخرج سالمًا لم نفقد الأمل وتعالت دعواتنا بأن يخرجه الله من البئر على عمق يزيد على ثلاثين مترًا كما خرج سيدنا يونس من بطن الحوت ولم يلبث فيه إلى يوم يبعثون، دعونا أن يعود إلى أمه كما عاد سيدنا يوسف إلى والده وعاد إليه بعد أن أصبح عزيز مصر، اجتمعنا على الاستغفار والذكر والتسبيح ونحن نترقب لحظة خروجه حيًا، لم نفقد الأمل ولو كان كمثل ثقب الإبرة.

وتابع ميري: "فعل رجال الإنقاذ ما يشبه المعجزة.. حفروا بدقة طريقًا وسط الصخور على عمق 30 مترًا دون أن يسقط حجر واحد على الطفل الصغير، وصلوا إليه أخيرًا وانتظرنا أن يردوه إلى صدر أمه كي تقر عينها كما قرت عين أم سيدنا موسى بعد أن أعادوا إليها رضيعها لتمنحه الحب والحنان.. لكن ريان لم يخرج حيًا، روحه فاضت إلى بارئها ومن أعماق الأرض خرجت روحه عالية تحلق في السماء، خرجت وأرواحنا معلقة بها بعد أن علمنا أهم دروس الحياة، وبعد أن أعادنا لإنسانيتنا وفطرتنا الأولى ومسح على صدورنا بلمسة الحنان والحب التي جمعتنا على كلمة رجل واحد".

واختتم مقاله قائلًا: "قصة ريان الحية في قلوبنا ستظل تذكرنا دومًا أن هناك أطفالًا يدفعون أرواحهم ثمنًا لصراعات لا ذنب لهم فيها.. في عالمنا هناك ملايين الأطفال في حاجة إلينا.. دعونا نتعلم من ريان أن ننحى خلافاتنا جانبًا وأن نصطف كالبنيان المرصوص، لنمنح الأمل والحياة للأطفال.. ريان إلى جنة الخلد ورسالته ستظل حية بعلم الوصول".