قالت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار إن اختيار الأردن ضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب للعام المقبل، له دلالة على المكانة التي تحوزها الأردن في نفوس الأشقاء العرب وثقتهم العالية بالمشهد الثقافي الأردني وصناعة الكتاب، لافتة أن هذا الاختيار هو وسام على صدور  الأردنيين، وهم يعبرون إلى المئوية الثانية بكل ثقة  ووعي بمستقبل واعد.

وأشارت "النجار" إلى أن هذا الاختيار يحملنا مسؤولية كبيرة، ويحفزنا لنعمل على تقديم الأردن ومشهده الثقافي المتميز بحيويته وتنوعه وعظيم منجزه،  واشتباكه مع المشهد الثقافي العربي، والتزامه بقضايا الأمة العربية وخصوصا المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بالصورة التي تليق به و بمكانته إقليميا ودوليا.

وتسلّم الأردن اليوم الاثنين، راية ضيف الشرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته المقبلة الـ 54 للعام 202، في احتفاليةٍ خاصة جرت بهذه المناسبة في قاعة ضيف الشرف في مركز مصر للمعارض الدولية، اختيار الأردن ليكون ضيف الشرف على هذه الفعالية الثقافية، التي ستعقد في شهر كانون الثاني العام المقبل، بمشاركةٍ عربيةٍ ودوليةٍ واسعة.

كما رحّبت وزيرة الثقافة المصرية باختيار الأردن ليكون ضيف شرف على مهرجان القاهرة الدولي للكتاب، مشيدةً بالمساهمات الثقافية والفكرية والإنتاج الأدبي الذي عُرِف به الأردن ضمن منظومة الثقافة العربية، ورفدها بعديد المنتجات الثقافية والفنية والأدبية من المكتبة الثقافية والفنية الأردنية.

بدوره أعرب السفير العضايلة عن تقدير الأردن لهذا الاختيار، مؤكداً أهمية معرض القاهرة الدولي للكتاب باعتباره تظاهرة ثقافية وأدبية اثبتت حضورها على مدار سنواتٍ طويلة من التنظيم المتميز والمشاركة العربية والدولية الواسعة.

وقال إن هذه الخطوة تُجسّد وجهاً من أوجه التعاون الثقافي الوطيد بين الأردن ومصر، وتعكس دورَ ومكانةَ المملكة في نشر الثقافةِ وصناعةِ الطباعةِ والنشر، وتوفّر فرصةً مهمةً لإطلاع الشعوب الشقيقة والصديقة على الثقافة الأردنية والإنتاج الأردني في عديد المجالات.

وأكد أن الأردن سيبذل، عبر وزارة الثقافة الأردنية ومختلف المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي، خالص الجهود والتنسيق وتوفير جميع التسهيلات لضمان المشاركة الثقافية، التي تليق بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ولضمان نجاح دورته القادمة على الوجه الأكمل.

وكان رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور هيثم الخاج أعلن عن قرار اختيار الأردن ضيف شرف للدورة القادمة للمعرض بعد اليونان، التي ألقى سفيرها كلمة شكر فيها مصر على جهودها لنجاح مشاركة بلاده، وما قدمته من شخصيات ثقافية وعقدته من ندوات على هامش أيام المعرض.

من جانبه، قال مدير الدراسات والنشر في وزارة الثقافة الكاتب مخلد بركات، إن مشاركة الوزارة هذا العام جاءت موسعة بأكثر من ١٥٠ عنوانا من الكتب، توزعت بين سلاسل النشر المختلفة التي تنشرها الوزارة ومنها إصدارات مئوية الدولة الأردنية ومكتبة الأسرة ومدن الثقافة وسلاسل الفلسفة والطفل والفكر والإبداع، لافتا إلى أن جناح الوزارة في المعرض شهد إقبالا كبيرا من مختلف الشرائح الاجتماعية ومن المثقفين والكتاب المصريين والعرب.

وبخصوص اختيار الأردن ضيف شرف معرض القاهرة للعام المقبل، أضاف بركات أنه أمر في غاية الأهمية لما سيشكله من تعاون مثمر في نشر الثقافة الأردنية والتعريف بها بشكل كبير وموسع في محفل ثقافي ضخم مثل معرض القاهرة للكتاب.

وأكد "ستكون هذه المشاركة غنية وواسعة النطاق وبالتعاون ما بين وزارة الثقافة ومختلف المؤسسات الرسمية والأهلية المعنية بالثقافة، إضافة للجامعات، ليتم تمثيل الأردن بكل مكوناته الفكرية والثقافية في معرض القاهرة القادم كضيف شرف له"

بدوره، ذكر رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين جبر ابو فارس أن اختيار الأردن كضيف شرف للدورة القادمة، جاء نتيجة للدور المهم الذي يقوم به الأردن في نشر الثقافة والمعرفة وللأهمية الكبيرة للكتاب الأردني في مختلف المجالات.

ولفت إلى أن مشاركة الناشرين الأردنيين في الدورة الحالية كانت مميزة، حيث بلغ عدد دور النشر المشاركة 37 دار نشر تعرض الكثير من الإصدارات الجديدة، مؤكدا أن اتحاد الناشرين الأردنيين يقوم بتسهيل عملية المشاركة للناشر الأردني وينظم عملية الشحن من وإلى المعارض العربية ويحاول أن يدعم الناشر ويقدم له كل التسهيلات لتشجيعه على المشاركة في المعارض العربية.

كما أكد الدكتور اسماعيل المزايدة، رئيس منتدى الجامعة الأردنية الثقافي، الذي حضر المعرض هذا العام، أن أهمية أن يكون الأردن ضيف شرف للمعرض هي اعتراف وتأكيد على الدور الثقافي والحضاري والتاريخي للأردن، وعلى أهمية المثقفين الأردنيين وحضورهم العربي والعالمي، لا سيما بعد فوز العديد منهم بجوائز عربية وعالمية.

ولفت إلى إن ذلك يعزز مكانة دور النشر الأردنية في الفعل الثقافي العربي، وقدرتها على مواكبة أساليب النشر الحديثة، وعملها المستمر في الترجمة وإثراء المحتوى العربي، واحتضانها مواهب المبدعين وطاقاتهم.

كما تعتبر هذه الخطوة، وفق الدكتور المزايدة، فرصةً ثمينة للمؤسسات الوطنية الأردنية لإبراز إنجازاتها وخططها وتطلعاتها المستقبلية، وكذلك للجامعات الأردنية بمشاركة زوار المعرض قصص نجاحها التعليمي والثقافي، وعرض إنتاج أساتذتها من أبحاث وكتب فكرية وتعليمية.