قال الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع، إن التوتر السياسي بين روسيا وأوكرانيا يتعدى البلدين، حيث انه يؤثر على العالم بالكامل، فالتوتر بين روسيا وأوكرانيا توتر في الأساس بين روسيا من جانب والولايات المتحدة وأوروبا من جانب، أو بالأدق بين روسيا وحلف شمال الأطلنطي، ولكن تعتبر أوكرانيا مسرح العمليات أو المكان الذي يدور فيه هذا الصراع، وهناك تأثيرات كبيرة على ذلك حيث إن إمدادات روسيا لأوروبا من الغاز شيء استراتيجي ومهم لأوروبا، واي عقوبات يتم فرضها علي روسيا ستؤثر بالسلب على أوروبا أيضًا.
وأوضح "جاب الله" في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال": أن أوروبا تستورد جانب كبير من الغاز من روسيا، فإذا تأخرت روسيا في إمدادات الغاز سيؤدي ذلك إلى رفع الأسعار بشكل كبير وحدوث تضخم في أوروبا، وأيضا هناك عمليات تبادل كبيرة ما بين روسيا والاتحاد الأوروبي، واذا فرضت عقوبات على روسيا ذلك سيؤثر علي سلاسل الإمداد ويرفع الأسعار في أوروبا.
وأكمل أن أوروبا تعتبر الكيان المصنع في العالم، فإذا ارتفعت الأسعار في أوروبا فسترتفع أسعار منتجاتها لدى كل من تقوم بالتصدير اليهم في العالم، بالتالي استمرار الصراع يترتب عليه مزيد من التضخم وارتفاع الأسعار في أوروبا، الأمر الذي سينعكس على العالم بالكامل وليس تلك المنطقة فقط.
أما بالنسبة لأثر ذلك على مصر، أوضح جاب الله أن مصر لها علاقات جيدة مع كافة الأطراف ولن تتأثر بالسلب بصورة كبيرة ولكن بالتأكيد حالة ارتفاع الأسعار، سواء أسعار القمح الأوكراني أو أسعار المنتجات الأوروبية التي تستوردها مصر، سيكون لذلك أثر سلبي على مصر.
وأكد وجود أثر إيجابي من ذلك الارتفاع، لأنه بينما ترتفع الأسعار في أوروبا وأوكرانيا وروسيا، ربما يعزز ذلك الميزة التنافسية للمنتجات المصرية ويشجع على التصنيع المحلي، وفقا لاستراتيجية إحلال الواردات حيث ستكتسب الصناعة المصرية ميزة تنافسية في العالم في العديد من القطاعات خلال الفترة القادمة.